أزمة وعي

ما جعلني أطرق هذا الموضوع المستهلك هو أن المتغيرات على مختلف الأصعدة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية تجرد لنا السلوك الجمعي وتجعل وعي المجتمع على المحك وتصنع لنا معايير جديدة ربما تكون غير دقيقة يمكن من خلالها مراقبة وقياس وعي المجتمع ومدى مساهمة سلوكه في دعم الغايات والأغراض التي تصب في مصلحة وأمن واستقرار المجتمع

ما جعلني أطرق هذا الموضوع المستهلك هو أن المتغيرات على مختلف الأصعدة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية تجرد لنا السلوك الجمعي وتجعل وعي المجتمع على المحك وتصنع لنا معايير جديدة ربما تكون غير دقيقة يمكن من خلالها مراقبة وقياس وعي المجتمع ومدى مساهمة سلوكه في دعم الغايات والأغراض التي تصب في مصلحة وأمن واستقرار المجتمع

الخميس - 26 نوفمبر 2015

Thu - 26 Nov 2015



ما جعلني أطرق هذا الموضوع المستهلك هو أن المتغيرات على مختلف الأصعدة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية تجرد لنا السلوك الجمعي وتجعل وعي المجتمع على المحك وتصنع لنا معايير جديدة ربما تكون غير دقيقة يمكن من خلالها مراقبة وقياس وعي المجتمع ومدى مساهمة سلوكه في دعم الغايات والأغراض التي تصب في مصلحة وأمن واستقرار المجتمع.

عرف إيميل دور كايم الظاهرة الاجتماعية بأنها ضرب من السلوك ثابتا كان أو غير ثابت يمكن أن يباشر نوعا من القهر الخارجي على الأفراد، أو هي سلوك يعمم المجتمع بأسره، وتختلف عن الصور التي تتكون منها الحالات الفردية، ويعرف الاجتماعيون الوعي بعدة تعاريف منها أن الوعي هو صحوة الفكر والعقل، فوعي المجتمع ظاهرة يمكن مراقبتها وقياسها.

وتصنع لنا شبكات التواصل الاجتماعي معايير جديدة يمكن من خلالها مراقبة وتتبع سلوك المجتمع وقياس وعي المجتمع ومدى مشاركة المجتمع المسؤولية سواء من جهة أمن واستقرار المجتمع أو من جهة التحقق من مصداقية المعلومات ومحاربة الشائعات والخرافات.

ومن هذه المعايير التي صنعتها لنا شبكات التواصل الاجتماعي مراقبة الترند المحلي في اليوتيوب ومراقبة الترند المحلي في تويتر وغيرهما، ربما تكون هذه الأدوات والمعايير غير دقيقة لكنها أكثر تجردا وصراحة في استقراء سلوك المجتمع وأفضل في عينة مراقبة سلوك المجتمع.

وحيث إن الفترة القريبة السابقة كانت مشبعة وحافلة بالمتغيرات والمفاجآت بالنسبة لمجتمعنا، أعتقد أن المجتمع خاض فيها تجارب مختلفة وواجه مستجدات وتحديات كثيرة مما يجعل المجتمع يتجه إلى الأفضل، ويزيد من وعي المجتمع، ويزيد من شيوع سلوك تحمل ومشاركة المسؤولية بين أفراد المجتمع، لا أنكر وجود بيئات لا تزال غائبة عن الوعي تشيع من خلالها الشائعات والخرافات ويسلك أفرادها سلوكا غير واع ولا مسؤول لكنها لا تمثل الغالبية ولا تمثل حتى السلوك الجمعي للمجتمع.

وغاية وعي المجتمع هي أن يفهم كل فرد من أفراده دوره في تحقيق مصالح المجتمع ويتشارك مسؤولية هذا المجتمع من خلال سلوكه في حياته اليومية ويفهم أيضا أن تبعات سلوك المجتمع لا يتحملها إلا المجتمع نفسه.

فالمجتمع جزء أساس من قوى الدولة التي تحارب الجريمة وتساعد في توفير الأمن وتساعد في القضاء على الأوبئة وتساعد في التعامل مع الكوارث والأزمات وتساعد في سيادة النظام في كل تفاصيل حياة المجتمع أيضا، فوعي المجتمع في نظري هو أهم وأقوى من باقي أدوات الدولة، يبقى السؤال كيف يمكن أن نزيد من وعي المجتمع وكيف يمكن أن يكون هذا الوعي شاملا ومستغرقا لكل أفراد المجتمع؟وفي ظني أن التعليم هو أهم أداة لنشر الوعي واستغراقه في المجتمع بقسميه العام والعالي من خلال المناهج ومن خلال الأنشطة في خدمة المجتمع والتطوع له وتحمل مسؤوليته أيضا، كما هو الحال في الدول المتقدمة، حيث يلزم الطالب في كل المراحل بساعات تطوعية، يمارس من خلالها التطوع للمجتمع ويتشارك هو مسؤولية أفراده وسلامتهم وخدمتهم ومسؤولية سيادة النظام أيضا.