صراع الثقافات وفشل إدارة المشروعات
الاثنين - 02 ديسمبر 2019
Mon - 02 Dec 2019
في السبعينات من القرن الماضي عندما تفوقت الشركات اليابانية على الشركات الأمريكية والأوروبية، تحرك علماء الإدارة الغربيون لمعرفة سر نجاح الشركات اليابانية ونموها في الوقت الذي تعاني فيه الشركات الأمريكية والأوروبية من التراجع وضعف النمو، وصدرت وقتها أربعة من أشهر كتب الإدارة في هذا المجال «نظرية z»، «فن الإدارة اليابانية»، «ثقافة المنظمة»، «البحث عن الامتياز»، هذه الكتب شخصت أسباب ضعف أداء الشركات الأمريكية، وأسباب نجاح الشركات اليابانية واكتساحها للأسواق، وقدمت وصفة عملية وعلمية لمساعدة رجال الأعمال الغربيين لمواجهة المنافسة اليابانية.
هذه الدراسات توصلت إلى أن سر التفوق الياباني يعود إلى القيم التي تشكل في مجملها الثقافة المحلية اليابانية، هذه القيم لعبت دورا كبيرا في تشكيل وتكوين ثقافة الشركات في اليابان، والتي أصبحت تعرف فيما بعد بـ «الثقافة التنظيمية»، وأن القيم الثقافية اليابانية تمنح المنظمات مزايا تنافسية، وتساعد في تحسين أدائها، كونها ارتبطت بشكل مباشر بمجموعة من المبادئ الأساسية التي يجري ابتكارها وتطويرها بواسطة جماعة معينة للتعايش والتكيف مع مشاكل بيئتها الخارجية، ومحاولة إيجاد نوع من الاندماج الفعال داخليا، شريطة أن تثبت صحتها، وتنقل للأعضاء الجدد على أنها الطريق الصحيح لفهم مشاكل التنظيم.
وأكدت الدراسات اللاحقة أن ثقافة المنظمات (الثقافة التنظيمية) تتأثر بشكل مباشر بالثقافة الوطنية (المحلية)، وأن المنظمات لا يمكن فصلها عن البيئة المحيطة بها، ولأن الأفراد العاملين في تلك المنظمات أتوا وهم يحملون ثقافتهم الوطنية معهم، فإن القيم التي تشكل الثقافة المحلية (الوطنية) إما أن تعمل كمحرك ومحفز لنجاح الشركات أو المؤسسات العامة أو تعمل على تعطيل وعرقلة نجاحها.
وبين ما يدور خلف المكاتب المغلقة من سلوك إداري في المنظمات كالشللية الإدارية والواسطة والمحسوبية، والمحاباة وما يتصل بها من ممارسات إدارية سلبية، وما يسود في الثقافة اليابانية من قيم تشجع على الاندماج، وسيادة مبدأ الكفاءة والجدارة؛ فرق شاسع يؤصل لنشوء الثقافات الفرعية والثقافات المتضادة التي تعمل لمصلحة المناطقية والطبقية والقبائلية، ويخلق صراعا بين أنصار تلك الثقافات، وجميعها لا تخدم مصلحة المنظمة.
هذه الصراعات تسهم في الفشل في إدارة المشاريع، والسبب في ذلك عجز المديرين في مواءمة أو أقلمة سلوك المشروعات التي ترتكز على المهنية والإنجاز مع قواعد ومعايير الثقافة السائدة كالشللية الإدارية والواسطة والمحسوبية، والمحاباة.
mohdalofi@
هذه الدراسات توصلت إلى أن سر التفوق الياباني يعود إلى القيم التي تشكل في مجملها الثقافة المحلية اليابانية، هذه القيم لعبت دورا كبيرا في تشكيل وتكوين ثقافة الشركات في اليابان، والتي أصبحت تعرف فيما بعد بـ «الثقافة التنظيمية»، وأن القيم الثقافية اليابانية تمنح المنظمات مزايا تنافسية، وتساعد في تحسين أدائها، كونها ارتبطت بشكل مباشر بمجموعة من المبادئ الأساسية التي يجري ابتكارها وتطويرها بواسطة جماعة معينة للتعايش والتكيف مع مشاكل بيئتها الخارجية، ومحاولة إيجاد نوع من الاندماج الفعال داخليا، شريطة أن تثبت صحتها، وتنقل للأعضاء الجدد على أنها الطريق الصحيح لفهم مشاكل التنظيم.
وأكدت الدراسات اللاحقة أن ثقافة المنظمات (الثقافة التنظيمية) تتأثر بشكل مباشر بالثقافة الوطنية (المحلية)، وأن المنظمات لا يمكن فصلها عن البيئة المحيطة بها، ولأن الأفراد العاملين في تلك المنظمات أتوا وهم يحملون ثقافتهم الوطنية معهم، فإن القيم التي تشكل الثقافة المحلية (الوطنية) إما أن تعمل كمحرك ومحفز لنجاح الشركات أو المؤسسات العامة أو تعمل على تعطيل وعرقلة نجاحها.
وبين ما يدور خلف المكاتب المغلقة من سلوك إداري في المنظمات كالشللية الإدارية والواسطة والمحسوبية، والمحاباة وما يتصل بها من ممارسات إدارية سلبية، وما يسود في الثقافة اليابانية من قيم تشجع على الاندماج، وسيادة مبدأ الكفاءة والجدارة؛ فرق شاسع يؤصل لنشوء الثقافات الفرعية والثقافات المتضادة التي تعمل لمصلحة المناطقية والطبقية والقبائلية، ويخلق صراعا بين أنصار تلك الثقافات، وجميعها لا تخدم مصلحة المنظمة.
هذه الصراعات تسهم في الفشل في إدارة المشاريع، والسبب في ذلك عجز المديرين في مواءمة أو أقلمة سلوك المشروعات التي ترتكز على المهنية والإنجاز مع قواعد ومعايير الثقافة السائدة كالشللية الإدارية والواسطة والمحسوبية، والمحاباة.
mohdalofi@