الأقصى يشهد أشد الاعتداءات الإسرائيلية في 2015

الثلاثاء - 19 يناير 2016

Tue - 19 Jan 2016

لم تتوقف الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى منذ احتلال القدس مطلع يونيو 1967، وحتى الآن، إلا أن عامي 2014، و2015، كانا الأصعب في تاريخ هذه الانتهاكات بحسب مصادر فلسطينية رسمية. ومع احتلال المدينة المقدسة، شرعت السلطات الإسرائيلية بحفريات واسعة في محيط المسجد الأقصى دون السماح بالكشف عن تفاصيلها. ولكن الاعتداء الأخطر على المسجد كان في 21 أغسطس 1969، حينما أقدم اليهودي الأسترالي، مايكل دينس روهان، على إحراق المسجد، فأتت النيران على واجهته الداخلية، ومنبر المسجد،

وما زالت طواقم إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية والمسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، ترمم ما نتج عن هذا الحريق في المسجد حتى اليوم. ولم تقتصر الاعتداءات على مبنى المسجد، بل طالت أيضا المصلين، ففي 11 أبريل 1982، أطلق جندي إسرائيلي النار بشكل عشوائي، على المصلين في المسجد، مما أدى إلى مقتل اثنين، وإصابة 6 آخرين. وفي 10 أكتوبر 1990، قتلت عناصر الشرطة الإسرائيلية 21 فلسطينيا، وأصابت 150 آخرين، خلال تصديهم لمحاولة جماعات يهودية وضع حجر الأساس للهيكل في المسجد.

وبرزت أول معالم الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد في 25 سبتمبر 1996، حينما افتتحت الحكومة الإسرائيلية نفقا أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، يوصل حتى ساحة البراق غرب المسجد. وتسببت هذه الخطوة في اندلاع هبة جماهيرية عمت الأراضي الفلسطينية استمرت أياما عدة، قتل خلالها 63 فلسطينيا، وأصيب 1600 آخرون. ولم تلبث أن تجددت المواجهات نهاية عام 2000، ولكن على نحو أوسع جغرافيا، وأطول زمنيا. ففي 28 سبتمبر 2000، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون ساحات المسجد الأقصى ليطلق شرارة انتفاضة الأقصى الثانية، التي امتدت إلى جميع الأراضي الفلسطينية، واستمرت سنوات عدة.

وعلى إثر هذه الاقتحامات أغلقت إدارة الأوقاف الإسلامية المسجد أمام زيارات غير المسلمين، إلى أن قامت الشرطة الإسرائيلية ومن جانب واحد في 20 أغسطس 2003، بفتح المسجد أمام اقتحامات المستوطنين التي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال عامي 2014 و2015. وطبقا لمعطيات صادرة من إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والتي تدير شؤون المسجد الأقصى فإن 11472 مستوطنا إسرائيليا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى خلال عام 2015.

ونفذ المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية سلسلة اقتحامات لساحات المسجد لإخراج المصلين من داخله، وتصاعدت المواجهات في مختلف الأراضي الفلسطينية منذ مطلع أكتوبر الماضي وحتى الآن. وجاء التصعيد الواسع في عدد المقتحمين الإسرائيليين لساحات المسجد بحماية الشرطة الإسرائيلية عبر باب المغاربة، أحد أبواب الجدار الغربي للمسجد، بعد أن قرر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون في 9 سبتمبر 2015، إخراج المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى. والمرابطون والمرابطات، هم مصلون يحافظون على وجودهم في المسجد الأقصى، خاصة في الفترات الصباحية، ويتصدون لاقتحامات المستوطنين اليهود.

«لا شك أن عام 2015 كان أشد وأصعب عام على الأقصى خاصة وفلسطين عامة، بسبب تعنت الاحتلال وتجاوزات الحكومة اليمينية المتطرفة التي يترأسها بنيامين نتنياهو».

عكرمة صبري - خطيب المسجد الأقصى

«شهر سبتمبر سجل رقما قياسيا بعدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد، إذ بلغ عددهم 1575 مقارنة مع أقل من ألف مستوطن في كل شهر من معظم الأشهر الأخرى خلال العام».

فراس الدبس - مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف