مضايا السورية هاجس تخشاه الحكومة لـ«تعز اليمنية»

الثلاثاء - 19 يناير 2016

Tue - 19 Jan 2016

حمل مسؤول بارز في الحكومة اليمنية، المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مسؤولياتها الإنسانية تجاه سكان محافظة تعز المحاصرة منذ 9 أشهر، متهما الحوثيين بعرقلة دخول 100 قاطرة تحمل مساعدات إغاثية للمحاصرين. وأفاد وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية عبدالرقيب سيف فتح الأسودي في مؤتمر صحفي أمس في العاصمة السعودية الرياض، بأن حكومته لا تريد أن يتكرر سيناريو مضايا السورية في تعز اليمنية التي يبلغ تعداد سكانها 4.3 ملايين نسمة. وعلق في إجابة على سؤال لـ»مكة» حول مدى قلقهم من تحول الوضع في تعز لـ»مضايا ثانية»، بالقول «نحن نحذر مبكرا من ذلك، لا نريد أن تتكرر المأساة، ويجب أن تمارس منظمات الأمم المتحدة مهامها داخل تعز، لا أن تكتفي بالتقارير الإدارية المكتبية من داخل صنعاء.. النزول الميداني على الأرض هو المهم».

ويأتي ذلك، فيما تستعد اللجنة العليا للإغاثة التي يترأسها الأسودي، لإحداث نقلة نوعية في العمل الإغاثي داخل اليمن، تكون الأولوية فيه للمناطق الأكثر تضررا، وبقية المدن والمحافظات اليمنية ثانيا، بالتعاون مع دول التحالف العربي والدول الخليجية.

وتعكس الأرقام التي خلصت إليها المنسقية الدولية للأمم المتحدة (أوتشا) وأفصح عنها الوزير اليمني أمس، مأساوية الأوضاع داخل اليمن ومدى التدهور الحاصل في الحالة الإنسانية، وحمل الأخير الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحلفاءه الانقلابيين الحوثيين، مسؤوليتهم عنه. وحتى اللحظة، يبدو بأن كل المحاولات التي قامت بها الأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى تعز لم تنجح.

وقال الأسودي في سياق حديثه عن ذلك «الحصار لا يزال مستمرا على تعز، وكل محاولات منظمة الأمم المتحدة لإدخال المساعدات فشلت، ما عدا ما قام به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال عملية الإنزال الجوي لمساعدات تقدر بـ40 طنا في منطقة العروس».

وأضاف بالقول «إن هناك 100 قاطرة سيرها برنامج الغذاء العالمي لا تزال محتجزة من قبل الميليشيات الانقلابية في منطقة حوبان بتعز.. والمعلومات تشير إلى أن الحوثيين بدؤوا بالتصرف بها وبيعها في الأسواق».

وعن الوضع الطبي داخل تعز، قال وزير الإدارة المحلية اليمني، بأن مستشفيي الثورة والجمهوري لا يتوفر بداخلهما إلا الإجراءات الطارئة، وأن الأكسجين لا يزال معدوما، فضلا عن تعرض غرفة العمليات في المستشفى الأول للقصف، وتعرض فنائه الداخلي لـ15 قذيفة.

ونفى الأسودي، ما يحاول الحوثيون إقناع المنظمات الدولية به بأن قوات التحالف تفرض حصارا على اليمن يمنع دخول المساعدات الإغاثية. وقال «كل المواد الإغاثية تصل تباعا لميناء الحديدة وميناء عدن، ولا يوجد حصار بهذا المعنى، وما تقوم به قوات التحالف هو متابعة للسفن التي قد تحمل شحنات أسلحة للانقلابيين الحوثيين بهدف سلامة المواطن اليمني».

وقلل الوزير اليمني، من انعكاس تكريم الحوثيين للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على جهوده الرامية لإحلال السلام في اليمن. وقال «لا نزال نعول على حيادية كل ممثلي الأمم المتحدة، ونقدر الدور الذي لعبه ولد الشيخ، ولا نستطيع أن نقول إلا أنه داعية للسلام».

واتهم الأسودي، المخلوع، بارتكاب جرائم نازية بحق الأطفال والنساء في تعز، في سبيل تنفيذ وعيده بحق المحافظة التي قادت الثورة ضده في 2011، مستذكرا مقولته السابقة التي تحدث فيها أن الحرب ستكون في مأرب وسيكون الانتقام في تعز، معتبرا أن صالح يدرك بأن حسم المعركة في تعز هو سقوط لمشروع الانقلابيين.

وعلق وزير الإدارة المحلية على التقارير الدولية التي تنتقد أداء قوات التحالف في اليمن، بقوله «هذه المنظمات لا تعتمد على الأدلة الميدانية وأقصى ما تقوم به كتابة تقارير إدارية، ما أؤكده أن كل الأهداف التي يستهدفها التحالف أهدافا عسكرية، قد تحدث أخطاء ولكن نسبة الخطأ في اليمن اليوم هي الأقل عالميا في معايير الحروب»، مطالبا المنظمات الدولية بإدانة واضحة لاستغلال الحوثيين للسفارات والبعثات الدبلوماسية المهجورة، الأمر الذي اعتبره مخالفا لكل الشرائع الدبلوماسية.