تأثيراتنا في الأزمة الاقتصادية

الخميس - 21 يناير 2016

Thu - 21 Jan 2016

وطننا جزء من هذا الكون، وما نشهده اليوم من أزمات اقتصادية ليست حكرا علينا، ولكنها بحكم التصاقنا بها، وبقدر مدى تأثيرها المباشر على حياتنا في السعودية تعتبر خاصة بنا، خصوصا وأن الحالة التي نعيشها ليست متطابقة بالكامل مع الحالة التي تعيشها الشعوب الأخرى.

لذلك فالكلام متصل منفصل في الوقت نفسه، وما يمكن أن نفعله نحن كمواطنين سعوديين، يخصنا، وقد لا ينطبق على الغير، لذلك وجب الاهتمام بشؤوننا نحن، ودون انتظار لأن يأتينا الحل من خارج مجتمعاتنا.

الحكومة السعودية لها ظروفها السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، وارتباطاتها العالمية، بالإضافة إلى التزاماتها الداخلية، ونحن يجب ألا نركز على كيف وكم ما ستقوم به الحكومة، ونزيد الضغط عليها، تقديرا لنوع ومدى وعمق وقدم الثقة بيننا وبينها، ويقيننا بأن الأمور إلى خير، وأنه سيتم معالجتها بعين العقل، وبما يبقينا كمواطنين بعيدين عن الأضرار الشديدة بإذن الله.

وعليه فدورنا كمواطنين يتلخص في الآتي:

1. عدم نشر وترويج الإشاعات المقلقة، والتي من شأنها أن تثير الأوضاع، وتعطي للداخل والخارج صورا مغايرة للواقع.

2. الرجوع لمقولة إن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود، ومعرفة أن السيولة أفضل بكثير من أي بديل لها.

3. عدم مساعدة التجار على ما يتمنون القيام به من رفع شديد للأسعار، بالإبلاغ عن أي تجاوزات نلاحظها، وعدم التهافت على الشراء لما لا نحتاج إليه من بضائع في فترتنا الحالية، وقد يكون كساد البضائع أمرا يستدعي نزول الأسعار، وليس إلى ارتفاعها.

4. عدم متابعة أحوال مؤشر سوق الأسهم، وعدم التهافت على البيع، لأن بيننا كثيرا من القراصنة، الخونة الشرهين، والذين يلعبون بالبيضة والحجر، دون وطنية، وهم يتمنون أن يقوم كل مساهم بالتخلص من أسهمه بأرخص الأسعار، ليجمعوها هم في محافظهم، ويصبرون عليها لحين انفراج الأزمة، ومن ثم معاودة بيعها علينا بأسعار هم من يحدد قيمتها.

5. ما ينطبق على الأسهم ينطبق على العقار، فالمرتعب يمكن أن يفقد ما يمتلكه بغباء، ويسارع بالتخلص منه، لقراصنة العقار، والذين لا يرحمون، ولا حتى يدعون بالرحمة للناس.

6. قد تكون هذه فرصة سانحة لنا جميعا بالتخلص من كثير من العادات، والتقاليد والمهايطة، والمبالغة في بذخ الحفلات، والمناسبات، وحتى في التباهي بشراء الملابس والمعدات والأجهزة، والسيارات، والكماليات، ورمي القديم منها، كما تعود البعض سنويا.

7. قد تكون الأزمة فرصة لنا ولأسرنا لإعادة الوعي بالأمور الاقتصادية الخارجة عن المعقول إلى نصابها، بأن نجرب ما معنى ربط الحزام؛ ولله الحمد فإن ربط الحزام المقصود لن ينقص لنا لقمة أو شربة؛ ولكنه تصرف وقائي رباني تتعلمه جميع المخلوقات في أوقات الحاجة، بالادخار، وعدم التبذير.

8. وأخيرا وليس آخر، ربما تكون هذه فرصة جميلة سانحة مقدرة، لنلمس معنى الحاجة، ونتذكر أن بيننا وبالجوار منا أعدادا كبيرة من الأفراد والأسر المحتاجة، وكيف أنه من السهل الوقوف معهم بأنفسنا ودون وسيط، ومساعدتهم على تخطي هذه المرحلة الصعبة، خصوصا وأنهم قد عانوا كثيرا في الماضي، وعند مراحل رخائنا، والذي لم يكن يصلهم منه إلا الحسرة والعناء والفقد.

[email protected]