يا وزارة التعليم.. لا تحبطوا العزم

السبت - 16 يناير 2016

Sat - 16 Jan 2016

لا بد للاستنتاجات المتصلة بحوية المرحلة التي تعيشها السعودية وبالذات ما يتصل بجوانب بناء الإنسان وتنقية الأنظمة والتشريعات من ثغرات وقيود قد تحول دون تحقيق النتائج الجيدة والبناء عليها. حقيقة لا بد لكل الاستنتاجات من ذلك الخلل إلا أن تقول ولى زمن الانتقال «من الخطأ إلى الخطأ الأكبر» وحل زمن الجودة والسيطرة على نقاط الضعف وتحويلها إلى نقاط قوة تعبد الطريق إلى المستقبل وتحمل الإنسان والمكان إلى محطات التقدم والازدهار.

الشواهد على الراهن المطمئن والمستقبل الواعد كثيرة تتصاعد ويمكن للمقدمة في ظل معطيات الواقع أن تشرق وتغرب بكل ثقة غير أن خير الكلام ما قل ودل كما تقول الحكمة، وبقى أن أقول لمعالي وزير التعليم وأنا المستبشر بوجوده خيرا، يا صاحب المعالي يتحدث البعض وهذا البعض من الشباب مع نسبة ليست بالقليلة من شركائهم في همومهم وتطلعاتهم وتحديدا ذويهم، يتحدثون بألم عن «شرط» سنة التخرج في مسوغات الالتحاق بالدراسة الجامعية، ذلك القيد المفتول في مطبخ البيروقراطية لتكبيل خطوات المرور إلى المعرفة أقصد مُضي بضع سنوات على إتمام الطالب أو الطالبة المرحلة الثانوية.

ماذا يعني رفض طلب الالتحاق بالجامعة على خلفية تقادم سنة التخرج؟! التعلم ومواصلة التعليم حق والتقادم لا يلغي المطالبة بالحقوق كما أفهم مهما كانت المبررات في هذا الشأن فإنها تذهب ذهاب الريح وقد غطت الدولة الجغرافيا الوطنية بالمدن الجامعية، ومهما كانت طبيعة التبرير فإنها لن تحجب حقيقة مساهمة هذا القيد «شرط سنة التخرج» في تصدير البطالة.

صحيح أن فرص الالتحاق بالجامعات عن طريق الانتساب متاحة في بعض الجامعات لكن الآثار المترتبة على العملية ليست مثالية للطلاب المتفرغين للدراسة أو الطالبات، ولا تخدم أسرهم، الصحيح أن مثل هذا الأمر يشكل أعباء على الأسر وضغطا على الجامعات التي يتوفر بها نظام الانتساب من ناحية أخرى، هذا عدا ما يواجه الطالب والطالبة بعد التخرج من حيث المفاضلة وفق معيار -انتساب/‏ انتظام، المعيار الذي يتجدد لصنع الفروقات وأصبح ثقافة سائدة يصعب تجاوزها حتى على مستوى المجتمع.

يا صاحب المعالي، «غيّب» شرط سنة التخرج من مسوغات الالتحاق بالدراسات الجامعية انتظاما، الشرط الثقيل الذي أسس له غياب الوعي فيما مضى كما يبدو لي، غياب الوعي الذي ضخم الموانع ليمنع صراحة على الطالب أو الطالبة حتى تقديم مبررات التأخر في الالتحاق بالجامعات في إطار فترة زمنية محددة، ألا يمكن أن يكون العوز وقلة ذات اليد من الأسباب، ربما أن هناك ظروفا أخرى تشفع للطالب أو الطالبة.

لا لقفل الأبواب يا صاحب المعالي، الكثير من الشباب ذكورا وإناثا في الشارع، والباقي متروك لفطنتكم. وبكم يتجدد اللقاء.