الحوثيون يستنجدون بفتاوى التكفير

الجمعة - 22 يناير 2016

Fri - 22 Jan 2016

أثارت الفتوى الدينية للمرجع الحوثي البارز محمد المطاع (90 عاما) جدلا في الشارع اليمني، عندما أعلن خروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحلفائه من الإسلام، موجبا قتالهم كـ«جهاد» في سبيل الله.

وهذه هي ثالث دعوة دينية يطلقها الحوثيون للتعبئة العامة، قبل أن يطلقوا لاحقا نداء استغاثة دينية لإنقاذ عدن منتصف يوليو الماضي، على وقع تقدم القوات الشرعية في المدينة الجنوبية آنذاك.

الناشط السياسي شكري العديني ذكر لـ«مكة» أن فتوى المطاع ستخلق فتنة طائفية ومذهبية في اليمن وتؤجج الصراع بين سنة وشيعة، بل وتشكل خطورة على مستقبل اليمن، وأنها أظهرت على السطح نوايا الحوثيين.

فقه القبور

واعتبر صحفيون وناشطون أن فتوى المرجع الحوثي هي دعاية دينية مسخرة في يد جماعة لم تكترث لليمنيين ولا لليمن، وتأتي بالتزامن مع ذكرى الحرب التي شنها المتمردون في العاصمة اليمنية صنعاء ضد الدولة ومؤسستها، حيث علقت وزيرة الثقافة في الحكومة اليمنية أروى عثمان بصفحتها على فيس بوك أن «فقه القبور يستعرض، في زمن الحروب، بضاعته كالسوق السوداء التي يتنهاهشون عليها وفيها، ويخلفون وراءهم مليون محرقة وجهنم في كل بيت».

وأضافت أن فقه القرون الوسطى يكثف حضوره الهمجي المتوحش في 2016، ويقف في وجه كل من ينادي بالتنوير للخروج من الكهف. وذكرت أروى أن هذه المرحلة من كسوف العقل والضمير ينبغي مواجهتها بالعقل والقلم بعيدا عن دعوات الجهاد الطائفية.

خلفية أيديولوجية

وبحسب باحثين فقد ارتبطت فتوى المطاع بسياق ايديولوجي ومذهبي موغل في تاريخ من الدماء والحروب والتهجير والاصطفاء الإلهي الذي يدعونه منذ عشرات السنين، إذ بين الباحث في الدراسات الإسلامية زايد جابر أن المرجع المطاع وغيره من علماء الهادوية لم يخرجوا عن تراث الإمام الهادي مؤسس هذا الفكر التكفيري باليمن، فقد كان يكفر بني عمومته من بني العباس الذين اغتصبوا عليه الحق الإلهي في السلطة كما يزعم وقد جاء إلى اليمن بهذا الخطاب الجهادي التكفيري.

وتابع جابر أن سيرة الهادي التي كتبها ابن عمه وقائد جيشه تمتلئ بأقوال الهادي ومعاونيه في تكفير معارضيه من اليمنيين، فهو إنما جاء إلى اليمن من أجل جهاد أناس رفضوا الانخراط تحت لوائه.

من جانبه أوضح الكاتب السياسي عبدالعزيز المجيدي أن جذر التكفير لدى هذه الجماعات الإرهابية العنصرية قديم، وحتى الفظاعة والوحشية في النيل من المناوئين من قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث كانت سلوكا ممنهجا بهدف بث الرعب والترويع لإخضاع الناس وحكمهم بالقوة، فضلا عن تدمير البيوت، وإحراق المزارع وردم الآبار.

«ما صدر عن المطاع ليس أول عملية تكفير تصدر عن هذا المنبت الشيطاني، وهي الدعوة نفسها التي أطلقها ربيب إيران وفتاها الأبله عبدالملك الحوثي عشية الهرولة إلى عدن، ويرددها في كل خطبه، وهذه الدعوة هي امتداد «للجهاد» الذي يتحدث عنه نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، إذ يعتبر ما يجري في اليمن وسوريا والعراق ولبنان «جهاداً» لتحقيق سعادة الأمة الإسلامية، وهو تفسير فارسي يريد الهيمنة على المنطقة».

عبدالعزيز المجيدي ـ كاتب سياسي

ما قيل عن الفتوى

  1. ارتبطت بسياق أيديولوجي مذهبي

  2. هذه الفتاوى لها تاريخ موغل في الدماء والتهجير

  3. فقه القرون الوسطى يكثف حضوره الهمجي

  4. تشير إلى الاصطفاء الإلهي الذي يدعونه

  5. أظهرت نوايا الحوثيين