الأمن يقتل 45 عراقيا لاسترضاء طهران

حذرت من صراع مسلح وبركة دماء في حال تدخل زعماء القبائل في الجنوب
حذرت من صراع مسلح وبركة دماء في حال تدخل زعماء القبائل في الجنوب

الاحد - 01 ديسمبر 2019

Sun - 01 Dec 2019

قالت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، إن قوات الأمن العراقية قتلت 45 شخصا قبل يومين في الناصرية الجنوبية استرضاء لطهران، في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية في النجف، الذي جسد المشاعر المعادية لإيران من قبل المتظاهرين العراقيين.

ووصفت الصحيفة البريطانية الحادث الدموي بأنه استعراض القوة الغاشمة في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية، وقالت إنه واحد من أسوأ الحوادث منذ اندلاع الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة.

وتتزايد المخاوف من انهيار البلدين بشكل كامل في ظل الغضب الشعبي الذي يسيطر على الشارع، بعدما اقترب القتلى من 400 شخص في العراق.

إيران مذعورة

ونقلت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، عن مسؤول مقرب من النظام الإيراني، أن طهران تشعر بالذعر والرعب من الانتفاضة الشعبية التي تشهدها العراق ولبنان، والغضب الشعبي ضد نفوذ حكومة الملالي في الدولتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تخشى من تدخل قبائل العراق ضدها، وحذرت من دفع العراق نحو صراع مسلح بعد حرق قنصليتها في النجف.. وفقا لـ»العربية نت».

وأشارت الصحيفة في تقرير حديث إلى أن البرلمان العراقي سيبدأ عملية انتخاب رئيس وزراء جديد بعد استقالة عادل عبدالمهدي، حيث سيتعين على خليفته مواجهة الاضطرابات الشديدة التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، والتي دفعت قوات الأمن ضد المتظاهرين منذ نحو شهرين.

استياء ضد طهران

وتشير الصحيفة إلى أن الحملة الأمنية لم تخلق إلا استياء متزايدا ضد إيران والطبقة السياسية في العراق، وأصبحت المواجهة بين المتظاهرين المتحدين في الشوارع والطبقة السياسية المحاصرة أكثر ترسخا.

وتابعت «العراق بات على المحك، والسؤال هو ما إذا كان عراق ما بعد صدام، الذي شيدته الولايات المتحدة الأمريكية، يظل قابلا للتطبيق بعد 16 عاما من الغزو الذي أطاح بنظام البلاد وأعاد توازن القوى في المنطقة».

ولفتت إلى أنه منذ عام 2003، تم تقسيم الحكم العراقي على أسس طائفية، وكانت مؤسساته تستخدم الحكومات كإقطاعيات للوزراء الذين غالبا ما تكون ولاءاتهم ليست للدولة العراقية.

وكانت إحدى النتائج هي الفساد المستشري والمحسوبية في جميع أنحاء القطاع العام في البلاد، والذي سلب ثروة البلاد النفطية وترك الكثير من العراقيين دون فرص، بحسب الصحيفة.

بركة دماء

وقال أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد توبي دودج، إن نظام ما بعد 2003 الذي ضم الفساد في الدولة العراقية، وكذلك الطائفية والإكراه، بدأ في الانهيار - والعنف الآن هو نتيجة لذلك.

وحذرت «ذا جارديان» البريطانية، من الصراع المسلح الذي قد يؤدي إلى بركة دماء، وقالت إن زعماء القبائل في جنوب العراق، حيث تركزت أعمال العنف الأخيرة، قد انقلبوا على قوات الأمن في أعقاب عمليات القتل، التي يقولون إنها كانت موجهة من قبل المسؤولين الإيرانيين الذين لعبوا دورا رئيسيا في الحملة.

نزاع دموي

وتواجه إيران ضغوطا على الجبهة الداخلية وانتفاضة في لبنان، حيث يلعب حزب الله، الإرهابي دورا حيويا في شؤون البلد الهش.

وقال مسؤول إقليمي على دراية بالملف الإيراني «في لبنان والعراق، هم على قدم وساق في الحرب.. قد يكونون قادرين على تهدئة الأمور في لبنان، لكن في العراق لديهم القبائل التي يتعاملون معها، وهذا هو المكان الذي يخفقون فيه». وتابع «ما أطلق العنان في الجنوب على وجه الخصوص هو نزاع دموي، وهم يلومون إيران ووكلاءها على ذلك. إنها أرض خطيرة للغاية وغير مملوكة لطهران».

وطالب زعماء القبائل في محافظة ذي قار بمحاسبة قوات الأمن وقادة الميليشيات المسؤولين عن عمليات القتل في الناصرية. ويدفع هذا الموقف بالأحداث إلى المواجهة التي تلوح في الأفق الآن، باعتبارها أخطر ما واجهته إيران في الشرق الأوسط بعد صدام.

العامري يخلف عبدالمهدي

وكشفت الصحيفة البريطانية أن من بين المرشحين الذين سيحلون محل عبدالمهدي، هادي العامري، قائد وحدات الحشد الشعبي، التي تشكلت بعد سيطرة «داعش» على شمال العراق، وأصبحت منذ ذلك الحين واحدة من أقوى المؤسسات في العراق.

وأمام البرلمان العراقي 15 يوما لتعيين رئيس وزراء جديد، لكن في الماضي لم يتم تسمية القادة الجدد إلا بعد شهور، كما أن الفشل في التوصل إلى إجماع بين الفصائل قد يغرق العراق في الهاوية.