جمهورية ولاية الشيطان

الاثنين - 18 يناير 2016

Mon - 18 Jan 2016

يعد عام 1979م عاما مميزا في نشأة الإرهاب وتجدده، حيث شهد هذا العام حدثين بارزين كان لهما ولا يزال تأثير كبير في واقعنا المعاصر. فقد شهد ذلك العام سقوط نظام الشاه في إيران لتحل محله ثورة الخميني السوداء التي تسترت بستار الدين وحب آل البيت الأطهار عليهم رضوان الله، ولتبدأ بعدها الكوارث المتتالية على منطقة الخليج والشرق الأوسط منذ ذلك الحين وحتى يومنا الحالي.

والحدث الآخر في ذلك العام هو الاعتداء على الحرم المكي الشريف ومحاولة السيطرة عليه، من قبل فئة ضالة جددت فكر الخوارج وأعادت إحيائه، وبعد أن أخمدها الله، عادت من جديد بأسماء مستعارة.

وفرضية وجود علاقة بين هذه الثورة الخبيثة، وظهور هذه الحركات المحاربة للإسلام، لا يمكن تجاهلها أبدا، بل إن الحجج يوما بعد الآخر تؤكدها. فها نحن اليوم وبعد 37 عاما نشاهد النتائج التي أثمر عنها هذان الحدثان، فالثورة الخمينية التي أسست لما يسمى نظام ولاية الفقيه، استطاعت أن تدمر المنطقة من خلال سياسة التوسع ونشر الثورة خارج حدود إيران، مستغلة وجود تجمعات شيعية كانت تعيش آمنة مطمئنة في تلك الدول، لتجند منهم فئات غررت بهم من خلال الدعم المالي والسياسي، وبمزاعم واهية تحت حجة تهميشهم وعدم إعطائهم حقوقهم في تلك الدول، وجاء سقوط العراق في أيديهم ليحقق لهم الأمنية الكبرى بالسيطرة على بقية البلاد العربية من خلال عملائها وأذرعها والخونة الذين جندتهم والسذج الذين انطلت عليهم هذه اللعبة القذرة.

وكان ظهور الخوارج الجدد (داعش) ليكون بمثابة الغنيمة الباردة لإيران لتستمر في محاولاتها التوسعية من خلال الانتقال من العراق إلى سوريا بحجة ضرب الإرهاب، وصولا إلى لبنان الذي أصبح (شبه دولة) منذ أن قامت فيه دويلة (حزب الشيطان) بدعم وتمويل إيران في ثمانينات القرن الماضي، والذي حاولت أن تصنع نسخا منه كما في العراق واليمن.

إن التاريخ لا يصنعه إلا الأقوياء وجرائم إيران وأذنابها لا يردعها إلا القوة والحزم والضرب بيد من حديد، وهذا هو الأسلوب الوحيد الذي يفهمه هؤلاء القوم كما يعلمنا التاريخ وكما يذكرنا التاريخ نفسه بأنهم أضعف من أن يأتوا بردة فعل تتعدى الصياح والنحيب ولطم الخدود.

عاشت بلادي عربية إسلامية، حازمة مؤمنة قوية بالله ثم بشعبها الوفي وحكامها المخلصين، وأما الذين باعوا أنفسهم ووطنهم ودينهم وعروبتهم فسيعلمون عاجلا وآجلا أي منقلب ينقلبون.