السعودية والإمارات.. تكامل الريادة والرخاء

محمد بن زايد: تكاملنا نموذج فريد يضع البلدين في مكانة متميزة على خارطة التحالفات العالمية
محمد بن زايد: تكاملنا نموذج فريد يضع البلدين في مكانة متميزة على خارطة التحالفات العالمية

الأربعاء - 27 نوفمبر 2019

Wed - 27 Nov 2019

بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رأس ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لدى زيارته أمس الإمارات الجانب السعودي في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، وذلك بحضور رئيس الجانب الإماراتي ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأكد ولي العهد أن عمق العلاقات بين البلدين انعكس بشكل جلي من خلال انسجام رؤية مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي مع الاستراتيجيات الوطنية للبلدين، وتكامل «رؤية المملكة 2030» و»رؤية الإمارات 2021» اللتين تستهدفان تحقيق الريادة والرخاء الدائمين - بحول الله - لشعبيهما الشقيقين وبناء الأمل وتعزيز التقدم في المنطقة.

وقال: يسرنا وجودنا بين أشقائنا للمشاركة في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي الذي يعد منصة نموذجية لتحقيق رؤى القيادتين نحو تعميق التعاون وتعزيز التكامل بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعبيهما الشقيقين ويعمق روابط الأخوة التي تجمع بينهما.. كما أنني سعيد أن أكون بينكم وبلدنا الثاني يستعد للاحتفال بذكرى الاتحاد الغالية علينا جميعا.. ونستذكر همم الرجال الذين بدؤوا مسيرة التنمية التي نرقى بها اليوم إلى آفاق جديدة.. إن العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين وشعبيهما مبنية على أسس راسخة وتاريخية من التعاون والسياسات المشتركة تجاه شؤون المنطقة والعالم وقضاياهما.

وأشار إلى أن عام 2020 هو عام الإنجازات الدولية.. فنحن على أعتاب احتضان فعاليات دولية كبيرة وصلنا لها بعد تخطيط وعمل وجهد متواصل.. فرئاسة المملكة لمجموعة العشرين خلال عام 2020 واحتضان الإمارات لمعرض إكسبو 2020 هما خير دليل على ما تحظيان به من مكانة دولية مرموقة.

وقال ولي العهد: إنه في هذا المجلس نستهدف تحقيق نموذج استثنائي من التعاون المشترك يبنى على مكامن القوة للبلدين وروح العزيمة والريادة التي يحظى بها شعباهما.

ورحب الشيخ محمد بن زايد في بداية الاجتماع بالأمير محمد بن سلمان، قائلا: أخي وصديقي العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.. يسعدني أن أرحب بكم بين أهلكم في دولة الإمارات وأحيي من خلال شخصكم الكريم الشعب السعودي الشقيق.. متمنيا للمملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبا، دوام التقدم والازدهار والاستقرار.

وأضاف: لعل أفضل ما أبدأ به الحديث عن العلاقات بين الإمارات والمملكة هو كلام والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» عندما سئل عن السعودية، فقال «دولة الإمارات العربية المتحدة هي مع السعودية قلبا وقالبا، ونؤمن بأن المصير واحد، وعلينا أن نقف وقفة رجل واحد، وأن نتآزر فيما بيننا»، مشيرا إلى أن هذه الكلمات المختصرة للشيخ زايد رحمه الله، كانت معبرة وسابقة للزمن، ورسمت علاقات تاريخية واستراتيجية بين البلدين، ظهرت وتأكدت في مواقف كثيرة وعديدة على مر العقود الماضية.

وأكد أن هذا النموذج الفريد من نوعه في التكامل لا يعود بالنفع فقط على الدولتين بل يقود قاطرة التعاون الخليجي ويقدم نموذجا استثنائيا للتعاون العربي - العربي ويضع البلدين في مكانة متميزة على خارطة التحالفات العالمية.

واستعرض الاجتماع المبادرات والإنجازات التي تحققت خلال دورة المجلس الأولى والتي تمثلت في 7 مبادرات استراتيجية في عدد من المحاور، والتي تأتي بعد أشهر من العمل المشترك بين اللجان التكاملية المنبثقة من اللجنة التنفيذية، لتتبلور كمبادرات يحقق من خلالها المجلس الاستغلال الكامل لطاقات وموارد البلدين بما يعزز التعاون والارتقاء بمصالح الشعبين الشقيقين.

