أمطار جدة تعيد آلاء إلى مقاعد الرسم

«إن الرسم يمنحني شعورا بالسلام» هذا ما قالته سلفيا بلاث الكاتبة الأمريكية عن موهبتها في الرسم بالإضافة إلى الكتابة، فهذه العبارة تكاد تكون متجسدة في لوحات الرسامة آلاء محمد العرابي الطالبة بجامعة أم القرى المولعة بالرسم منذ طفولتها

«إن الرسم يمنحني شعورا بالسلام» هذا ما قالته سلفيا بلاث الكاتبة الأمريكية عن موهبتها في الرسم بالإضافة إلى الكتابة، فهذه العبارة تكاد تكون متجسدة في لوحات الرسامة آلاء محمد العرابي الطالبة بجامعة أم القرى المولعة بالرسم منذ طفولتها

الجمعة - 14 فبراير 2014

Fri - 14 Feb 2014



«إن الرسم يمنحني شعورا بالسلام» هذا ما قالته سلفيا بلاث الكاتبة الأمريكية عن موهبتها في الرسم بالإضافة إلى الكتابة، فهذه العبارة تكاد تكون متجسدة في لوحات الرسامة آلاء محمد العرابي الطالبة بجامعة أم القرى المولعة بالرسم منذ طفولتها

«لم أعرف شيئا آخر أتقنه غير الرسم» كما تقول آلاء، التي تكمل «ولدت بعائله موهوبة ورثت منهم الفن والرسم، فأمي مبدعة في فن الخط العربي والرسم والنحت وأبي لا يقل عنها موهبة فهو أيضا يمتلك موهبة النحت والرسم ومبدع في التصميم فأنا نشأت في منزل الكل فيه فنان»

كانت آلاء ترى الرسم موهبة تملأ بها وقت الفراغ ولم يكن طموحها أن تدرس الرسم لتصقل موهبتها بالدراسة، فقد أرادت أن تدرس هندسة الديكور والتصميم الداخلي، حيث تقول «رغم إصرار كثيرين علي بأن أتخصص في الفن لكن لم أرد ذلك ظنا مني بأنني لا أحتاج إلى التعلم فأنا أمتلك الموهبة»

فكانت تتأرجح بين رغبة والدتها ووالدها حيث كان والدها يرغب أن تلتحق بقسم آخر غير التربية الفنية لأنه لا يرى له أي مستقبل لاحقا أما والدتها فكانت تنصحها بضرورة الالتحاق بقسم التربية الفنية لأنها ترى أن مستقبلها لا يكون إلا في شيء تحبه وتبدع فيه

ابتعدت آلاء عن حلمها في الالتحاق بقسم التصميم بسبب عدم توفر القسم في جامعة أم القرى حينها، فالتحقت بقسم الكيمياء حيث تقول «كنت أفرغ ضغط الدراسة بالرسم، فكنت أرسم في وقت المحاضرات بدلا من الانتباه للمحاضرات، فكنت أحيانا عندما أمر من أمام القسم الفني بالجامعة أشاهد الطالبات الملتحقات بهذا القسم ولطالما تتملكني الرغبة بأن أحول دراستي إلى قسم التربية الفنية ولكن لم أكن أملك الجرأة لفعل ذلك، إلى أن أتى اليوم الذي جربت فيه المشاركة في أحد المعارض وخضت تجربة الفن الحقيقية وأحسست بأنه تنقصني أشياء كثيرة، فالموهبة وحدها لا تكفي ولا بد لي من تطوير مهاراتي على الرغم من أن التجربة الأولى كانت سيئة ولكنها كانت جميلة أيضا، إذ خضت تجربة المعارض وعرض أعمالي على الناس وأكثر ما زاد روح الحماسة فيني أن أحد لوحاتي بيعت لشخصية مشهورة في المجتمع، وكانت هذه بمثابة الدفعة القوية التي أحسست بأني أمتلك شيئا ما أنا أجهله

وتحكي آلاء أنه في معرضها الأول بالرغم من إعجاب اللجنة والحضور بلوحاتها إلا أنها قد عادت لها على الرغم من المجهود الهائل الذي بذلته في تحضيرها لهذا المعرض وحزنت كثيرا لأنها لم تأخذ فرصتها الأولى كفنانة ورسامة نظرا لهطول الأمطار على جدة في تلك الفترة، مما أدى إلى إلغاء المعرض إلا أن ذلك لم يحط من عزيمتها

وأخيرا قررت بعد أربع سنوات قضتها في قسم الكيمياء أن تحول مسار دراستها البعيد كل البعد عن الرسم والفن إلى قسم التربية الفنية، وقد واجهت صعوبة من إدارة القسم في قبولها بعد أن كادت تتخرج من الجامعة ولكن عندما عرضت عليهم لوحاتها قبلوها فورا وتخصصت بعد ذلك في قسم الدعاية والإعلان «جرافيك»

ولطالما حلمت آلاء أن يكون لها معرضها الخاص فتحقق لها ما تمنت ففي أول سنة لها في قسم التربية الفنية تطورت مهاراتها كثيرا، فشاركت آلاء في المؤتمر العلمي الثالث بالمنطقة الشرقية وفازت بالمركز الخامس على مستوى جامعات المملكة بلوحة «ألبرت إينشتاين» فكانت أول تجربة لآلاء بالرسم بالنقط إذ استغرق منها العمل على هذه اللوحة ثلاثة أسابيع تقريبا وكان ذلك أول فوز لها

وتقول آلاء: بعد نجاحي في المؤتمر ورؤية الفخر في عيون أهلي وإصرار أمي وأبي على المشاركة من جديد وبإصرار من أستاذتي فوزية الغامدي ودعم وتشجيع من وكيلة عمادة الشؤون الطلابية الدكتورة إيمان المنتصر قررت الاشتراك من جديد طامحة لمركز أعلى وكان المؤتمر العلمي الرابع مقام في مكة المكرمة وحصلت على المركز الثالث بلوحة التراث

آلاء تحضر الآن للاشتراك بالمؤتمر العلمي الخامس الذي سيقام بالعاصمة الرياض، بالإضافة إلى تحضيرها لمعرض «قبس» الذي سيقام في جدة تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام وهو معرض لطالبات أم القرى قسم التصميمات المطبوعة والدعاية والإعلان والذي سيقام في الصيرفي مول صالة تسامي وسيكون ذلك في 7 مارس