الصحة تتحمل مسؤولية حريق مستشفى جازان وتعويضات لأهالي الضحايا

الأربعاء - 13 يناير 2016

Wed - 13 Jan 2016

فيما أعلن وزير الصحة المهندس خالد الفالح أمس تحمل الوزارة مسؤولية حريق مستشفى جازان العام لاستلامها منشأة غير مكتملة، خلصت نتائج التحقيقات إلى عرضية الحريق وعدم وجود شبهة جنائية، وأنه حدث نتيجة تماس كهربائي بمحيط قسم الحاضنات بالدور الأول في المستشفى.

واستمع الفالح عقب وصوله إلى منطقة جازان أمس في اجتماع مغلق بمطار جيزان مع لجنة التحقيقات استغرق نحو نصف ساعة إلى نتائج التحقيقات التي استمرت قرابة شهر، بعد ذلك توجه إلى مقر الإمارة حيث عقد مؤتمرا صحفيا أعلنت خلاله النتائج بحضور أمير المنطقة محمد بن ناصر الذي أكد أن الدولة ستعوض أهالي ضحايا الحريق.



ماذا قال الأمير؟



أعرب أمير منطقة جازان عن تعازيه الحارة لأهالي المتوفين، مؤكدا أنه تبين من التحقيق أن العاملين في المستشفى تمكنوا من إخلاء جميع المرضى ممن كانوا في الدور الأول الذي شمل أقسام الحضانة والولادة والنساء والعناية المركزة، إلا أن كثافة الدخان وتصاعده إلى الأدوار العليا أديا إلى وقوع الوفيات في تلك الأدوار بسبب الاختناق.

ولفت إلى أن السبب الرئيس لتصاعد الدخان الذي أدى لوقوع الوفيات كان وجود خطأ هندسي في تصميم المبنى وتنفيذه، حيث لم توفر قطاعات لعزل الحرائق فوق السقف المستعار، والتي كانت ستحول دون انتقال الدخان من منطقة إلى أخرى.

وأشار أمير المنطقة إلى أن العيوب في مواصفات المواد المستخدمة في سقف المبنى والتي احتوت على مواد من الفلين المحشو بين أعصاب السقف الخرساني ساعدت على كثافة الدخان، ولذلك فإن رداءة المواد المستخدمة في تمديد الأكسجين من أعلى السقف وعدم مطابقتها للمواصفات أديا إلى ذوبانها، مما أجج الحريق.

كما ساهم عدم ربط نظام الإنذار بنظام التكييف في استمرار التكييف في العمل وزيادة انتشار الدخان في المبنى، مبينا أنه تجرى حاليا مراجعة كل ما يتعلق بإنشاء واستلام المبنى، وستتخذ الإجراءات القانونية الصارمة تجاه كل من كان له دور في سوء التصميم والتنفيذ.



أبواب الطوارئ



وأضاف أن التحقيقات توصلت إلى أن أبواب الطوارىء لم تكن مقفلة أو موضوعة عليها سلاسل، وتبين عدم وجود ما يعيق الوصول إليها، إلا أنه تبين وجود خلل في أداء بعض أنظمة أجهزة السلامة في المستشفى كمضخات الحريق ونظام الإنذار نتيجة لضعف صيانتها والعناية بها.

وأكد أمير المنطقة على ضرورة توفير جميع اشتراطات السلامة على أعلى المستويات في مرافق وزارة الصحة، بما في ذلك التصاميم الهندسية والنظم والأجهزة وتدريب العاملين، لضمان اتخاذ كل السبل للحيلولة دون تكرار هذا الحادث الأليم، مشددا على الإسراع في تشغيل المستشفى لدوره المهم في الخدمات الصحية بالمنطقة، وضرورة توفير الطاقة السريرية اللازمة بالمنطقة ورفع مستوى الخدمات الصحية فيها.

