حب الوطن أكبر من كل الكلمات

تفاعل
تفاعل

السبت - 16 يناير 2016

Sat - 16 Jan 2016

يجب أن تكون محبة الوطن بالأقوال تعكسها التصرفات وتردفها الأفعال، فلا يمكن أن أقتنع بمن يقول إنه «يحب وطنه» وهو أول من يسيء إليه ويقلب له ظهر المجن، بل حينما أرى من يحرص على حفظ «المال العام كحرصه أو أشد على المال الخاص» هنا أقول هي تلك المواطنة الصادقة التي يصدق فيها الفعل القول، لكن حينما أرى من يعتدي على «إشارة المرور» ليكسر عمودها فمن حقي الشك في مواطنته، وما أصدق قول ابن الرومي:

ولي وطن آليت ألا أبيعه

وألا أرى غيري له الدهر مالكا

قد ألفته النفس حتى كأنه

لها جسد إن بان غودر هالكا

ولن يشكك أحد في صدق مواطنة أحد، أو في محبته لوطنه إلا حينما يكون ذلك «الـ /‏ ما» أفعاله في داخل وطنه أو خارجه وتجاهه تخالف أقواله وادعاءاته، فأنا أعد ذلك «خيانة وطنية»، وكيف لا تكون كذلك بينما هو يبيع وطنه بأرخص الأثمان لأعدائه! إن الخيانة الوطنية «تتدرج» من خلف العهود والمواثيق للوطن والانقلاب على بيعة ولاة أمره ومخالفة قوانينه وأعرافه إلى التساهل في ترك الأعداء يعبثون في الوطن إما بمعرفة الشخص ورضاه أو بالاتفاق معهم أو بمحاولة النأي عما يحدث وكأن الوطن ليس بوطنه ولا الناس ناسه ولا المجتمع مجتمعه، إلى التنكر للوطن «والاستعانة بالمنظمات والجهات الدولية عليه والاستقواء بها» في محاولة لتشويه صورته نتيجة لمواقف فكرية أو سياسية ظنا أن تلك الجهات في الغرب هي التي ستعطيه حقوقه وهي أول من يتفرج على الشعب الفلسطيني وهو يذبح لأربعين عاما أو تزيد بالآلة الصهيونية ويراها تتفرج على قضايا عادلة حوكمت سياسيا كقضية «حميدان التركي وخالد الدوسري»، بينما هي تقدم الجوائز والهدايا والاحتفالات والدعم لمن يقومون بإنشاء شبكات الليبرالية للتهجم على الوطن والنيل من المقدسات الدينية والتطاول على الرموز الإسلامية، ولمن يحاولون خرق القوانين بالقوة لإحداث أمر في المجتمع كمحاولات «بعض النسوة الدخول عبر حدود الوطن عنوة لقيادة السيارة «وإحداث أزمة في المجتمع»!

بربكم ماذا يمكن لنا أن نسمي من يعين الأعداء على العبث بوطنه، ويساعدهم على النيل من مقدساته والعدوان على ثوابته والاعتداء على مكتسباته وهو واقف يتفرج أو قد يكون مرحبا ومصفقا، وكأن الأمر لا يمس سيادة بلده ولا يمثل عدوانا سافرا على مجتمعه؟

ماذا يمكن لنا أن نسمي من «يتستر على العمالة المجهولة، أو يساعدها في العمل، والدخول إلى البلاد عبر الحدود ويهرب العمال المجهولين من أجل أن يقبض حفنة من المال مقابل فعله وهم يشكلون خطرا على الأمن؟» ماذا نسمي من يحاول أن يوظف وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة وطنه والمسؤولين فيه دون مبرر؟ ماذا نسمي فعل المارقين على الوطن وقيادته من إرهابيين وخونة لوطنهم وهم يشوهون صورته في وسائل الإعلام الخارجي في محاولة لزعزعة أمنه وخلق فجوة بين الشعب وقيادته من خلال ترديدهم المزاعم، والأراجيف والأكاذيب والقصص الوهمية التي لا نعرفها إلا منهم؟ كذلك «السفيه القابع» في فنادق لندن والسفهاء المقلدون له! أليست كلها خيانات للوطن؟!