إجبار الممرضات على أقسام الرجال.. خبر مؤلم!

تفاعل
تفاعل

الاحد - 17 يناير 2016

Sun - 17 Jan 2016

ذكرت صحيفة مكة أن الشؤون القانونية بصحة عسير اعتبرت امتناع ممرضات عن مباشرة العمل في الأقسام الرجالية تصرفا غير نظامي يستوجب مساءلتهن ومحاسبتهن وهؤلاء قد رفضن العمل في الأقسام الرجالية بعدد من المراكز الصحية، وذلك بحجة أن وظائفهن بمسميات «فنية تمريض نساء»، و»أخصائية تمريض نساء». وقال مصدر إن تكليفهن بالعمل بالأقسام الرجالية يأتي بسبب الحاجة... الخ.

الحقيقة أن مسألة التمريض في بلادنا أمر شائك خاصة التمريض النسائي، لأن لنا أعرافا وعادات وتقاليد خاصة بنا، خاصة وأن سكان هذا الوطن من قبائل وأسر لا شك في عراقتها ولكل منها عادات وتقاليد لا يمكن الفرار منها حتى ولو كانت غير محمودة حتى ولو نادى من نادى، والتمريض في بلادنا حقيقة يسير بخطى بطيئة خاصة النسائي، وعلى الرغم من وجود معاهد التمريض للبنين وللبنات تجاوز عمرها الخمسين سنة وحتى اليوم لم نكتف! والسبب لا يحتاج إلى بحث، هو عدم الإخلاص من أجل توفير أصحاب تلك المهنة من أبناء وبنات الوطن، والدليل وجود أكثر من سبعين ألف ما بين ممرض وفني أجنبي (وزارة الخدمة). وفي تلك المدة كانت المعاهد تحت إشراف وزارة الصحة، ولو كان هناك جد في تعليم التمريض لصدرنا الممرضين والممرضات إلى دول أخرى.

عود على بدء، وعن المشكلة التي تحدثت عنها صحيفة مكة أقول: يا أيها المسؤولون بوزارة الصحة! هل ضاق بكم الأمر لدرجة إرغام ممرضاتنا على العمل في أقسام الرجال! وهل لا يوجد ممرضات أجنبيات لا يشكل هذا الأمر لديهن أزمة؟

بناتنا محافظات ويعلمن المشاكل التي تحصل من بعض الرجال سواء كانوا عاملين أو مراجعين، علما أن هناك ممرضات أجنبيات بالمئات يعملن بعيادات الأطباء الخارجية سواء بمستشفيات عسير أو مراكزها يمكن الاستفادة منهن لسد النقص الذي تتحدثون عنه، ودعوا بناتنا يعملن في تخصصهن وهو الواجب، إلا إن كان القصد من هذا التصرف تنفيرهن ليتركن العمل فهذا شيء آخر!

دولتنا أعزها الله تسعى جاهدة للتوطين وهذا العمل يؤدي إلى الأجنبة ولكن بطريقة غير مباشرة أهذا يجوز! وأعتقد جازما بأن أي مسؤول من وزارة الصحة لن يقبل لابنته أن تعمل في أقسام الرجال أو حتى تمريضهم، ومن المؤكد لو أنهن طلبن العمل بعيادات الأطباء الخارجية لمنعن بحجة عدم التخصص.

وأخيرا أقول: دعوا هؤلاء يعملن في تخصصهن ولا حق لكم في إجبارهن على ما يكرهنه أو ينبذنه دينا أو أدبا أو حتى عرفا.