وشدد على ضرورة تعزيز خطط الاستجابة للطوارىء والكوارث في المنطقة، وتوفير متطلباتها من المعدات والتدريب وإجراء التجارب الافتراضية، مؤكدا أن إمارة المنطقة ستزيد من تفعيل مركز الطوارىء وعلى جميع الجهات الحكومية المعنية توفير أعلى مستويات التنسيق لتقويم مستوى السلامة في مرافقها، ووضع الخطط لتدارك أي نقص أو خلل.



إقالة ومحاسبة



من جانبه قال وزير الصحة المهندس خالد الفالح إنه نظرا لما تبين من وجود تهاون في متابعة أمور السلامة من قبل بعض المسؤولين في الشؤون الصحية بجازان فستجرى محاسبتهم نظاميا على ذلك.

كما أصدر في الوقت نفسه تعليماته بإعفاء مدير عام الشؤون الصحية بجازان أحمد السهلي من منصبه وإعفاء مسؤولين آخرين لم يذكر أسماءهم.

وأكد أنه رغم الجهود البطولية التي أبداها العاملون في المستشفى في الإخلاء إلا أنه كان هناك تقصير في أداء بعضهم خلال التعامل مع الحادث، وسيتم التعامل معهم وفق الأنظمة.



بطء المدني



كما أوضح التحقيق أن الدفاع المدني قد استجاب للحادث على الفور، إلا أن تجاوبه وفاعليته لم يكونا بمستوى حجم الحادث الذي تطلب معدات إضافية من محافظات أخرى في جازان، مما أثر على سرعة التعامل مع الحادث.



8 أسابيع للترميم



وأبان أن الوزارة عمدت أحد المكاتب الاستشارية بإجراء الاختبارات للتأكد من سلامة المنشأة، وإعداد المواصفات الفنية المطلوبة خلال ثمانية أسابيع لترميم وتأهيل المستشفى، بما في ذلك شبكة إنذار الحريق والإطفاء وكل متطلبات السلامة، والبدء في هذه الأعمال بأسرع ما يمكن، كما سيتم تعيين مدير لإدارة الأمن والسلامة بالمنطقة.

وأكد الفالح أن السلامة في المرافق الصحية تأتي في مقدمة أولويات الوزارة، وأنه تم تحديد ثلاثة بيوت خبرة عالمية ستقوم بالمراجعة الدقيقة والكاملة لجميع المنشآت الصحية الحكومية بالمملكة للتأكد من سلامتها هندسيا، وسلامة نظمها، وستكون الأولوية لمنطقة جازان، وسيكتمل المسح خلال ستة أشهر، وبناء عليه تنفذ الخطة التصحيحية، وسيتم فصل عقود الأمن والسلامة عن عقود الصيانة لكل المنشآت، وقد يساعد ذلك في النهوض بهذا الجانب.

وأوضح أن الوزارة ماضية في برنامجها التدريبي الذي بدأ قبل أشهر عدة لتدريب العاملين بمرافق الوزارة على خطط الإخلاء والتعامل مع الكوارث الداخلية، حرصا منها على تقديم أفضل الخدمات والتجارب العالمية فيما يخص الاستجابة للطوارىء والكوارث، وستتم مراجعة خطط الكوارث وآلية الاستجابة والإنقاذ والتدريب.

وسوف يكون التركيز على منطقة جازان بشكل خاص والمناطق الحدودية.

وسوف يباشر فريق متخصص الأسبوع المقبل التدريب على أعمال الإطفاء والإخلاء والمواد الخطرة والأمن والسلامة الكهربائية.



تكريم المنقذين



ورفع أمير المنطقة شكره للمقام السامي لمنح ذوي الشهيد إبراهيم القللي (مقيم مصري) الذي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ المرضى المنومين في المستشفى خلال الحريق «وسام الملك عبدالعزيز» من الدرجة الأولى ومليون ريال، فيما كرم وزير الصحة ستة من العاملين بالوزارة لعبوا دورا أساسيا في إخلاء المرضى، بما في ذلك أقسام الحاضنات والولادة والعناية المركزة بكل تفان وتضحية، وهم:




  • أميرة إسماعيل

  • أبوالقاسم نوحي

  • حسن الأمير

  • نوال هاشم

  • مها حكمي

  • نجود حمود