ماجد الصقور

القيادة التحويلية..محمد بن سلمان أنموذجا

الخميس - 05 ديسمبر 2019

Thu - 05 Dec 2019

يقول عالم الاجتماع جيمس بيرنز في كتابه القيادة عام 1978 إن القيادة التحويلية (Transformational Leadership) تحدث عندما يقوم قائد ما بتحفيز بقية أفراد المجموعة، ودفعهم لمستويات أعلى من الأخلاق والطموحات والرغبات الجامحة. إن القائد التحويلي في عصرنا الحديث هو القائد الذي يقوم يحدد التحديات والمصاعب التي تواجه المجموعة، والموارد المتاحة في الوقت الحاضر، ويبني رؤية مستقبلية تعتمد على قدرات أفراد المجموعة للوصول لعهد الازدهار المنشود.

لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تقرأ الكلام أعلاه ولا يتبادر إلى ذهنك قائد بلادنا التحويلي وعراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان الذي تنطبق عليه الصفات القيادية أعلاه، كما تنطبق عليه مكونات القيادة التحويلية الأربعة:

الحافز الإلهامي: منذ اعتماد رؤية المملكة 2030 وولي العهد يؤمن إيمانا كبيرا أن هذه الرؤية لن تتحقق دون الاعتماد الكامل على الشعب السعودي ومهاراتهم ومثابرتهم وحبهم لأن تكون المملكة العربية السعودية من أفضل البلدان العالمية ازدهارا ونموا. من هنا جاءت عبارات المدح والإطراء من القائد لشعبه لتعزيز روح المجموعة، ووصفت همة الشعب السعودي بجبل شامخ كطويق، وطموحه بملامسة عنان السماء، وقد قال ذات يوم «إن ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله».

التنشيط الفكري: يؤمن ولي العهد أن التعلم والإبداع والابتكار عبارة عن قيم أساسية يجب أن تتوفر في الشعب السعودي، وأن رؤية الوطن ستواجه التحديات والمخاطر بتلمس أفكار الشعب وتلبية رغباته. وينقل عنه اهتمامه الكبير بتواجد الشاب والفتاة السعوديين في جميع المشاريع الحيوية التي يتابع سير عملها، حيث يقول «أعيش بين شعب عظيم وجبار لا يعترف بالصعاب»، إن وجود قائد تحويلي وملهم كولي العهد يشجع الجميع أفرادا ومجموعات على الاجتهاد والابتكار والتفكير التلقائي، كما يعتبر داعما نشطا لكل شخص من أبناء وبنات الوطن بأن لهم دورا حيويا تجاه وطنهم وأجياله القادمة.

الاعتبار الفردي: يولي ولي العهد اهتماما كبيرا لتطوير الأفراد من الشباب السعودي من الجنسين، وتدريبهم وإلحاقهم بدورات الاستشارة المختلفة لتقويتهم حتى يكونوا في كامل الجاهزية لتطوير المجموعات التي ينتمون إليها، وتطبيق نظرية الفكر المستنير من أجل الصالح العام لبلدنا الغالية. فهو مهتم بمخرجات برامج الابتعاث في الهيئات الجديدة التي وجدت لدعم رؤية المملكة، وتغطية الجوانب الثقافية والسياحية ومدن الألعاب والمشاريع التنموية الجديدة. هو مؤمن أن الاستثمار في الأفراد من الشعب السعودي سيؤدي لنتائج إيجابية على المدى البعيد، كيف لا وهو من قال «بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة عندما وحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد».

الجاذبية والتأثير (الكاريزما): هذا المكون بالذات من مكونات القيادة التحويلية تجده في نظرات الشعب السعودي لعراب الرؤية، وتتبع أخباره وعاصفة التصفيق التي تتبع ذكر اسمه في أي محفل، سواء كان ثقافيا أو رياضيا تشهده مدن المملكة. مع أي إطلالة لولي العهد أو لقاء تلفزيوني تجد مواقع التواصل الاجتماعية تعج بصوره ومقولاته، فالشباب السعودي يؤمن كثيرا في هذا القائد، ويعلمون تماما أنه قريب منهم ومن مشاكلهم، وأنه سيكون الدافع الأول لهم لتحقيق النمو الاقتصادي والحضاري لهذه البلاد الطاهرة. رؤية ولي العهد تستحق أن نعمل من أجل تحقيقها ليل نهار، وكثير من الشباب السعودي يحاكون شخصيته واهتماماته لأنهم يرونه قائدا صاحب رؤية ورسالة واضحة، هو قائد جاء ليعمل فقط.

في الختام، هذا القائد التحويلي يحتاج دعمنا وأفكارنا وتضحياتنا وترجمة كل أقواله إلى أفعال، فالأمم المتقدمة بلغت مبلغها بدعم شعوبها ورغبتهم في نهضتها وتميزها. إن التفاؤل برؤيتنا ومستقبل بلدنا أولى خطوات التنفيذ وترجمتها إلى أفعال. الاعتماد الكامل على النفط سينتهي وسنصبح بلدا يعتمد على اقتصاد متنوع يقوده قائد طموح ويرتكز على ابتكار واجتهاد وعقول أبنائنا وبناتنا. الأجيال القادمة ستفتخر بنا بدلا من أن تحاسبنا على تقصيرنا.

@magiedalsqoor