أحمد الله أن منزلي ليس دولة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الجمعة - 15 يناير 2016

Fri - 15 Jan 2016

سكنت في منزل مستأجر عشر سنوات عجاف قبل أن أنتقل إلى منزل مستأجر آخر، أرجو أن تكون سنواته سماناً بما يكفي للانتقال إلى منزل غير مستأجر فيما بعد، وبالطبع فإن الهدف من هذه القصة الحزينة ليس مجرد سرد لسيرتي العقارية المتميزة، ولكني حين انتقلت من منزلي السابق كان السبب الرئيس من الانتقال هو أن جاري العزيز الذي جاء في آخر السنوات العشر كان غثيثاً بشكل يصعب احتماله، مع أني معروف على مستوى حارتنا بسياسة ضبط النفس، والاكتفاء بممارسة القلق عندما تسوء الأمور.

وحمدت الله أن منزلي المستأجر ليس دولة لا يمكن الانتقال منها إلى دولة مستأجرة في مكان بعيد عن جار غثيث.

كانت تصرفات جاري العزيز تتصف بالحمق، صحيح أن الأمر لم يصل إلى درجة تحريض بعض أبنائي على العبث بمنزلنا، ولا على شتمي في كل مناسبة، والمطالبة بانفصال «مطبخنا» عن بقية المنزل، ولم أكتشف أن بعض أبنائي يرسلون له «خمس» ما يُطبخ في منزلنا يومياً، ويستشيرونه في علاقتهم بي وبأمهم وبمنزلهم، ولم يحاول حرق سيارتي بحجة أني عاقبت أحد أبنائي، ولم يطلب من الجيران الآخرين رمي منزلنا بالحجارة، لكن عدم قيامه بكل هذه التصرفات الحمقاء لا ينفي عن تصرفاته صفة الحمق والصفاقة. فالحماقات مراتب ودرجات!

وكان الحل سيكون سهلاً لو فعل ذلك، كنت سأنتقل من المنزل وأبحث عن منزل آخر وجار آخر، وهذه نعمة عظيمة نرفل فيها معاشر المستأجرين وتحسدنا عليها الدول!

وعلى أي حال.. حين انتقلت من منزلي القديم وجدت أن جاري العزيز ينقل أثاثه إليه في اليوم التالي، وهنا بدأت تصرفاته السابقة تبدو مفهومة أكثر لأن هدفه لم يعد غامضاً، وهو هدف ليس ضاراً كثيراً في حالة البيوت المستأجرة، ولكنه هدف يستدعي الحرب لو كنت أنا وهو دولتين متجاورتين!

[email protected]