مرشد يتحفظ على مراجع الردادي حول حادثة سفر برلك

السبت - 16 يناير 2016

Sat - 16 Jan 2016

اعترض الباحث والمؤرخ أحمد مرشد على جملة من النقاط التي أثارها الدكتور عايض الردادي في محاضرة سابقة له بأدبي المدينة المنورة الأدبي «فخري باشا.. القائد العثماني الظالم المظلوم»، والتي نشرتها «مكة» تحت عنوان «جدل حول مسمى سفر برلك والردادي يحسم سبب التهجير» في 27 نوفمبر 2015.

وأبدى مرشد تحفظه على عدد من المراجع التي اعتمد عليها الردادي في تقديم قراءته.

سبب التهجير

وبعكس ما ذهب إليه الردادي من أن سبب تهجير فخري باشا لأهالي المدينة لتوفير الغذاء، يرى مرشد أن السبب هو محاولة الشريف حسين في تلك الحقبة التاريخية الاستيلاء على المدينة، مؤكدا أن توفير الغذاء جاء بعد إعلان الباشا الاستنفار العام للوقوف أمام محاولة الهجوم، مضيفا «كان هناك اتفاق بين الشريف علي وعبدالله لإقناع فخري الباشا للانفصال عن الدولة العثمانية، ولكن الأخير تجاهل ذلك بشدة لكونه رجلا عسكريا مخلصا لوطنه وللعلم».

وأكد مرشد إلى أنه لا ينبغي لمن يتعرض لتلك الأحداث تجاوز ما نشر عنها إعلاميا 2007 بطريقة موثقة «صوت وصورة» وعبر شهادات لأناس عاصر بعضهم الحدث أو ممن روى عن والده.

عثمان حلمي

واعتبر الردادي ناجي كاشف نجمان أهم شخصية ارتبطت بالباشا خلال تلك الحقبة وقدم ـ بحسب قوله ـ وجهة نظر عثمانية للأحداث.

فيما يرى مرشد أن أمين سر الباشا المرافق له منذ توليه حكم المدينة وحتى مغادرته لها عثمان عبدالسميع حلمي ساعاتي الشخصية الأهم، والذي اختارته الدولة العثمانية حسب طلب الباشا لأنه يجيد التحدث باللغة العربية والتركية.

وساعاتي من مواليد بلدة قونية ومنها توجه إلى إسطنبول، ملتحقا بالعسكرية مشاركا في معسكر بعلبك بلبنان، وجاء اختياره كونه الشخص الذي تنطبق عليه شروط فخري.

رواية زيدان

وتحفظ مرشد على الأخذ بشهادة الكاتب المديني محمد حسين زيدان كمرجع لرواية الأحدث بسبب صغر سنه حينها، حيث ولد في المدينة في 1325هـ، فيما بدأ ترحيل أهلها في النصف الثاني من 1334هـ، مما يعني أن الزيدان ـ بحسب مرشدـ كان في العاشرة من عمره.

وأوضح «طفل في هذا السن، لا يمكن أن يشاهد أو يرى أي حدث لأن والده كان خائفا عليه من الترحيل، فلم يغادر منزله إلا إلى ينبع النخل ثم ينبع البحر التي مكث فيها حتى عودته للمدينة بين 1337- 1338هـ».

وتساءل مرشد: كيف يكون الزيدان مرجعا يعتمد عليه الردادي لرواية الترحيل؟

فائر الغصين

واعترض مرشد على ما نقله الردادي من شهادات عن الباحث فائز الغصين، مؤكدا أنه كان بعيدا عن الأحداث التي جرت داخل المدينة، وهو كما ذهب الردادي كان في بئر درويش «حاليا»، وكتب عن الترحيل يوما بيوم.

ويتساءل مرشد «كيف يسجل ما يحدث داخل المدينة وأحداثها وهو بعيد عنها نحو 30 كلم؟ ولا توجد وسائل اتصال فورية».

وأوضح مرشد أنه من المفترض أن تكون مذكراته ومشاهداته عن الأشراف أكثر منها للأتراك، كون بئر درويش كانت خاضعة للأشراف وتعرف باسم «عرضي الشريف» ولم يتطرق الردادي لهذا الاسم.

كره الباشا

وحول قول الردادي إنه «من أشد الكارهين للباشا نظير ما سببه من مآس لأهالي المدينة»، طرح مرشد تساؤلا:

من المتسبب في معاناة أهل المدينة: أبناء الشريف حسين بالهجوم على المدينة أم تصرف الباشا لحماية أهلها؟

وأشار مرشد إلى أن «إجراء الباشا طبيعي لحماية أهل المدينة من الانقلاب عليه بشن حرب لضمها إلى مكة كونهما مدينتين مقدستين، حيث ستلاقي دعوته ترحيبا إسلاميا، ولم يدرك الشريف حسين أن الإنجليز بطبيعة الحال يسعون نحو مصالحهم، ولو عرفوا أن دعمهم للحسين بإعلان الثورة العربية في صالحهم لما تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة».

سفر برلك

وأوضح مرشد أن تسمية الترحيل الجماعي لأهل المدينة بـ»سفر برلك»، كما توصل إليه من أكثر المترجمين «الرحلة العادية بالقطار»، فكلمة سفر تعني السفر وبرلك تعني البر أما التهجير أو الترحيل فيطلق عليه «سفر برلي» بدون ربط حرف الكاف بحرف الياء، مشيرا إلى أنه سبق أن رد على أحد المهتمين باللغة التركية حول هذا الموضوع وتلك التسمية بين اللفظين.

وأرجع مرشد الباشا خدمات عدة في المدينة

الخدمات

  1. بناء شارع العينية

  2. باب المصري

  3. قلعة قباء

  4. قلعة أحد

  5. أسهم في شق طريق المدينة لمسجد قباء وعدد من الأعمال الأخرى