انتخابات البلديات.. الواقع والمأمول!
مكيون
مكيون
الأحد - 13 ديسمبر 2015
Sun - 13 Dec 2015
جميلة هي أيام وليالي الانتخابات التي تزين إعلاناتها شوارع المنطقة وتزدهر فيها تجارة الأغنام، للكرم الحاتمي الذي يطري به نفسه ذلك البطل الهمام «المرشح للانتخابات»، الذي يزعم أن بيده العصا السحرية والحلول الجذرية لشكاوى المواطنين تجاه بلدياتهم وغيرها من الجهات الخدمية المعنية.
نعم إنها وعود ولكنها بأحلام وردية لشعارات وعبارات يشحذ بها تعاطف الناخبين، وقد يتفنن البعض باستخدام عبارات رنانة هي في واقع الأمر تصف الحال التي آلت إليه شوارعنا الداخلية وطرقاتنا الرئيسية التي تنفق الدولة على ميزانياتها بسخاء لا محدود، تذوبها العقود المعلنة وغيرها من التي يسمونها «عقود من الباطن» تذكرنا بعبارة يتداولها القدامى: «من ذاقف للآقف»، حتى تكاد ترى النور بعقود مترهلة نتاجها مدن تغرق وشوارع متهالكة وأرصفة لا أجد لها وصفا أو عنوانا.
وبالعودة لأجواء الانتخابات وتلك التحزبات المصاحبة لها، بعضها قبلية والأخرى عائلية أو مصالح مشتركة، ومعظمها تنتهي بوجاهة تبحث عن عنوان يبدؤه صاحب السعادة عضو المجلس البلدي المحلي الأستاذ الدكتور.. !
وفي نهاية المطاف بعضها أو جلها بلا عنوان ويبقى القرار لرؤساء البلديات الذين يحرصون على عدم مزاحمة غيرهم لهم فيما أوكل إليهم من المهمات التي من المفترض أن يكونوا أيضا مؤتمنين عليها ومن حق الوطن أن يجادلهم بنقاش هادف مفاده: «من أخذ الأجرة حاسبه الله تعالى عن العمل».
وإن كنت على قناعة متواضعة بدور المجالس البلدية وأحلامها الجميلة، التي وبكل أسف بعثرها حوار شفاف طالعتنا به صحيفة المدينة ليوم الأحد 24 صفر في عددها 19219 بتصريح جريء لسعادة رئيس بلدي المدينة المنورة تحت عنوان «لسنا تحويلة هاتف وقراراتنا حبيسة أدراج الأمانة»، وما أورده من معاناة تلامس ملفات شائكة لخلافاتهم والجهد المضاد لتهميشهم، مستدلا بعنوان مكتبهم الملاصق لمغسلة موتى بقيع الغرقد غفر الله لهم ورضي عن الصحابة منهم أجمعين، مضيفا أن مكتبهم الآخر البديل في بدروم إحدى البنايات، وكلا الموقعين لا يتناسبان وعضوات المجلس من النساء في الدورة الحالية المستندة إلى القرار الملكي الكريم، هذه بعض معاناته من منصب أو كرسي لم يستطع به أن يحرك حجرا من مكانه المتهالك، بل زاد الوصف بلاغة بقوله: إنه لن يرشح نفسه مجددا ولو وزنوه ذهبا، لمنصب لا صلاحية له بل حتى المشورة لم تجد لها آذانا صاغية، وبعد أن أجمل الوصف شاهد إثبات حالة التهميش التي واجهت مجلسه في الدورة المنتهية.
ما الذي نتأمله في المجالس القادمة وبعض مرشحيها قد أسرف في الإنفاق للترويج لحملته الانتخابية بفئاتها المختلفة التي تتناسب وعقليات وفكر من يخاطبهم أو حتى ميزانية جيبه العامر، وبما يستلزم فاتورة منصرفات تليق بهم، مشمولة قاعات الاستضافة والتقنيات المستخدمة لعرض برامجه وآليات تنفيذها، ولن نختلف بأن جلهم يريد أن يبرهن مدى مواكبة برنامجه ومعاصرته للزمن في خدمة المواطن والوطن.
