تباين فرنسي إيطالي لاحتواء فوضى إرث القذافي في ليبيا

السبت - 16 يناير 2016

Sat - 16 Jan 2016

u0645u0633u0644u062d u0644u064au0628u064a u064au0637u0644u0642 u0627u0644u0646u0627u0631 u062au062cu0627u0647 u0645u0642u0627u062au0644u0629 u0644u0644u0642u0630u0627u0641u064a u0641u064a 9 u0645u0627u0631u0633 2011 (u0623 u0641 u0628)
مسلح ليبي يطلق النار تجاه مقاتلة للقذافي في 9 مارس 2011 (أ ف ب)
يرى دبلوماسيون وخبراء أن سوء الفهم والريبة يسودان العلاقات بين فرنسا وإيطاليا في ما يتعلق بالسبيل الأفضل لإدارة الفوضى السائدة في ليبيا.

وتبدو إيطاليا مستعدة دون شروط لتولي قيادة عملية دولية، مع أن وزير خارجيتها باولو جنتيلوني حذر من أن أي عملية عسكرية، لن تكون قادرة وحدها على إعادة النظام للبلاد.

وجدد تأكيد ذلك في مقابلة صدرت أمس الأول في مجلة «لو فيجارو» الفرنسية، معتبرا أن أي تدخل في المرحلة الحالية غير ممكن، «لا بل سيكون خطأ فادحا».

ولا تبدي فرنسا الرأي نفسه. وكان رئيس وزرائها إيمانويل فالس طالب في ديسمبر الماضي «بضرورة محاربة وتدمير تنظيم داعش بسوريا والعراق ولا شك غدا في ليبيا».

وتثير هذه الرغبة في القضاء على التنظيم الإرهابي قلق إيطاليا.

وتناقلت الصحف خبرا عن «غارة» جوية فرنسية على مواقع للتنظيم الإرهابي قرب سرت في ليبيا، اعتبرت دليلا على أن فرنسا لن تنتظر إلى ما لا نهاية تشكيل حكومة وحدة في بلد يعاني من الفوضى منذ الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي في 2011.

وسارعت وزارة الدفاع الفرنسية لنفي شن أي غارة، إلا أن ذلك لم يساعد في تبديد القلق بأوساط الحكومة الإيطالية.

وجاء في افتتاحية بصحيفة الأعمال «إيل سول 24 أوري» أن «الخطر يكمن في أن تواصل إيطاليا الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وتدعم الحكومة الوطنية الجديدة بينما تريد دول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا حرق المراحل».

وأشارت لهدف غير معلن للفرنسيين وهو ضمان مواقع قوة بقطاع الطاقة الليبية، مكررة بذلك الأخطاء التي أدت في 2011 للفوضى المنتشرة الآن.

وعلق الخبير بشؤون الدفاع بمعهد العلاقات الخارجية بروما جان بيار دارني «إن الإيطاليين يبالغون في القلق»، مشيرا إلى «سوء فهم» بين البلدين نتيجة التدخل العسكري الفرنسي البريطاني في 2011 الذي لم يفهمه الآخرون كما يجب.

سوء فهم

ويزيد من «سوء الفهم» هذا الصمت الذي تواجه به حكومة ماتيو رنزي طلبات الدعم العسكري التي تقدم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد اعتداءات باريس في نوفمبر.

وتتردد إيطاليا بحكم موقفها الداعي للسلام كما ينص عليه دستورها، في المشاركة بالحرب. ويذكر جنتيلوني بأن بلاده على قناعة بأن اللجوء للسلاح لا يحل شيئا، وتفضل مقاربة تقوم على السياسة والدبلوماسية.

وبالتالي، تنتظر إيطاليا تشكيل حكومة وحدة وطنية بليبيا ثم تتقدم الأخيرة بطلب للمساعدة قبل أن تتدخل في طرابلس، لكنها لن تذهب بعيدا لحد ضرب داعش كما تريد فرنسا.

وتخشى إيطاليا حصول اعتداءات على أراضيها، وهو أمر لا تزال في منأى منه.

وتناقلت الصحف الإيطالية الخميس الماضي تهديدات رئيس مجلس الأعيان في «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أبوعبيدة يوسف العنابي، بأن «ليبيا يحكمها جنرال إيطالي»، متوعدا بـ»إخراج الإيطاليين أذلة صاغرين كما خرجوا من العراق مدحورين».

ويقول جنتيلوني إن حكومته تتوخى هذا الحذر بعد التجارب السابقة لتدخل عسكري في ليبيا وفي العراق «حيث نواصل دفع الثمن». لكن هذا الحذر أدى لبرودة العلاقات بين إيطاليا وفرنسا، بحسب دارني.

ويمكن للعلاقات أن تشهد تحسنا خلال الاجتماع المقرر بروما مطلع فبراير المقبل للتحالف الدولي ضد داعش. كما من المفترض أن يستقبل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان هذا الأسبوع نظيرته الإيطالية روبرتا بينوتي.