صدقوني كما تفعلون مع غيري!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 20 يناير 2016

Wed - 20 Jan 2016

كنت قد قررت التوبة والكف عن الدخول في الأسهم والحديث عنها منذ عام 2006 بعد أن خسرت كل ما جمعته قبل تلك السنة الكئيبة، لكن توبتي فيما يبدو ليست توبة نصوحا.

في هذا العام زارني شيطان من شياطين الإنس وأقنعني بأن سوق الأسهم وصلت إلى القاع الذي لا قاع تحته وقال لي بلغة الواثق: «إن كان لديك مدخرات فإني لك من الناصحين»، فقلت له ولكني لم أعد أعرف شيئا عن هذه السوق، والحقيقة أني لم أعرف عنها شيئا من قبل حتى وأنا أضيع فيها ثرواتي التي تقدر ببضعة آلاف. فتبرع مشكورا وأوصاني بشراء أسهم في إحدى شركات السوق، وقال إن المستقبل ينتظرها على أحر من الجمر.

اشتريت بثروتي الجديدة التي تبلغ بضعة آلاف أيضا أسهما في هذه الشركة، وما إن أصبحت الأسهم في حوزتي حتى انهار سعر السهم ووصل النسبة الدنيا وفي اليوم التالي شب حريق في مقر الشركة التي واصلت الذهاب للمستقبل حتى أصبح سهمها أرخص سهم في سوق الأسهم السعودية وربما الأسواق المجاورة!

ولأني تعودت النظر مؤخرا إلى نصف الكوب الممتلئ فقد قررت أن يستفيد الناس من استثماراتي ونتائجها، ولذلك أقترح أن يتعاون جميع المتضررين من ارتفاع أسعار العقار ـ وهم كثر ـ ويجمعون ما يكفي لشراء قطعة أرض لي، وأنا أضمن أن أسعار العقار ستنهار بمجرد كتابة اسمي في الصك، وربما يصل الأمر إلى توزيع الأراضي في محطات الوقود وعند إشارات المرور.

وعلى أي حال..

لن يضركم أن تصدقوني فقد صدقتم الاقتصاديين من قبل، ثم نكبوكم في كل محفل، وصدقتم الخبراء الذين أخبروكم قبل بضعة أشهر أن أسعار النفط ستتجاوز حاجز 300 دولار، وأنتم تصدقون الآن من يقول إن سعر النفط سيهبط إلى ما دون العشرة دولارات!

[email protected]