الإسراف سمة الاستهلاك العربي في الطاقة والمياه والغذاء

الثلاثاء - 15 ديسمبر 2015

Tue - 15 Dec 2015

u0645u0633u062au0647u0644u0643u0648u0646 u0641u064a u0645u0631u0643u0632 u0644u0644u0628u064au0639 u0628u0627u0644u062au062cu0632u0626u0629 (u0645u0643u0629)
مستهلكون في مركز للبيع بالتجزئة (مكة)
أكد تقرير «الاستهلاك المستدام» في العالم العربي أن المنطقة تتميز بارتفاع في معدلات الاستهلاك رغم تباينها بين بعض الدول إلا أنها تعد معدلات عالية مقارنة من غيرها من مناطق العالم، وذلك في فئات الاستهلاك الأساسية وهي الطاقة والمياه والغذاء.

وتوصل التقرير الذي أعده المنتدى العربي للبيئة والتنمية «أفد» إلى أن دعم الأسعار في المنطقة يمثل عاملا في زيادة السلوك الاستهلاكي المبذر.

ونوه إلى أن ستة بلدان عربية بذلت جهودا خلال الفترة 2013 إلى 2015 لإصلاح الدعم هي مصر والأردن وتونس والسودان واليمن والإمارات، وطبقت أربعة بلدان هي المغرب والأردن وتونس والإمارات آليات لتعديل الأسعار تراجع على ضوئها أسعار الوقود دوريا وتعدل وفق المستويات العالمية للأسواق.

الطاقة

تعد المنطقة العربية أحد أبرز مراكز الطلب على الطاقة في العالم ويختلف نصيب الفرد من استهلاك الطاقة بشكل كبير بين المجموعة ذات الدخل المرتفع، أي البلدان المنتجة للنفط والمجموعة ذات الدخل المتوسط والمنخفض أي البلدان غير المنتجة للنفط، فنصيب الفرد من استهلاك الطاقة في قطر يبلغ 39 طنا من المكافئ النفطي وهو الأعلى في البلدان العربية ويساوي 20 مرة المتوسط العالمي، ويستهلك المواطن الكويتي ما قد تستهلكه 13 أسرة سودانية يتألف كل منها من خمسة أشخاص.

المياه

تعد المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم إجهادا على صعيد المياه لكن مستوى استهلاك الفرد في بعض بلدانها خصوصا في بلدان الخليج هو من أعلى المعدلات العالمية وتعتبر الرسوم المائية البلدية في غالبية البلدان العربية متدنية مما لا يقدم أي حافز للمستهلك للاقتصاد بالمياه.

ويبلغ معدل السعر المفروض على المياه في المنطقة العربية نحو 35 % من كلفة الإنتاج وفي حالة المياه المحلاة يبلغ 10 % فقط لكن وضع سياسات تسعير مناسبة يمكن أن ينقل إلى المستهلكين القيمة الحقيقية للمياه ويحفزهم على التعامل معها على هذا الأساس مما يدفعهم إلى زيادة إنتاجيتهم وعقلنة استخدامهم.

الغذاء

تشهد البلدان العربية تحولا في التغذية يتسم بالابتعاد عن النظام الغذائي التقليدي الأكثر موسمية والأكثر تنوعا الغني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضر إلى نظام غذائي غربي غني بالحبوب المكررة والبروتين الحيواني والشحوم والسكر والملح وقد حصلت زيادة كبيرة في انتشار زيادة الوزن والبدانة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي مثل السكري وأمراض القلب والشرايين والسرطانات.

ويستهلك اللحم الأحمر بإفراط حاليا مع آثار سلبية على الصحة البشرية وعلى استدامة النظام الغذائي، فيما تستهلك الأسماك والدواجن بأقل من اللازم على رغم إمكان إنتاجها بشكل مستدام وبتأثير أقل على البيئة إذا خفف المواطن العربي معدل استهلاك اللحوم الحمراء 25 % من 17 كجم للفرد في السنة، حيث يمكن توفير 27 بليون متر مكعب من المياه باعتبار أن إنتاج كيلوغرام واحد من اللحم يتطلب 16 مترا مكعبا من المياه.