العقل السعودي يواجه الأزمات بالتحالفات

الأربعاء - 13 يناير 2016

Wed - 13 Jan 2016

كلمات قليلة العدد، ولكنها بعيدة المقصد، تلك التي صرح بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بعد أيام قليلة من تشكيل التحالف العربي الخاص بدعم الشرعية في اليمن الذي أشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تشكيله، والتي قال فيها «إن السعودية هي الدولة الوحيدة التي استطاعت خلال الـ100 عام الأخيرة خلافا للولايات المتحدة الأمريكية أن تشكل تحالفا عسكريا من مجموعة دول».

كلام وزير الدفاع اختصر للمتابعين الفكر السعودي الجديد الذي حمله الملك سلمان بن عبدالعزيز مع توليه مقاليد الحكم، والقائم على التحالفات في التعاطي مع أزمات المنطقة، وخاصة تلك التي تكون مهددا للأمن والاستقرار الدوليين، كما هو حاصل في الأزمة اليمنية، فإلى جوار الجهد العسكري الذي قادته السعودية ومجموعة دول لإعادة الشرعية والأمل لليمن واليمنيين، كان هناك جهد سياسي رفيع، أفضى إلى تأييد المجتمع الدولي لكل الخطوات التي تم اتخاذها، حتى توج بالقرار الأممي رقم 2216.

تحالف دعم الشرعية في اليمن، ليس التحالف الوحيد الذي استطاعت السعودية تشكيله، حيث تمكنت الرياض وخلال 72 ساعة فقط من تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الجماعات المتطرفة وإرهابها في دول العالم الإسلامي.

الخبير العسكري اللواء محمد القبيبان، يرى أن السعودية كدولة، قادرة لوحدها على خوض المعركة في اليمن إسنادا منها للشرعية المغتصبة على يد الانقلابيين، ولكنه قال إن الذي جعل الرياض تعتمد على إنشاء التحالفات هو رؤيتها المتعمقة في تطورات العلم العسكري الحديث، والذي ينظر إلى التحالف بأنه معيار لأي قبول أو دعم للعمليات العسكرية.

وأبان القبيبان خلال حديثه لـ»مكة»، أنه لا يمكن لأي دولة في العالم تجاوز الخارطة السياسية والعسكرية التي يضعها التحالف، وهو ما يجعل منه خيارا مهما في التعاطي مع أي أزمة قد تنشأ، مضيفا أن مكانة المملكة السياسية والدينية والاقتصادية والعسكرية شكلت مجتمعة عوامل نجاح لأسبقيتها لإنشاء تحالف عسكري بهذه السرعة.