تقليعات غربية في ملاعبنا

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 22 يناير 2016

Fri - 22 Jan 2016

في خضم المنافسات الرياضية العالمية أو المحلية يبرز لكل متابع أن الرياضة أضحت لسان الشعوب، الناطقة بثقافاتها، فبالقدر الذي تبدو فيه الكرة دائرية الشكل لتشبه في شكلها كرتنا الأرضية التي نعيش عليها ونمشي في مناكبها، فالشكل الكروي ينبئك عن تقارب الأطراف وإن بعدت، وسهولة التنقل عليها وإن اتسعت.

غير أن ثقافات الشعوب وعاداتها وإرثها التاريخي والمجتمعي وكذلك الديني أصبح للرياضة دور كبير للتسويق له عالميا وإقليميا ومحليا، وأصبحت الكرة هي اللسان الناطق لبعض شعوب الأرض، فقد تستطيع في بعض الأحيان الحكم على ثقافة مجتمع بتتبع عاداته وسلوكه الرياضي، لذا كان لزاما على المجتمعات وخاصة مجتمعنا الذي يستمد ثقافته وسلوكه وتعاملاته من خبر السماء، كتاب الله وسنة أطهر من وطىء الثرى، عليه الصلاة والسلام، كان لزاما على ممثلينا وأبنائنا وإخواننا في الوسط الرياضي أن يكونوا مرآة ناصعة تعكس جمال هذا الدين العظيم وعادات مجتمعنا الإسلامي الأصيل لكل متابع ومتفحص.

إننا بفضل من الله نفاخر بمبادئنا وشعائرنا التي تغنينا عن ثقافة شعوب الغرب والشرق.

إنه من المؤسف أن نرى بعض قصات الشعر والتقليعات العجيبة التي أخذت أشكالا هندسية متعددة، تقليدا للغرب ومحاكاة لثقافات غريبة على مجتمعنا المسلم الذي حرم التشبه بالكافر، فقال عليه الصلاة والسلام (من تشبه بقوم فهو منهم)، حتى أصبحت تستشري في ملاعبنا وبين أبنائنا في المجال الرياضي كانتشار النار في الهشيم.

إن الجيل مسؤولية عظيمة ينبغي أن ينشأ التنشئة الصحيحة ليعيش معتزا بدينه وعاداته الحميدة التي نشأ عليها آباؤنا وأجدادنا، فهي أغلى إرث ينبغي أن يولى عناية ورعاية واهتماما.

إن مبادىء المجتمعات والأمم هي كنزها النفيس الذي من أجله تبذل المهج، ويصرف من أجله الغالي والنفيس، فلماذا عصفت رياح التغريب ببعض أبنائنا إلى مستنقع التقليد والمحاكاة لكل جديد مستورد من عادات شعوب تنكرت للفطرة التي خلق الله الإنسان عليها؟ ولماذا بات بعض أبنائنا يعيش هوس تقليد الآخر حتى ولو كان الثمن دينه وكرامته؟ ألم يسطر لنا كتاب الله تعالى أروع صور القدوة الحسنة بقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)؟

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح