مشاهدات..!

الجمعة - 22 يناير 2016

Fri - 22 Jan 2016

قال تعالى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ).

إخوتي نحن ندخل المسجد لنتعبد ولتحط ذنوبنا بمشيئة الله، لا لنكسب ذنوبا. عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «المؤمن مرآة أخيه، المؤمنُ أخو المؤمن يكف عليه ضَيْعَته ويَحُوطُه من ورائه». تحضر بسيارتك مبكرا للمسجد لأداء الصلاة وتقف نظاما، وبعد انتهاء الصلاة تخرج من المسجد فتجد من وقف بطريقة غير نظامية تعيق خروج سيارتك، وعندما يحضر الأخ وتعاتبه يرد عليك بكل انفعال (يعني ما نصلي؟!).. يا أخي صل، لكن لا تؤذي الناس، وكأنك تعاقب من يُبكر إلى المسجد.

عند الدخول للمسجد من الطبيعي أن تترك حذاءك - أكرمكم الله - في المكان المخصص له، وعندما تخرج من المسجد يكون حاله واحدا من ثلاث: إما تجده على نفس هيئته التي تركته عليها، وهذا من حظك الطيب، أو تجده مبللا بسبب أن أحد المصلين (نعم للأسف أحد المصلين) خاف على حذائه من البلل فرفعه في مكان مميز، وأخذ حذاءك ليتوضأ به أو يدخل به دورة المياه - أكرمكم الله -، والحالة الثالثة والأخيرة أنك لا تجده، حيث تم السطو عليه، فما لك غير - الحسبنة - على الفاعل.

إلى الآن نحن نتحدث عن بعض المشاهدات خارج المسجد، أما ما يحدث داخل المسجد فحدث ولا حرج، ومن ذلك عند دخولك إلى بيت الله طلبا للهدوء والطمأنينة والسكينة، تجد بعضا ممن يبادر إلى المسجد ومعهم أطفالهم، ولكن للأسف انشغلوا عنهم بالصلاة أو بالتلاوة وتركوهم يمرحون ويرتعون في المسجد دون توجيه أو حسيب أو رقيب.

كذلك أثناء أو قبل إقامة الصلاة تجد بعض المصلين يشق الصفوف شقا، ويتخطى رقاب العباد لكي يصلي في الصف الأول أو الصفوف المتقدمة وهذا فيه إيذاء للمصلين، فمن أراد الصف الأول فعليه بالتبكير، وإن تأخر لحابس حبسه فلا ضرر أن يصلي حيث انتهى به الصف.

كذلك عند إقامة الصلاة واصطفاف الصفوف، أنت وحظك في من يصلي قربك، فإما تجد أحلى الروائح أو العكس، وكذلك البعض لا يراعي النهي النبوي الكريم عن عدم دخول المسجد لمن أكل ثوما أو بصلا. وقال ابن قدامة في المغني: ويكره أكل البصل والثوم والكراث والفجل وكل ذي رائحة كريهة من أجل رائحته، سواء أراد دخول المسجد أو لم يرد، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال (إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس) رواه ابن ماجة. وإن أكله فلا يقرب من المسجد، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم، (من أكل من هاتين الشجرتين، فلا يقربن مصلانا). وفي رواية: (فلا يقربنا في مساجدنا) رواه الترمذي.

أما ما يخض الملابس فحدث ولا حرج، فنجد الضيق والشفاف وملابس الرياضة وملابس النوم وملابس لا تستر العورة وأخرى عليها عبارات أجنبية خادشة للحياء والذي يرتديها لا يعرف معناها، فبعضها تكفيري وبعضها إباحي - للأسف - وهذا يؤذي العين ويشغل عن الصلاة.

كذلك من المشاهدات اللافتة في المساجد - وخصوصا في الصلوات غير الجهرية - وجود مصل بقربك يُسمع لك ما يقرأ ابتداء من دعاء الاستفتاح مرورا بفاتحة الكتاب وما تيسر إلى التسليمتين، فلا طمأنينة في الصلاة، وهي أحد أركان الصلاة الأربعة عشر، كذلك تعاني من نفس الوضع أثناء تلاوة القرآن قبل الصلاة، إذ تجد أحد الإخوان بقربك يقرأ القرآن وكأنه وحيد في المسجد.

كذلك من المشاهدات، فبعد تطور أساليب التسول والتي كانت خارج المسجد الآن أصبحت داخل المسجد، فيدخل المتسول كمصل عادي ويختار الفريسة قبل الصلاة وبعد انتهاء الصلاة يسلم على فريسته ويبدأ في الاستجداء.

ومن المشاهدات أيضا يقوم أهل الخير جزاهم الله خيرا بوضع قوارير ماء للشرب، ولكن ما نلاحظه بعد انتهاء الصلاة محبط.. نجد قوارير فارغة ملقاة ومتناثرة في أرجاء المسجد، وبعضها مفتوحة وقد شُرب منها القليل.

كذلك من المشاهدات اللافتة للنظر نغمات الجوال، فبعد أن تمت إضافة نغمات إسلامية كالأذان، والصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، وأدعية ختم القرآن تظل الأذية واحدة، كأن تكون في صلاة وخشوع وفجأة تسمع أذانا أو إقامة أو دعاء أو صلاة على النبي، فما العمل؟ هل أترك صلاتي وأؤمن على الدعاء أم أصلي على النبي، صلى الله عليه وسلم، أم ماذا أفعل؟

أحبتي أيها المصلون لا تكن صلواتكم ردا عليكم، ولا يكن جزاء ذهابكم إلى المسجد زيادة سيئات بدلا من الحسنات.. أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت. هذا الجهد وعلى الله التكلان.