مخاوف من الثقافة المشتركة لإرهابيي جنوب شرق آسيا

السبت - 16 يناير 2016

Sat - 16 Jan 2016

انصب الاهتمام بشكل أساس غداة الهجمات الدامية في جاكرتا والمستلهمة دون شك من اعتداءات باريس على مجموعة صغيرة من المتطرفين من جنوب شرق آسيا على ارتباط بتنظيم داعش، كانت توعدت بموجة تفجيرات في المنطقة.

ونظرا للضغوط المتزايدة من ضربات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، يعمل التنظيم الإرهابي على توسيع ضرباته في مناطق جديدة.

ووفقا لمحللين، فإن بعض المقاتلين من جنوب شرق آسيا عادوا من الشرق الأوسط بخيبة أمل كبيرة إما بسبب قلة الاحترام أو عدم إسناد أي مسؤوليات لهم.

لكن اللغة والثقافة المشتركة لدى أفراد كتيبة نوسانتارا يمكن أن تؤدي إلى هجمات منسقة جديدة في جنوب شرق آسيا وتضاعف عمليات تجنيد المقاتلين للتوجه إلى سوريا، بحسب عدد من الخبراء.

رئيس شرطة جاكرتا تيتو كرنافيان المدير السابق لقسم مكافحة الإرهاب، أوضح في حديث للصحفيين الأسبوع الماضي أن التنظيم يغير استراتيجيته، إذ أقام شبكات حول العالم، في فرنسا وأوروبا وأفريقيا وتركيا وجنوب آسيا.

وأشارت الشرطة الإندونيسية إلى كتيبة نوسانترا، وهي مجموعة صغيرة من الإرهابيين التابعين للتنظيم المتطرف يتحدث أفرادها المالاي ويقاتلون في سوريا، وحتى الآن، لم تعلن هذه المجموعة الصغيرة مسؤوليتها بشكل مباشر في حين أنها تسعى إلى إقامة الخلافة في جنوب شرق آسيا، بحسب عدد من الخبراء.

ويسعى التنظيم الذي يحظى بجماعات تبايعه الولاء في ليبيا ونيجيريا إلى تكوين خلايا في بلدان أخرى مثل اليمن والصومال وأفغانستان باستخدام وسائله الفائقة العنف لجذب المقاتلين الذين أصيبوا بخيبة أمل إزاء الجماعات الإرهابية الأخرى مثل طالبان.

عنصر نشط

واكتسبت عناصر هذه المجموعة الصغيرة، خاصة من إندونيسيا وماليزيا متحدين من خلال اللغة والثقافة المشتركة، أهمية في 2015 بعد تميزها ميدانيا في سوريا والعراق من خلال مساعدتها التنظيم في السيطرة على الأراضي في هذين البلدين.

وقد شكل نجاحها دعاية للتنظيم المتطرف الذي أشاد بها عبر شبكات التواصل الاجتماعية بلغة المالاي، محاولا مخاطبة المرشحين للإرهاب في المنطقة.

وقالت الشرطة الإندونيسية إن كتيبة نوسانتارا يقودها بحر النعيم الذي يقاتل في سوريا ربما وهو متهم بتدبير تفجيرات جاكرتا من خلال إصدار تعليمات للناشطين في جنوب شرق آسيا، وقد أكدت بعض وسائل الإعلام أنه موظف سابق في مقهى للانترنت.

وبحسب محللين، فإن بحر النعيم سجن لفترة قصيرة في إندونيسيا لتورطه المفترض في أعمال إرهابية، وعلاقاته بجماعات متطرفة أخرى في السابق، إذ أوضح خبير الشؤون الإسلامية في كلية الدراسات الدولية في سنغافورة جوزف ليو تشين يون أنه «عنصر نشط» مضيفا أنه «يملك موقعا الكترونيا يمجد التنظيم المتطرف ونجاحاته، وبشكل أكثر تحديدا، احتفل باعتداءات باريس».

رؤية أوسع

يذكر أن إندونيسيا استهدفت بهجمات على نطاق واسع من قبل المتطرفين الإسلاميين بين 2000 و2009، لكن خطوات قمعية سمحت في وقت لاحق بإضعاف الشبكات المتطرفة.

وإذا كانت كتيبة نوسانترا مسؤولة عن هجمات جاكرتا، فستكون الأولى لها بهذا الحجم في بلدها، كما أنها تشكل تحديا للسلطات الإندونيسية التي ستحاول مرة أخرى إبعاد خطر التطرف.

من جهتها، قالت سيدني جونز الخبيرة في شؤون الإرهاب الإقليمي في مقالة صدرت أخيرا حول كتيبة نوسانترا إن «أحد العوامل التي أنقذت إندونيسيا في السنوات الخمس الماضية هو انعدام الرؤية لدى الإرهابيين المحليين، لكن لدى بحر النعيم وبعض أصدقائه رؤية أوسع للأمور».

كتيبة نوسانترا الإرهابية

  • مجموعة صغيرة تابعة لداعش يتحدث أفرادها المالاي.

  • تسعى إلى إقامة الخلافة في جنوب شرق آسيا.

  • يقودها بحر النعيم المتهم بتفجير جاكرتا.

  • لديها رؤية أوسع للأمور عن غيرها من الجماعات الإرهابية.

  • اللغة والثقافة المشتركة لدى أفرادها يمكن أن تؤدي إلى هجمات منسقة بجنوب شرق آسيا.