أرامكو ترد على المشككين بتجاوز التريليوني دولار

اكتسحت القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية مستوى تريليوني دولار، في أقل من جلستي تداول بعد إدراجها في سوق الأسهم السعودية، بعد أن قفز سهم أرامكو السعودية بالنسبة القصوى مع افتتاح الجلسة الثانية للسهم مسجلا 38.70 ريالا، لتسجل القيمة السوقية للشركة نحو 7.74 تريليونات ريال، بما يعادل 2.06 تريليون دولار، متجاوزة المستوى الذي كانت استهدفته الحكومة السعودية للتقييم البالغ تريليوني دولار.

ويعكس وصول القيمة السوقية لأرامكو لتريليوني دولار مع بدء تداول أسهمها أمس، أن التقييم الذي سبق أن أعلنه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان كان مهنيا وقائما على معطيات حقيقية تعكس حجم الشركة وواقعها وقوتها كأكبر مصدر للنفط في العالم، وليس كما روج له المشككون في الإعلام الغربي.

ويؤمن الأمير محمد بن سلمان بلغة الأرقام، كونها اللغة التي لا يمكن التلاعب فيها، وحينما صرح قبل 3 سنوات عن توقعه بحجم القيمة السوقية بناء على التقييم، كان واثقا بأن هذا الرقم سيتحقق بوصفه التقييم العادل لشركة بحجم أرامكو.

ويمثل بلوغ القيمة السوقية لأرامكو تريليوني دولار انتصارا للواقعية الاقتصادية أمام المهاترات الإعلامية التي لم تستطع منذ 2016 إثبات صدقية حملات التشكيك التي قادتها للتأثير على أرامكو.

ورغم قوة الحملات الإعلامية التي حاولت التشكيك بقيمة أرامكو إلا إن السعودية واجهتها بصمت وحكمة وعمل دؤوب أثبت في نهاية المطاف انحيازية تلك الحملات وعدم مهنيتها أو استنادها إلى وقائع اقتصادية مثبتة.

وما يذكره الأمير محمد بن سلمان في لقاءاته ومقابلاته الصحفية أقل ما يمكن وصفه بأنه برنامج عمل قابل للتحقق على أرض الواقع، لا تحكمه الانطباعات أو مجرد التوقعات. فجميع الوعود التي أطلقها ولي العهد منذ 2016، إما أنها تحققت أو في طريقها إلى التحقق، وآخرها وصول القيمة السوقية لأرامكو لذات الرقم (2 تريليون دولار) الذي تحدث عنه قبل 3 سنوات.

تداولات قياسية

وسجل سهم أرامكو السعودية في جلسة أمس تداولات قياسية وتاريخية غير مسبوقة لم يشهدها سوق الأسهم السعودي منذ إنشائه. حيث شهد سهم أرامكو في ثاني جلساته بالسوق السعودية أعلى تداولات على الإطلاق من حيث القيمة، والتي قاربت 15.9 مليار ريال، ويعد رقما قياسيا جديدا، محطما الرقم المسجل من سهم «بترورابغ» في أولى جلسات إدراجه بالسوق السعودية بتاريخ 27 يناير 2008 حيث بلغت قيمة التداولات على السهم حينها 10.9 مليارات ريال.

كما شهد سهم «أرامكو» تداولات كثيفة من حيث الكمية، حيث بلغت كمية التداولات على السهم نحو 418 مليون سهم كثاني أعلى كمية تداولات تشهدها السوق السعودية منذ إطلاقه بعد «مصرف الإنماء» بنحو 598 مليون سهم جلسة 3 يونيو 2008.

مكاسب 5%وأغلق سهم أرامكو في ثاني أيام تداوله على ارتفاع بنحو 5 % عند 36.80 ريالا، بعد أن افتتح الجلسة على مكاسب بالنسبة القصوى عند 38.70 ريالا، فيما كان أدنى سعر للسهم عند 36 ريالا.

وأظهرت فترة ما قبل الافتتاح في السوق السعودية، أمس، أن سعر الافتتاح الافتراضي لـ»أرامكو السعودية» وصل عند 38.70 ريالا بزيادة 10% مقارنة بسعر إغلاق جلسة أمس، وبلغت الكمية الافتراضية نحو 80 مليون سهم. وبلغت الطلبات على السهم أكثر من 120 مليون سهم على سعر 38.70 ريالا وأعلى منه.

مشروعات محلية

وقال وزير المالية محمد الجدعان إن عائدات طرح أرامكو السعودية ستستخدم بشكل كبير، في مشروعات بالاقتصاد المحلي، حيث سيكون صندوق الاستثمارات العامة المحرك الأول، وهو ما سيجذب بعد ذلك بشكل أساسي المزيد من مشاركة القطاع الخاص.

احتفاظ بالثروة

وأوضح الجدعان في تصريح لوكالة «رويترز»، أن تغطية السعوديين الأفراد لثلث مبيعات الأسهم تعد أمرا إيجابيا بالنسبة «للاحتفاظ بالثروة وللمدخرات». وذكر أن الإدراج ينبغي أن يساعد في المدى الطويل على تعزيز أسواق المال السعودية وجذب الاستثمار الأجنبي.

جذب الاهتمام

وقال «أصل بهذه الجودة يجذب الكثير من الاهتمام، عندما تجذب الاهتمام لهذه الشركة فإنك بالتالي تجذب الاهتمام لأصول أخرى في البلاد لم تكن لتكون جذابة بمفردها في ظروف أخرى بالنسبة للمستثمرين الدوليين».

الانضمام للمؤشر الأربعاء

وأعلنت شركة السوق المالية السعودية «تداول» عن الانضمام السريع لشركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» إلى مؤشر السوق الرئيسة «تاسي» ومؤشر قطاع الطاقة حسب منهجية مؤشرات تداول، وذلك من بداية التداول في يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2019.

17 ديسمبر الانضمام لـ «إم إس سي آي»

من جهتها أعلنت «إم إس سي آي» إدراج «أرامكو» في مؤشراتها في مرحلة واحدة ابتداء من إغلاق 17 ديسمبر 2019 والذي سيكون نافذا يوم 18 ديسمبر 2019.

وقالت «إم إس سي آي» إنه سيتم ضم «أرامكو» استنادا إلى سعر الإغلاق في أول يوم للتداول في السوق السعودية البالغ 35.20 ريالا.

وأشارت إلى أن وزن أرامكو السعودية يقدر بـ 0.16% في مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة، و6.03% في مؤشر»إم إس سي آي» للسوق السعودية.

وانتهت في أغسطس الماضي المرحلة الثانية والأخيرة لانضمام السوق السعودية إلى مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة بوزن 2.8% من إجمالي قيمة المؤشر.