وفي الجانب الآخر من فضّل الفئات الأقل تكلفة والاكتفاء بالمطويات أو البروشورات ووسائل التواصل السهلة المنال، ليخاطب منتخبيه في منازلهم ومنتدياتهم وبأقل خسائر مادية، مشيرا إلى ما أوردته صحيفة مكة في عددها ليوم الاثنين 25 صفر لتدارك بعض المرشحين والمرشحات الوضع وتصحيح مساراتهم في هذه الدورة الانتخابية بإلغاء حجوزاتهم لمقار ملتقياتهم الانتخابية للخروج من التجربة بأقل خسائر، آخذين في الاعتبار افتقاد بعض المجتمعات والمناطق إلى ثقافة الانتخابات، ناهيك عن فقد الكثير من المواطنين الأمل في هذا المرشح أو ذلك، لخبرات متراكمة بمقولة: «لا حلول لمن لا حيلة له»، ولانفراد بعض البلديات بالرأي والدراسة لأي من المشاريع الحيوية في المنطقة دور سلبي في عزوف البعض من المشاركة في الانتخابات.
وهنا لا يفوتني التطرق لتحيز هؤلاء الناخبين لمرشحهم الفلاني ليس لفكره وما يحمله من تطلعات مستقبلية لخدمة المنطقة ولكن لقبليات وتكتلات عائلية تسهم في إيصال الرجل غير المناسب لذلك الكرسي المخملي الذي بلا شك سيضفي إليهم الوجاهة وغيرها، ولخبرات سابقة في الانتخابات فبعد إسدال الستار على النتائج، ستبدأ تصفية الحسابات وهزلية تسديد الفواتير التي يتجاوز بعضها مئات الألوف، ذهبت في خزينة متعهدي المطابخ والمطابع وقاعات الاحتفالات والمخيمات التي ساهم الربيع في كشتاتها، مع تأكيد الأمانات المعنية بعدم تحملها أي مصاريف ونفقات للمرشحين الفائزين وغيرهم، فيما أوضح مسؤول إحدى الأمانات في المملكة في حواره مع الصحيفة ليوم الأربعاء، أن صلاحيات المجالس تعتمد على إقرار الخطط والبرامج وأن ليس فيها تلك الوعود الكبيرة التي يسوق لها البعض..، بما يلزمنا للسؤال بتعجب! متى نقول: كفى هياطا بوعود لا جدوى منها، وبأحلام وردية نعيشها في فترة الانتخابات، التي ما يلبث بعضها أن تنفضه رياح الربيع قبل وابل السماء.
ولأكون متفائلا بالنتائج والمنتج لا بد لنا من توعية شاملة للارتقاء بثقافة المجتمع الانتخابية البلدية منها والرياضية بما يذكرنا بنوادٍ رياضية عريقة عصفت بأوراقها تكتلات انتخابية آثرت المصالح الخاصة على العامة، ولنذكر أنفسنا ومن حولنا بأن الوطن جدير بإخلاصنا الممزوج بالحب والانتماء.
نعم إنها وعود ولكنها بأحلام وردية لشعارات وعبارات يشحذ بها تعاطف الناخبين، وقد يتفنن البعض باستخدام عبارات رنانة هي في واقع الأمر تصف الحال التي آلت إليه شوارعنا الداخلية وطرقاتنا الرئيسية التي تنفق الدولة على ميزانياتها بسخاء لا محدود، تذوبها العقود المعلنة وغيرها من التي يسمونها «عقود من الباطن» تذكرنا بعبارة يتداولها القدامى: «من ذاقف للآقف»، حتى تكاد ترى النور بعقود مترهلة نتاجها مدن تغرق وشوارع متهالكة وأرصفة لا أجد لها وصفا أو عنوانا.
وبالعودة لأجواء الانتخابات وتلك التحزبات المصاحبة لها، بعضها قبلية والأخرى عائلية أو مصالح مشتركة، ومعظمها تنتهي بوجاهة تبحث عن عنوان يبدؤه صاحب السعادة عضو المجلس البلدي المحلي الأستاذ الدكتور.. !
وفي نهاية المطاف بعضها أو جلها بلا عنوان ويبقى القرار لرؤساء البلديات الذين يحرصون على عدم مزاحمة غيرهم لهم فيما أوكل إليهم من المهمات التي من المفترض أن يكونوا أيضا مؤتمنين عليها ومن حق الوطن أن يجادلهم بنقاش هادف مفاده: «من أخذ الأجرة حاسبه الله تعالى عن العمل».