وكان ولي العهد وصل إلى مطار الرئاسة في أبوظبي، حيث استقبله ولي عهد أبوظبي، ومستشار المجلس الأعلى للأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات تركي الدخيل، وأعضاء السفارة.

عقب ذلك توجه الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد في موكب رسمي إلى قصر الوطن، وأجريت لولي العهد مراسم استقبال رسمية، فور وصول الموكب الرسمي إلى مدخل قصر الوطن في أبوظبي، حيث رافق الموكب مجموعة من الخيول، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبية، فيما أدت فرق ألوانا تراثية ترحيبا بمقدم ولي العهد.

وفي داخل قصر الوطن، صافح ولي العهد الشيوخ فيما صافح ولي عهد أبوظبي أعضاء الوفد الرسمي، بعد ذلك، عزف السلامان الملكي السعودي، والوطني الإماراتي، ثم استعرض حرس الشرف، ثم تشرف أعضاء المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي، وكبار المسؤولين بالسلام على ولي العهد، وولي عهد أبوظبي.

ورحب الشيخ محمد بن زايد في تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر بولي العهد قائلا «يسرني الترحيب بزيارة أخي وصديقي محمد بن سلمان إلى بلده الثاني الإمارات.. يحل ضيفا عزيزا وكريما بين أهله».

ويضم الوفد الرسمي لولي العهد، خلال الزيارة، كلا من وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن، ووزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، ووزير الحرس الوطني الأمير عبدالله بن بندر، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله، ووزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير، ووزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، ووزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، ورئيس مجلس إدارة هيئة السياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب. كما يضم الوفد المرافق، سكرتير ولي العهد الدكتور بندر الرشيد، ونائب رئيس المراسم الملكية راكان الطبيشي.

مبادرات استراتيجية

1 التأشيرة السياحية المشتركة: إصدار تأشيرة سياحية مشتركة للمقيمين في البلدين عند الوصول، وبما يسهم في زيادة الحركة السياحية بينهما وتعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني للبلدين.

2 تسهيل انسياب الحركة بين المنافذ الجمركية: أسهمت بعد إطلاقها في خفض مدة الفسح الجمركي من 14 ساعة في 2018 إلى 4 ساعات في 2019 على أن يتم تقليص هذه المدة خلال السنوات المقبلة.

3 استراتيجية الأمن الغذائي المشتركة: تهدف إلى توثيق العمل بين الدولتين في مجال الأمن الغذائي لضمان التغلب على التحديات الغذائية.

4 الأمن السيبراني: دعم توفير فضاء سيبراني موثوق لكل بلد يمكن من خلاله تقديم خدمات وتعاملات الكترونية آمنة.

5 العملة الرقمية المشتركة: إصدار عملة رقمية الكترونية بشكل تجريبي ومحصور التداول بين عدد من بنوك البلدين، وذلك بهدف فهم ودراسة أبعاد التقنيات الحديثة وجدواها في تعزيز الاستقرار المالي.

6 مشروع المصفاة العملاقة الجديد: بناء مصفاة جديدة لتكرير النفط الخام بطاقة استيعابية تبلغ 1.2 مليون برميل نفط في اليوم متكاملة مع مجمع حديث للبتروكيماويات بتكلفة تقديرية مبدئية تبلغ 70 مليار دولار في ولاية ماهاراشترا في غرب الهند، لتعمل على تأمين توريد ما لا يقل عن 600 ألف برميل يوميا من النفط الخام السعودي والإماراتي للسوق الهندي مع نسبة مرتفعة من التحويل للكيميائيات.

7 مجلس الشباب السعودي الإماراتي: تعزيز للشراكة بين الشباب في البلدين، وتبادل الأفكار بينهم، وتنسيقا للجهود الرامية إلى رفع القدرات بما يؤدي إلى استثمار طاقاتهم وإمكانياتهم في تنمية المجتمع.

مجالات مذكرات التفاهم الموقعة


  • الصحة



  • الثقافة



  • الفضاء



  • الأمن الغذائي