عبدالعزيز الثنيان

التخطيط الاستراتيجي وفرق التنفيذ

الأحد - 24 نوفمبر 2019

Sun - 24 Nov 2019

أن تعرف هدفك البعيد وطريقك له هذه واحدة من أهم مهام الإدارات العليا، وهذا بشكل بسيط هو التخطيط الاستراتيجي، وما يميز هذا التخطيط أنه يعمل على توضيح الأهداف العامة، مما ينتج عنه تنظيم وتخطيط العمل والإدارة، ويكون الهدف العام هو الذي يقوم بحكم جميع القرارات الناتجة، كما يوحد هذا التخطيط هدف العاملين لتحقيق الأهداف المراد التوصل لها، ولكن معرفة الهدف وطرق الوصول لا تكفي للوصول للنتيجة المرجوة إذا لم يكن هناك فريق تنفيذي ذو كفاءة للوصول للأهداف ويعرف أفضل الطرق للوصول إليها.

أغلب الجهات الحكومية والشركات والمشاريع تكون برؤية واستراتيجية واضحة وثابتة، لكن دائما ما تفشل في الوصول لأهدافها وإن كانت سهلة منطقيا، وتكون مشكلتها دائما بفريق التنفيذ، إما أنه لا يملك الكفاءة المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجيات والوصول للأهداف المطلوبة أو أنه يتغير بشكل مستمر، وتتغير معه طرق التنفيذ، مما يؤدي إلى هدم كثير مما تم الوصول إليه في المرحلة السابقة، والأمر الثاني الذي يعد السبب الأكبر لهذه المشكلة هو تغيير رأس الفريق التنفيذي بشخص آخر من خارج المنظومة، والذي يغير الخطط التنفيذية وعددا من قيادات المنظمة أيضا ويبدأ تنفيذ خططه من الصفر.

أصعب مراحل الأعمال هي مراحل التنفيذ وإيجاد فريق يحقق الكفاءة الأعلى لخطة التنفيذ واندماج الفريق وإتقان الخطة والتعود على سير العمل، وهذا يحتاج لوقت ليس باليسير وأخطاء ليست قليلة أيضا، وبعد هذه المرحلة مجرد تغيير رأس هذا الفريق من الممكن أن يهدم العمل القديم بكل الجهود والأوقات التي ضاعت للوصول للنقطة المهمة التي وصلوا إليها. بعض التفاصيل الصغيرة من الممكن أن تشكل عائقا كبيرا للعمل، فما بالك بتغيير الخطة ككل وتغيير بعض القيادات التي لا تخدم الخطة الجديدة وإعادة تهيئة الفريق مرة أخرى، وأخطاء أكثر للوصول لنتيجة مرضية، وهكذا دواليك.

عدد من المشاريع الواعدة والمؤسسات والجهات الحكومية التي كان من الممكن أن يكون لها أثر وبصمة في حياتنا خف ويكاد يتلاشى أثرها بسبب التغيير الدائم لفرق التنفيذ وخططها، ويعد هدرا للمال والجهود والأوقات التي كان من الممكن أن يكون لها أثر كبير في اقتصادنا ومستقبل بلادنا العظيمة، وبدلا من ذلك ذهبت كل هذه الموارد بلا عائد يوازيها.

مثل هذه الأمور صعب أن يكون حلها بخطوة أو اثنتين، لكن يمكن أن يكون الحل الأمثل لمثل هذه الحالات الحد من التغيير المستمر للفرق التنفيذية للمشاريع أو البرامج التنفيذية أو الشركات أو الجهات الحكومية، على الأقل لمدة ثابتة حتى يتبين أثر هذه الفرق وخططها والوصول لنتائج يمكن القياس عليها، وتطويرها وتحسينها لتصل إلى نتائج أفضل في المستقبل.

@aziz88_