التعاون الإسلامي تحسم عزلة إيران

الخميس - 21 يناير 2016

Thu - 21 Jan 2016

أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد تعد جزءا من سلسلة اعتداءات مستمرة تتعرض لها البعثات الدبلوماسية في إيران وبشكل ممنهج منذ 35 عاما.

وبين الجبير، في كلمة له أمام الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد بمقر المنظمة بجدة أن هذه الفتن والتحريض والتأجيج للمذهبية، تأتي من دولة عضو لم تحترم ميثاق منظمتنا ولا مبادئها المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف.

فيما قال وزير الخارجية التركي مولود أوغلو إن الاجتماع دان بالإجماع إيران على ما قامت به من الهجوم والتخريب في مقر بعثة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، وحمل إيران كل المسؤولية حول واجبها لحماية المقرات والبعثات الدبلوماسية بحسب اتفاق فيينا، مشيرا إلى أن تركيا تستنكر التدخلات الإيرانية في اليمن والبحرين وسوريا والمنطقة.

وعودا إلى كلمة الجبير، فقد ذكر أنه من الأهمية الإشارة إلى أن الاعتداءات على بعثة السعودية الدبلوماسية في إيران تأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة إيران، وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإمعانها في التحريض والتأجيج، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة، والتي تعد السبب الرئيس لحالة التأزم وعدم الاستقرار والحروب التي تشهدها منطقتنا.

وكانت قد بدأت أمس بمقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة أعمال الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية المنظمة، بطلب من السعودية، في أعقاب الاقتحامات التي طالت بعثاتها الدبلوماسيةَ في مدينتي طهران ومشهد بإيران.

وأشار الجبير إلى أن أهمية هذا الاجتماع تكمن في أن هذا الاعتداء لم يكن إلا جزءا من سلسلة اعتداءات مستمرة تتعرض لها البعثات الدبلوماسية في إيران، وبشكل ممنهج، ولم تسلم منها سفارات دول إسلامية أو أجنبية، دون أن تبذل حكومة طهران أي جهد لإيقاف هذا العبث بحرمة البعثات الدبلوماسية، سوى بعض بيانات الإدانة التي تصدر عن المسؤولين في إيران، بينما مسؤولية حكومة الدولة المضيفة تتطلب منها اتخاذ الإجراءات، وليس إصدار بيانات هدفها رفع العتب أكثر من حماية البعثات الدبلوماسية بشكل عملي.

كما شكر في كلمته الوزراء على استجابتهم لعقد الاجتماع الطارئ، للوقوف على الاعتداءات الغاشمة التي شهدتها كل من سفارة السعودية في طهران، وقنصليتها بمشهد، في انتهاك واضح وسافر لحرمتها ولجميع الاتفاقيات والمعاهدات والقوانين الدولية التي تجرم ذلك.

واختتم الجبير كلمته مبينا أن السعودية لطالما دعت إلى بناء أفضل العلاقات مع إيران، تستند إلى مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شوؤن الدول، إلا أن دعوتها لم تحظ بأي استجابة من قبل حكومة طهران سوى بأقوال تناقضها الأفعال الحقيقية على الأرض.

بدوره، جدد الشيخ صباح الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي، رئيس الاجتماع، في بداية الاجتماع الدعم والتأييد لجهود السعودية، في جميع الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، وأيا كانت مصادره ودوافعه.

وطالب الصباح إيران بالاضطلاع بمسؤولياتها في توفير كافة أوجه الضمانات لحماية البعثات الدبلوماسية الموجودة على أراضيها، والالتزام بمجمل القوانين الإقليمية والدولية، موضحا أن تجاوب 37 دولة من الدول الأعضاء لهذه الدعوة ومستوى التمثيل العالي الذي نشهده في هذا الاجتماع، يعكس بشكل واضح الأهمية التي توليها الدول الأعضاء لهذا الأمر المهم.

أمين عام المنظمة إياد بن مدني أوضح في كلمته أن ما تعرضت له المقرات الدبلوماسية السعودية من أعمال، ينافي الضوابط والممارسات الدبلوماسية.

«قد بلغ بحكومة إيران التحدي والاستفزاز إلى الدرجة التي يعلنون فيها، ويتفاخرون أن بلادهم باتت تسيطر على أربع عواصم عربية، وأنهم يدربون 200 ألف مقاتل في عدد من بلدان المنطقة، مما يشكل دليلا واضحا على سياسات إيران الحالية تجاه جيرانها ودول المنطقة العربية»

عادل الجبير - وزير الخارجية

«التدخل في شؤون أي دولة من الدول الأعضاء من شأنه أن يخل بمقتضيات ميثاق المنظمة الذي ينص على التقيد الصارم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون التي تندرج أساسا ضمن نطاق التشريعات الداخلية لأيـة دولة»

إياد مدني - الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

.. والبيان الختامي يدعم ويؤيد الرياض


دان البيان الختامي لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات السعودية في طهران ومشهد، والتي تشكل خرقا لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية.

وأكد المجلس أن الاعتداءات تتنافى مع ميثاق منظمة التعاون وميثاق الأمم المتحدة، كما رفض وأدان التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق ‏عدد من مرتكبي ‏الجرائم الإرهابية في السعودية، إضافة إلى إدانته تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ودول أخرى أعضاء، ومنها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب.

في المقابل عقد مؤتمر صحفي ترأسه وزير الخارجية الكويتي الشيخ خالد الصباح قال فيه إن الاجتماع الاستثنائي كان استجابة للسعودية بسبب تداعيات الأحداث التي حصلت على بعثاتها الدبلوماسية في إيران، وجرى خلال الاجتماع السعي نحو تعزيز أواصر القوة والتضامن.

حيث أوضح الصباح في رد لـ«مكة» أن هناك رسالة من خلال اجتماع الدول في جدة، إذ في طياتها عدد من المعاني تجاه إيران.

وفيما يتعلق بتعليق عضوية إيران في منظمة التعاون الإسلامي تطرق أمين منظمة التعاون الإسلامي الدكتور إياد مدني خلال المؤتمر إلى أن الاجتماع لم يناقش ذلك على الإطلاق.

قوائم للإرهاب الإيراني

أكد وزير الخارجية البحريني أمس في تصريحات لـ«مكة» أن اجتماع الدول الإسلامية بجدة أمس أرسل رسالة واضحة عن موقف الدول الإسلامية حول الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.

ووفقا لوزير الخارجية البحريني، فإن البحرين تقدمت بشكوى مباشرة للأمين العام بقائمة مشابهة لتلك التي أعلنتها السعودية عن الأعمال العدوانية الإيرانية خلال العقود الماضية، وهناك دول لديها قوائم مشابهة، وأضاف الوزير متى ما تضافرت الجهود سنصل إلى لغة وصوت عال سوف يسمعه العالم أجمع، ويمكن الاستفادة من هذه القوائم بكل الطرق القانونية.

كما أكد أن الاجتماع طلب من حكومة العراق إطلاق القطريين المحتجزين هناك. وحول لقاء وزراء خارجية مجلس التعاون ووزير الخارجية الأمريكي المقرر الأسبوع المقبل، قال إنه هو من طلب اللقاء بعد تطورات الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن أمريكا دولة صديقة دائما ما يجتمعون معها.

إضاءات من البيان


  • إدانة الاعتداء على البعثة السعودية في إيران

  • إدانة التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق ‏عدد من مرتكبي ‏الجرائم الإرهابية في السعودية

  • دعم وتأييد جهود السعودية في مكافحة الإرهاب

  • تأييد السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثتها الدبلوماسية والقنصلية في إيران