سفراؤنا والدور المطلوب منهم

الاحد - 17 يناير 2016

Sun - 17 Jan 2016

دفعتني الأحداث المتلاحقة جراء تنفيذ أحكام القصاص بحق المجرمين الإرهابيين وما تبعها من اعتداء ممنهج ومرتب من قبل الصفويين الإيرانيين وأذيالهم على سفارة وقنصلية المملكة بطهران ومشهد، وأيضا التجمهر والتظاهر في بعض العواصم مثل بغداد وبيروت إلى متابعة معظم القنوات الفضائية الإخبارية والوقوف على ما تقدمه من برامج ولقاءات وتقارير حول هذا الأمر.

ومن ضمن القنوات التي تابعتها مساء يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول قناة المحور المصرية، حيث استضافت مقدمة البرنامج عبر الهاتف وعلى الهواء مباشرة معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الأستاذ أحمد القطان، وكان تركيز هذه القناة وغيرها من القنوات بصفة أساسية ورئيسية على إعدام المجرم نمر النمر، وكان سؤال مقدمة البرنامج مباشرا لمعاليه عن هذا الأمر فقط وأجاب معاليه حسب ما هو متوافر لديه من معلومات، وهنا مربط الفرس وبيت القصيد حيث لا يخفى على الجميع حجم التربص بالمملكة وبقيادتها وعلمائها، وكانت إجابة معاليه تفتقر إلى كثير من المعلومات عن هذا المجرم.

وهنا يأتي دور كل من وزارة الخارجية والسفارات من خلال الدائرة الإعلامية لديها جميعا، حيث يفترض أن يتم إعداد ملف متكامل عن هذه القضية، وعدم الاكتفاء بترديد ما تضمنه بيان وزارة الداخلية في هذا الشأن، بحيث يشتمل هذا الملف على عرض بيانات وثائقية عنه بكل ما صدر منه من سب وشتم للخلفاء الراشدين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، وأمهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم، وأيضا تطاوله على قيادتنا وولاة أمرنا، حفظهم الله، ورحم من انتقل إلى رحمته، والدعوة إلى التحريض والخروج عليهم، وتبني بعض الجماعات الإرهابية المسلحة، كما يشمل هذا الملف احتضان النظام الصفوي الإيراني له، حيث درس وتلقى السم الزعاف في حوزاتهم المجوسية في قم عام 1980م عقب ثورة الخميني الباطلة، وما نجم عنها من حدوث فوضى عارمة في المنطقة بسبب سياستهم القائمة على التدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى.

وبعد انتهاء مداخلة معالي السفير مع قناة المحور مباشرة، تمت استضافة الدكتور كمال الهلباوي، القيادي في حزب الإخوان المسلمين سابقا، الذي انبرى للدفاع عن نمر والإشادة به وبفكره المنحرف الضال، وتوجيه اللوم لقيادتنا على إعدامه وأنه لا يستحق الإعدام، ولم يكتف بذلك بل ترحم عليه، وأشار إلى أنه كان كثيرا ما يلتقيه في مؤتمرات وندوات علمية، ووصل الأمر بالهلباوي إلى اعتباره أحد دعاة الوحدة الإسلامية.

ثم رد على الهلباوي الأستاذ خالد أبوبكر، أحد المحامين المصريين، منتقدا ومستغربا من تدخله في شأن القضاء السعودي وأحكامه، ووجه إليه تساؤلا ولمقدمة البرنامج: ما هو موقفنا بصفتنا مصريين لو انتقد أحد المواطنين السعوديين ما يصدر عن القضاء المصري من أحكام، هل سنقبل بذلك؟ وهو من خلال هذا الموقف يستحق الشكر والتقدير، وإن كان مثله مثل معالي السفير ينقصه الكثير من البيانات والمعلومات عن المجرم نمر النمر.

وبالنسبة للهلباوي، فلقد كشف بنفسه عن احتواء النظام الصفوي الإيراني له، ولأمثاله من الحاقدين المغرضين من هذا التنظيم وغيرهم، بحضوره المستمر لمؤتمراتهم وندواتهم وقناعته بفكرهم المنحرف، وعدم دفاعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجاته أمهات المؤمنين، بل وتبريره غير المنطقي لتصرفاتهم ومباركته لكل ما يصدر عنهم ومنهم من قول وفعل، والأدهى والأمر عدم استنكاره وإدانته لحادث الهجوم والاعتداء على السفارة والقنصلية وإحراقها وسرقة محتوياتها من أجهزة ووثائق رسمية.

وفي ضوء ما تقدم يأتي التساؤل كيف سيكون موقف سفرائنا في الخارج عندما تتم استضافتهم من قبل الإعلام الخارجي في الدول التي يمثلون حكومة خادم الحرمين الشريفين بها، وكيف سوف يتصرفون وهم على الهواء مباشرة في ظل افتقادهم لكثير من المعلومات والبيانات الهامة والمؤثرة، وعدم قدرة بعضهم على مواجهه الإعلام وإحراجاته المتعمدة والمقصودة.

لذا فإن من الأهمية بمكان أن نستفيد مما حصل، وأن تقوم وزارة الخارجية بوضع خطة استراتيجية للعمل الدبلوماسي بالخارج، وأن يتم تأهيل كل العاملين بسفارات خادم الحرمين الشريفين تأهيلا يليق بسمعة ومكانة بلادنا الغالية، فبلادنا وقيادتنا قدمتا الكثير للعالم الخارجي، وبالذات العالمين العربي والإسلامي، ونحتاج إلى استثمار الطاقات البشرية المحبة لبلادنا والمخلصة لنا في مثل هذه المواقف؛ للتصدي للصفويين ومن هم على شاكلتهم.. والله الهادي إلى سواء السبيل.