رفع العقوبات.. دعما لإيران ونكاية بنا!

الثلاثاء - 19 يناير 2016

Tue - 19 Jan 2016

بمجرد رفع العقوبات عن بلاده يوم السبت الماضي صرح الرئيس الإيراني روحاني بنقطتين هامتين، قال إن رفع العقوبات سيفتح صفحة جديدة من العلاقات بين إيران والغرب، وإن رفع العقوبات صفحة ذهبية في التاريخ الإيراني سينتعش بموجبها اقتصاد إيران.

لم يتطرق الرئيس الإيراني من قريب أو بعيد لعلاقات بلاده مع دول المنطقة وتدخلاتها في شؤونها، كان كل اهتمامه وما يحرص عليه هو الغرب بقراره السياسي النافذ، وبلايين الدولارات الإيرانية التي يحتجزها، وشركاته العملاقة المتطلعة لنصيب من الكعكة الإيرانية.

هذا الموقف من الرئيس الإيراني يؤكد عزم إيران على الاستمرار في سياساتها العدائية تجاه دول المنطقة، وتصدير ثورتها إليها وتكريس الطائفية فيها وتعزيز القلاقل والاضطرابات داخلها.. أي أن العربدة والبلطجة الإيرانية في المنطقة لن تتوقف، بل ربما تزيد بدعم من رفع العقوبات وضخ البلايين العائدة للخزانة الإيرانية والتي سيخصص نصيب كبير منها بكل تأكيد للأجهزة والمؤسسات الإيرانية الثورية المتسلطة بقرار أصحاب النفوذ على قمة هرم السلطة في إيران.

تصريحات روحاني جاءت بكل أسف لتؤكد أن رفع العقوبات عن إيران ليس سوى إطلاق للجنّي من القمقم، فقد أكدت «النيويورك تايمز» في افتتاحيتها صبيحة رفع العقوبات بأن القرار لا يعني شيئا للمواطنين الإيرانيين الذين أبدوا عدم اهتمامهم به، وأكدوا أنه لن يغير شيئا في حياتهم، وهذا في حكم المؤكد طالما ظل الملالي في السلطة يقدمون مغامراتهم على حساب استقرار وازدهار إيران ورفاه ورغد عيش الشعب الإيراني.

استقواء إيران برفع العقوبات عنها يدعمه استمرارها في برنامجها النووي وسماح المجتمع الدولي لها بذلك، وهذا من شأنه زيادة تطاول مؤسسة الحكم الإيرانية وتنامي غيها وتزايد غطرستها وعدم اكتراثها بالقيم والقوانين والأعراف الدولية، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة تطاولها وعبثها على المستوى العالمي درجة وفي محيطها الإقليمي درجات، مما سيزيد حدة التوتر في المنطقة تحديدا والعمليات الإرهابية في العالم عموما.

إيران ثالث دولة في العالم في إنتاج الغاز، خامس دولة في العالم في إنتاج البترول، الدولة المائة والسبعون في العالم في الفساد الإداري، صاحبة البرنامج النووي، المرفوع عنها العقوبات الاقتصادية، المحكومة من الملالي، لديها كل المقومات الآن لتعيث في الأرض فسادا، وسيزيدها الكبار دعما، ولن ينفع دول المنطقة في مواجهتهم معها غير الاعتماد على أنفسهم ومقدراتهم فقط، وذلك في ظل تكالب دولي ضد دول المنطقة يهدف إلى تفتيتها وضعضعتها وتسليمها لإيران كما فعل بالعراق ولبنان من قبله، وكما يفعل بسوريا واليمن الآن.. وكما يتطلع لأن يفعل بنا غدا.

[email protected]