المشهد التنموي في عسير
الجمعة - 29 نوفمبر 2019
Fri - 29 Nov 2019
منذ تسلم الأمير تركي بن طلال مهام عمله كأمير لمنطقة عسير والمنطقة تشهد مفهوما جديدا للعمل والتنمية، هذا المفهوم ينطلق من خلال محددات كثيرة ومؤشرات أكثر تحديدا تساهم في عملية قياس الأداء وتتبع مكامن الخلل وعلاجه بأقصر الطرق وأنجعها.
المركزية في صنع القرار في الإدارات الخدمية بدأت تقل، والأمير والإمارة يمارسان أدوارا محورية تنموية واجتماعية، تختصر مسافات البناء وتسرع من شواهد الإنجازات.
ولعل الأمير خالد الفيصل في كتابه المشهور مسافة التنمية وشاهد عيان، هو أول من أصل هذا الدور المحوري التنموي لأمير المنطقة والإمارة ولهذا المفهوم، وجعله الشكل الذي قامت عليه كثير من المشاريع التنموية في عسير في العقود الماضية.
في تصوري الشخصي أرى أن دور إمارات المناطق يجب أن لا يقتصر على أبعاد أمنية تنظيمية فقط كما يظن البعض، وقد جاء بيان ذلك وتفصيله في نظام المناطق وفي مادته السابعة، وتحديدا في الفقرتين (ج) و(د)، بل يجب أن تكون الإمارة المظلة التي تستظل بها جميع الأجهزة الخدمية لتكون في بعدها الأمني والتنظيمي أساسا يخدم عجلة التنمية ويدفعها ويحاسب المقصر، ومن ثم يقاس العمل وتحدد آلياته ومدى تطابقها مع حجم التطلعات والآمال والظروف والإمكانات.
يحسب لأمير عسير أنه كسر البروتوكول الإداري المعتاد، وجعل من حراكه ومتابعاته أسلوب عمل إداري جديد في المنطقة، يعتمد على التواصل المباشر مع المسؤول المعني، ورفع مستوى التواصل مع الإدارات ذات العلاقة وكذلك مع المواطن، وإذابة كل أشكال وشكليات البيروقراطية الإدارية القديمة التي كانت تستهلك الوقت وتستنزف الإمكانات.
في قريتنا الصغيرة (مصاولي) التي تبعد عن أبها مسافة 39 كلم شمالا، فوجئ الناس بحضور الأمير وهو يقود سيارته بنفسه، إحساس جميل انتابهم وهم يرون ممثل ولي الأمر في منطقتهم يزورهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عنهم، هذا تجلى في أحاديثهم ومشاعرهم الصادقة وعفويتهم في تفسير هذا الحدث والتنبؤ بتبعاته المستقبلية. هذه المبادرة ومثيلاتها أصبحت حاليا نهج عمل وأسلوب أداء يلمسه الناس في كل أرجاء منطقة عسير.
وسائل التواصل الاجتماعي زاد حجم تغطياتها للأحداث التنموية في سباق مع الزمن وتعدد الفعاليات، فعسير تشهد تسارعا في المفاهيم التنموية قبل البدء في تدشين مشاريع يريدها المواطن ويحلم بها، هذه المفاهيم التي ترسخ حس المسؤولية في وجدان المواطن وتجعله شريكا ورقيبا لكل أشكال ذلك الحراك التنموي والمناشط الاجتماعية المختلفة، فعلى سبيل المثال إحدى الديوانيات تدارست موضوع الذوق العام وأصلته على مستوى العرف والتقاليد التي كانت موجودة في منطقة عسير، وبعد ذلك تم الخروج بعدد من التوصيات التي كان منطلقها المشاركة المجتمعية ودافعها ذلك الحراك الذي بدأه الأمير وترعاه الإمارة.
أما المنجزات فالجميع ينتظرها ويأمل أن تكون ثمرات هذا الزخم الثقافي والإعلامي والإداري مشاريع قادمة تغير واقع المنطقة إلى الأفضل، وتلامس تطلعات المواطنين الدائمة في غد أفضل وأجمل، ولعل طريق العز الذي يربط بين مركز كحلا وخشم عنقار في الحد الجنوبي خير شاهد على هذا التطور الكبير في إقرار المشاريع وإرسائها على المقاول الكفء، ومتابعتها وإخراجها بالصورة التي كنا وما زلنا نرجوها ونطلبها.
إن هذا المشروع ليعد مفخرة كونه أخرج المفهوم التنموي من دوامات الخلل والتقصير والتأخير ونقص الجودة، ليصبح شاهدا على حقبة تنموية جديدة تراعي المواطن وتتابع احتياجاته من المشاريع، وتزيد من أساليب الرقابة والمتابعة ليصبح المواطن شريكا في الإقرار والتنفيذ والمتابعة.
هذا المشروع استغرق تنفيذه عشرة أشهر دون تأخير أو تعطيل وبقيمة معقولة جدا، كل ذلك يؤكد أن عسير مقبلة على طفرة نوعية في العمل والمفاهيم التنموية، شاهد ذلك حراك تساهم به الأجهزة المعنية وتتابعه الإمارة وتدفعه إلى الأمام، كل ذلك بتوجيهات أمير المنطقة وهمته العالية في المتابعة والتدقيق والمحاسبة، وبعد ذلك إنسان عسير ودوره في التماهي والانسجام مع هذه الرؤية الجديدة في العمل والبناء والتطوير.
