الخطط العقارية في وادي فاطمة.. كوارث مرتقبة

تفاعل
تفاعل

الاحد - 17 يناير 2016

Sun - 17 Jan 2016

ليس بالجديد أن نتحدث عن كارثة محتملة تجلبها السيول، فقد تمكن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب من وضع تقاليد إعلامية قوية وصارمة حيال نكبة السيول المتجددة كل عام وفيها قدر من النقد الجاد والحاد، ونحن هنا نتحدث عما سوف يكون، وهذه ليست مبالغة مني فأنا أضع مقدمات سوف تترتب عليها نتائج كما يقول الفلاسفة في منطقهم، وسوف أبتعد كليا عن الإنشاءات.

وادي فاطمة يشغل اليوم حيزا واسعا من شمال مكة المكرمة والمحاذي لمكة، والغالب عليه مرتفعات صخرية تتفاوت في ارتفاعاتها فقد يصل بعضها نحو 800م وقد تنخفض دون ذلك، (وهذه المرتفعات هي جبال انكسارية سلمية الشكل تنحدر انحدارا شديدا نحو البحر الأحمر...) أطلس المملكة العربية السعودية ص 52.

وتعد مرتفعات وادي فاطمة ضمن جبال الحجاز (وتبدأ من شمال مكة المكرمة، وتنتهي شمالا عند دائرة العرض 28 شمالا ...) السابق. وهذه المرتفعات تمد الوادي بكميات غزيرة من المياه وليس من الممكن توقعها أو التنبؤ بها.. وشيء وحيد نتنبأ به هو (حدوث لا سمح الله كارثة) وخلاصة ما نريده يتمثل في التالي:

1. ما زالت هناك خطة تجارية عقارية لتخطيط بعض المناطق الزراعية المحاذية لمجرى وادي فاطمة ذات الصكوك الزراعية وبجهود منتفعين، وسبب ذلك يسير، وهو أن النظام العام لوزارة الزراعة لا يمانع في تجزئة الأرض، ومديرية الزراعة بجدة لديها معرفة بهذه المداخل، وهذا يشكل خطرا شديدا لم تتنبه له كثير من الجهات المعنية بمخاطر السيول وتمثلها وزارة البلدية ووزارة المياه ومديرية الدفاع المدني ووزارة الإسكان. وهي الجهات المسؤولة اليوم عن مثل هذه التجاوزات الخطيرة ولا نريد (تحمل مسؤولية دون تحديد أسماء) عند حدوث مكروه لا قدر الله ونضع النقاط على الحروف.

2. تقع المواقع شديدة الحرج عند خط 39.412 و21.3949 وعند خط 755829،39 وخط 65390ـ 21 هذا مثال فقط وإلا فهناك كثير من المواقع الحرجة.

3. حدث في عام 1378هـ أن بلغ متوسط كمية الأمطار نحو 120مم فماذا حصل؟ لقد اجتاحت السيول مزارع وادي فاطمة تماما ولم تبق منها شيئا سوى رسوم بسيطة وكان ذلك قبل ظهور المضخات الآلية.. ومع تغير المناخ ازداد الوضع خطورة فمن المحتمل أن تسقط أكبر من هذه الكمية وهذا حصل في بعض أجزاء المملكة بعد جفاف طويل ونتوقع حدوث مثله بموجب السنة الكونية.

4. في عام 1370 هـ طلب المهندسون (المائيون) الأجانب العاملون بمشروع عين العزيزية أن تبعد المساكن والمزارع 1000م عن أطراف مجرى الوادي ولم يستجب لهم أحد.. وحصلت الكارثة والآن يتم تخطيط المزارع المحاذية للوادي وأحيانا مجرى الوادي وسوف تسوق للمشترين.. فماذا نقول؟

إننا هنا ندق ناقوس الخطر ولا نستبعد حدوث كارثة لا سمح الله جراء هذا التساهل، وقد أثبتنا بالأرقام ما نريد أن نقوله ونعتبر هذه القصاصة وثيقة قانونية سوف نرجع لها حال الحاجة إليها (لا سمح الله).