السعدي: دراسات المستقبل خيال علمي ومدن فاضلة

الاحد - 13 ديسمبر 2015

Sun - 13 Dec 2015

طالب الأكاديمي السابق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور إسحاق السعدي بنقد دراسات المستقبل بأساليب موضوعية وعلمية، وأن تكتب بمنهجية واضحة لها مرجعية ذات تكوين ثقافي ومعرفي.

واعتبر السعدي غياب التأصيل والنقد أوقع كثيرا من الدراسات في محظورات شرعية والتباس في المفاهيم والألفاظ.

وانتقد خلال محاضرته في سبتية حمد الجاسر تحت عنوان «خلاصات حول استشراف المستقبل»، بعض دراسات الغرب، كونها استخدمت الأسلوب الاستهدافي وليس الاستكشافي، مضيفا: بعضها كانت خيالا علميا، وأخرى كانت مدنا فاضلة، ومع مرور الزمن تحققت الأولى لأنها اعتمدت على منهج التجريب، بينما لم تحدث الأخرى لأنها مرتبطة بمنهج التشريع.

القرآن والسنة

وأكد السعدي أن في القرآن الكريم والسنة ما سبق الغرب بمراحل في علم المستقبل المرتبط بالسنن الكونية، متناولا في هذا الصدد الحديث النبوي «إنما الأعمال بالنيات» وقصة سيدنا يوسف عليه السلام، التي وصفها بالنموذج في هذا المجال، حيث يرى أنها جمعت بين المنظومة الأخلاقية وتدابير صناعة المستقبل.

الصلة بالماضي

وفي تعليق على مداخلات أخذت عليه الارتباط بالماضي وتجاهل القضايا الراهنة قال السعدي: الإنسان بطبيعته مشدود لجذوره، ومن الخطأ أن يقطع الباحث صلته بالماضي فقط بدعوى أنه يدرس المستقبل.

اللغة الأولى

وأضاف الدكتور السعدي «إن بعض القضايا قد ينصرها الآخرون وليس أهلها، كما في الدساتير الفرنسية المستلهمة من الفقه المالكي، والدراسات الاستشرافية الغربية التي ترى أن العربية ستكون اللغة العالمية الأولى مطلع القرن المقبل».

وذكر أن دراسات علم المستقبل فيها الحسن والسيئ، وبعضها يقع في مغبة الاحتراز الزائد، ليفاجأ بأن المستقبل جاء نمطيا وكامتداد مجرد للماضي، ويضيف «هناك جانب مبني على القدر وجانب آخر مبني على فاعلية الإنسان والمجتمع، كما أن في الدراسات بعدا غائبا أو مغيبا لا يظهر إلا عندما يصبح واقعا»

مداخلات

«سبب تأخرنا هو انشغالنا بالتغني بمنجزات ثقافتنا في الماضي، دون أن ننظر لواقعنا أو أن نحاول إبداع ثقافة جديدة».

الدكتور مرزوق بن تنباك

«المستقبليات تفترض واقعا جديدا ولا تنطلق من الواقع القائم كما هو الحال في الاستراتيجيات، لا توجد حقيقة مطلقة حتى في العلوم الطبيعية، وعلم المستقبل ما زال يفتقد إلى المنهج».

عز الدين موسى

«ما زلنا لم ننجز شيئا يذكر في مجال الاستشراف الكوني والبشري، ولهذا نقف في موقف الدفاع دائما كي نغطي هذا الفشل».

جاسر الحربش