@alaseery2
المركزية في صنع القرار في الإدارات الخدمية بدأت تقل، والأمير والإمارة يمارسان أدوارا محورية تنموية واجتماعية، تختصر مسافات البناء وتسرع من شواهد الإنجازات.
ولعل الأمير خالد الفيصل في كتابه المشهور مسافة التنمية وشاهد عيان، هو أول من أصل هذا الدور المحوري التنموي لأمير المنطقة والإمارة ولهذا المفهوم، وجعله الشكل الذي قامت عليه كثير من المشاريع التنموية في عسير في العقود الماضية.
في تصوري الشخصي أرى أن دور إمارات المناطق يجب أن لا يقتصر على أبعاد أمنية تنظيمية فقط كما يظن البعض، وقد جاء بيان ذلك وتفصيله في نظام المناطق وفي مادته السابعة، وتحديدا في الفقرتين (ج) و(د)، بل يجب أن تكون الإمارة المظلة التي تستظل بها جميع الأجهزة الخدمية لتكون في بعدها الأمني والتنظيمي أساسا يخدم عجلة التنمية ويدفعها ويحاسب المقصر، ومن ثم يقاس العمل وتحدد آلياته ومدى تطابقها مع حجم التطلعات والآمال والظروف والإمكانات.
يحسب لأمير عسير أنه كسر البروتوكول الإداري المعتاد، وجعل من حراكه ومتابعاته أسلوب عمل إداري جديد في المنطقة، يعتمد على التواصل المباشر مع المسؤول المعني، ورفع مستوى التواصل مع الإدارات ذات العلاقة وكذلك مع المواطن، وإذابة كل أشكال وشكليات البيروقراطية الإدارية القديمة التي كانت تستهلك الوقت وتستنزف الإمكانات.
في قريتنا الصغيرة (مصاولي) التي تبعد عن أبها مسافة 39 كلم شمالا، فوجئ الناس بحضور الأمير وهو يقود سيارته بنفسه، إحساس جميل انتابهم وهم يرون ممثل ولي الأمر في منطقتهم يزورهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عنهم، هذا تجلى في أحاديثهم ومشاعرهم الصادقة وعفويتهم في تفسير هذا الحدث والتنبؤ بتبعاته المستقبلية. هذه المبادرة ومثيلاتها أصبحت حاليا نهج عمل وأسلوب أداء يلمسه الناس في كل أرجاء منطقة عسير.
وسائل التواصل الاجتماعي زاد حجم تغطياتها للأحداث التنموية في سباق مع الزمن وتعدد الفعاليات، فعسير تشهد تسارعا في المفاهيم التنموية قبل البدء في تدشين مشاريع يريدها المواطن ويحلم بها، هذه المفاهيم التي ترسخ حس المسؤولية في وجدان المواطن وتجعله شريكا ورقيبا لكل أشكال ذلك الحراك التنموي والمناشط الاجتماعية المختلفة، فعلى سبيل المثال إحدى الديوانيات تدارست موضوع الذوق العام وأصلته على مستوى العرف والتقاليد التي كانت موجودة في منطقة عسير، وبعد ذلك تم الخروج بعدد من التوصيات التي كان منطلقها المشاركة المجتمعية ودافعها ذلك الحراك الذي بدأه الأمير وترعاه الإمارة.
أما المنجزات فالجميع ينتظرها ويأمل أن تكون ثمرات هذا الزخم الثقافي والإعلامي والإداري مشاريع قادمة تغير واقع المنطقة إلى الأفضل، وتلامس تطلعات المواطنين الدائمة في غد أفضل وأجمل، ولعل طريق العز الذي يربط بين مركز كحلا وخشم عنقار في الحد الجنوبي خير شاهد على هذا التطور الكبير في إقرار المشاريع وإرسائها على المقاول الكفء، ومتابعتها وإخراجها بالصورة التي كنا وما زلنا نرجوها ونطلبها.
إن هذا المشروع ليعد مفخرة كونه أخرج المفهوم التنموي من دوامات الخلل والتقصير والتأخير ونقص الجودة، ليصبح شاهدا على حقبة تنموية جديدة تراعي المواطن وتتابع احتياجاته من المشاريع، وتزيد من أساليب الرقابة والمتابعة ليصبح المواطن شريكا في الإقرار والتنفيذ والمتابعة.
هذا المشروع استغرق تنفيذه عشرة أشهر دون تأخير أو تعطيل وبقيمة معقولة جدا، كل ذلك يؤكد أن عسير مقبلة على طفرة نوعية في العمل والمفاهيم التنموية، شاهد ذلك حراك تساهم به الأجهزة المعنية وتتابعه الإمارة وتدفعه إلى الأمام، كل ذلك بتوجيهات أمير المنطقة وهمته العالية في المتابعة والتدقيق والمحاسبة، وبعد ذلك إنسان عسير ودوره في التماهي والانسجام مع هذه الرؤية الجديدة في العمل والبناء والتطوير.
@alaseery2