مطالب لبنانية بطرد السفير الإيراني

غضب عارم في بيروت بعد تصريحات مستشار قائد الحرس الثوري
غضب عارم في بيروت بعد تصريحات مستشار قائد الحرس الثوري

الأربعاء - 11 ديسمبر 2019

Wed - 11 Dec 2019

تصاعدت مطالب عدد من السياسيين اللبنانيين بطرد السفير الإيراني في بيروت، على خلفية التصريحات المهينة لمستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، مرتضى قرباني، المثيرة للجدل، والتي استباح فيها لبنان واعتبره إحدى المقاطعات التابعة لبلاده.

وتوالت ردود الفعل الغاضبة، ونقلت «العربية نت» عن رد وزير العدل السابق، اللواء أشرف ريفي قوله «من مكن النظام الإيراني من الوصول إلى هذه الوقاحة والاستباحة للبنان كأنه أرض سائبة؟ قرباني يريد أن يرد على إسرائيل من لبنان وليس من إيران، ولو كان لدينا سلطة تتحلى بالكرامة لطردت سفير إيران».

وفيما استنكر وزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب تصريحات قرباني، غرد النائب نهاد المشنوق قائلا «انتهى الزمن الذي يستسهل فيه البعض استخدام لبنان ساحة حرب للمشروع الإيراني. لو أعطانا المسؤول الإيراني درسا واحدا في المقاومة من بلده، بدل رمي كرة المواجهة ووضع اللبنانيين واجهة لمشروعه في المنطقة، لكنا فهمنا، ولكن أيضا رفضنا».

وتابع «نحن لسنا دروعا بشرية لأي مشروع في المنطقة. ويجب أن يعلم هذا المسؤول الإيراني أن لبنان تغير ولن يتأثر بكلامه، بل سيقف درعا في وجه أعماله. لبنان ليس ولاية إيرانية، ولن يكون».

وكان مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني قال إنه «في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران فستسوى تل أبيب بالتراب انطلاقا من لبنان»، وأضاف «الأحداث الأخيرة في لبنان والعراق وإيران تهدف إلى ضرب وحدة جبهة المقاومة بما فيها إيران»، في إشارة إلى التظاهرات والحراك الذي انطلق في لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي.

حجارة حزب الله

ويواصل المحتجون اللبنانيون تظاهرهم مطالبين برحيل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد، ويحملونها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي، إضافة إلى البطالة والأعباء الاقتصادية.

وأثارت التظاهرات حفيظة بعض أنصار حزب الله في الداخل اللبناني، حيث عمدوا في 25 نوفمبر الماضي إلى مهاجمة المحتجين في وسط بيروت، وألقوا الحجارة عليهم ووجهوا لهم الشتائم، مرددين هتافات مؤيدة للحزب ولأمينه العام حسن نصرالله ورئيس البرلمان اللبناني رئيس حركة أمل نبيه بري.

ويتلقى حزب الله دعما بالمال والسلاح من إيران. واعترف الحزب أكثر من مرة أن أمواله تأتي من طهران، وأنه يدين بالولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي، كما أعلن نصرالله في خطاب ألقاه في سبتمبر الماضي استعداده للدفاع عن إيران في حال تعرضت لأي هجوم.

عودة الحريري

على صعيد متصل تواصلت المشاورات في لبنان لتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري. وتحاول الأطراف السياسية التوصل إلى صيغة جديدة لتشكيل حكومة تكنوقراط، مدعومة دوليا عبر مؤتمر باريس لمساعدة لبنان الذي انطلق أمس.

واستضافت العاصمة الفرنسية باريس أمس اجتماع عمل لمجموعة الدعم الدولي للبنان برئاسة الأمم المتحدة وفرنسا، لبحث تشكيل حكومة جديدة ذات مصداقية وفعالية تتخذ القرارات اللازمة من أجل تعافي الاقتصاد.

ودعا منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان يان كوبيش في تصريح السلطات اللبنانية لتلبية مطالب المتظاهرين منذ 54 يوما، المطالبين بحقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، بهدف بناء مستقبل يضمن لهم العيش بكرامة في بلدهم.

وذكر كوبيش أن العالم يحيي اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وبدون حقوق إنسان لا توجد عدالة ولا مساواة ولا سلام ولا استقرار ولا تنمية، حاثا قادة لبنان المسؤولين عن هذه الحالة في لبنان على الالتفات أخيرا إلى تلك المطالب.