وإن كنت على قناعة متواضعة بدور المجالس البلدية وأحلامها الجميلة، التي وبكل أسف بعثرها حوار شفاف طالعتنا به صحيفة المدينة ليوم الأحد 24 صفر في عددها 19219 بتصريح جريء لسعادة رئيس بلدي المدينة المنورة تحت عنوان «لسنا تحويلة هاتف وقراراتنا حبيسة أدراج الأمانة»، وما أورده من معاناة تلامس ملفات شائكة لخلافاتهم والجهد المضاد لتهميشهم، مستدلا بعنوان مكتبهم الملاصق لمغسلة موتى بقيع الغرقد غفر الله لهم ورضي عن الصحابة منهم أجمعين، مضيفا أن مكتبهم الآخر البديل في بدروم إحدى البنايات، وكلا الموقعين لا يتناسبان وعضوات المجلس من النساء في الدورة الحالية المستندة إلى القرار الملكي الكريم، هذه بعض معاناته من منصب أو كرسي لم يستطع به أن يحرك حجرا من مكانه المتهالك، بل زاد الوصف بلاغة بقوله: إنه لن يرشح نفسه مجددا ولو وزنوه ذهبا، لمنصب لا صلاحية له بل حتى المشورة لم تجد لها آذانا صاغية، وبعد أن أجمل الوصف شاهد إثبات حالة التهميش التي واجهت مجلسه في الدورة المنتهية.
ما الذي نتأمله في المجالس القادمة وبعض مرشحيها قد أسرف في الإنفاق للترويج لحملته الانتخابية بفئاتها المختلفة التي تتناسب وعقليات وفكر من يخاطبهم أو حتى ميزانية جيبه العامر، وبما يستلزم فاتورة منصرفات تليق بهم، مشمولة قاعات الاستضافة والتقنيات المستخدمة لعرض برامجه وآليات تنفيذها، ولن نختلف بأن جلهم يريد أن يبرهن مدى مواكبة برنامجه ومعاصرته للزمن في خدمة المواطن والوطن.
وفي الجانب الآخر من فضّل الفئات الأقل تكلفة والاكتفاء بالمطويات أو البروشورات ووسائل التواصل السهلة المنال، ليخاطب منتخبيه في منازلهم ومنتدياتهم وبأقل خسائر مادية، مشيرا إلى ما أوردته صحيفة مكة في عددها ليوم الاثنين 25 صفر لتدارك بعض المرشحين والمرشحات الوضع وتصحيح مساراتهم في هذه الدورة الانتخابية بإلغاء حجوزاتهم لمقار ملتقياتهم الانتخابية للخروج من التجربة بأقل خسائر، آخذين في الاعتبار افتقاد بعض المجتمعات والمناطق إلى ثقافة الانتخابات، ناهيك عن فقد الكثير من المواطنين الأمل في هذا المرشح أو ذلك، لخبرات متراكمة بمقولة: «لا حلول لمن لا حيلة له»، ولانفراد بعض البلديات بالرأي والدراسة لأي من المشاريع الحيوية في المنطقة دور سلبي في عزوف البعض من المشاركة في الانتخابات.
وهنا لا يفوتني التطرق لتحيز هؤلاء الناخبين لمرشحهم الفلاني ليس لفكره وما يحمله من تطلعات مستقبلية لخدمة المنطقة ولكن لقبليات وتكتلات عائلية تسهم في إيصال الرجل غير المناسب لذلك الكرسي المخملي الذي بلا شك سيضفي إليهم الوجاهة وغيرها، ولخبرات سابقة في الانتخابات فبعد إسدال الستار على النتائج، ستبدأ تصفية الحسابات وهزلية تسديد الفواتير التي يتجاوز بعضها مئات الألوف، ذهبت في خزينة متعهدي المطابخ والمطابع وقاعات الاحتفالات والمخيمات التي ساهم الربيع في كشتاتها، مع تأكيد الأمانات المعنية بعدم تحملها أي مصاريف ونفقات للمرشحين الفائزين وغيرهم، فيما أوضح مسؤول إحدى الأمانات في المملكة في حواره مع الصحيفة ليوم الأربعاء، أن صلاحيات المجالس تعتمد على إقرار الخطط والبرامج وأن ليس فيها تلك الوعود الكبيرة التي يسوق لها البعض..، بما يلزمنا للسؤال بتعجب! متى نقول: كفى هياطا بوعود لا جدوى منها، وبأحلام وردية نعيشها في فترة الانتخابات، التي ما يلبث بعضها أن تنفضه رياح الربيع قبل وابل السماء.
ولأكون متفائلا بالنتائج والمنتج لا بد لنا من توعية شاملة للارتقاء بثقافة المجتمع الانتخابية البلدية منها والرياضية بما يذكرنا بنوادٍ رياضية عريقة عصفت بأوراقها تكتلات انتخابية آثرت المصالح الخاصة على العامة، ولنذكر أنفسنا ومن حولنا بأن الوطن جدير بإخلاصنا الممزوج بالحب والانتماء.