خمس صفات قيادية مهمة للمبتعثين والمبتعثات
الأحد - 24 نوفمبر 2019
Sun - 24 Nov 2019
هذا المقال الذي تقرأ سطوره الآن ليس لمناقشة الجدل البيزنطي الذي لن ينتهي بين من يقول إن الصفات القيادية لا تأتي سوى بالفطرة وبين من يقول إنها تكتسب ويمكن تعلمها. هذا المقال لحث كل مبتعث ومبتعثة يمثلون المملكة العربية السعودية في الخارج أن يعودوا لأرض الوطن بأكثر من مجرد شهادة جامعية.
وقبل أن أسرد عليكم أهم خمس صفات قيادية من وجهة نظري، يمكن للمبتعثين والمبتعثات اكتسابها وتطويرها مع الوقت، أريد أن أخبركم أن هذه الصفات لا تكتسب بمجرد القراءة عنها فقط، بل يجب ممارستها بشكل دائم وتنميتها وتعزيزها بصفات أخرى بمجرد دخول سوق العمل السعودي.
الالتزام والشغف
يؤمن كثير من القادة بأن الالتزام يبدأ من الصباح الباكر بمجرد ترتيبك لمكان نومك عندما تستيقظ، ويطلقون عليه مصطلح "قوة العادة"، فمجرد استقطاع دقيقة من وقتك الصباحي لترتيب مكان نومك يعطي انطباعا كبيرا أنك ستلتزم بالأمور الأكثر أهمية خلال يومك. كمبتعث من الضروري التزامك بأوقات المحاضرات، ومواعيد تسليم الأبحاث والواجبات المطلوبة، التزامك يعني شغفك وولعك بما تفعله ورغبتك الكبيرة في زيادة تحصيلك العلمي، حضورك على الموعد يعكس أهمية الانضباط في شخصيتك، ويعطي انطباعا باهتمامك وحرصك الشديدين حتى لو كنت الوحيد الملتزم بين أقرانك. يقول عالم الفيزياء نايمان "لا تخف من تفردك"، التزامك أثناء الفترة الجامعية والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة سيريحك كثيرا في بيئة العمل بعد تخرجك وسيميزك عن غيرك.
التعلم من الأخطاء
أنت تعيش في بلد غير بلدك وثقافة غير ثقافتك وعادات وتقاليد تختلف عن مجتمعك الذي نشأت فيه، مهما كنت حريصا سترتكب بعض الأخطاء البسيطة، لا بأس في ذلك ما دمت لن تكرر الخطأ نفسه مرتين والمهم أن تتعلم من أخطائك. ارتكاب الأخطاء سيعلمك كيف تتغلب على مشاكلك المستقبلية وكيف تتعلم من عثراتك. يقول المؤلف الأيرلندي الشهير بيرنارد شو "إن الحياة التي تقضيها وأنت ترتكب الأخطاء أفضل من الحياة التي لا تفعل فيها شيئا أبدا". وفي منتدى مسك لهذا العام قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي "ما يشكل شخصيتك وما يصنعك هي الأخطاء، أنت تتعلم أكثر من أخطائك وليس من نجاحاتك، إن كنت تخجل من أخطائك فابق في المنزل واجعل عجلة الحياة تمر من أمامك بدون أن تشارك فيها". مجرد تخرجك في الجامعة لا يعني أن الأخطاء ستتوقف، بل ستصادفك في سنواتك الأولى في سوق العمل، لا بأس لا تعتبرها إخفاقات اعتبرها دروسا تتعلم منها للمستقبل.
تنمية مهارات الاتصال
أحرص كل الحرص على استغلال الأنشطة غير الصفية في جامعتك وحضورها باستمرار، اذهب للاستماع فقط، وإذا قررت أن تتحدث مع الحضور ناقشهم، سيرحبون بذلك، وتذكر أن لا رابح في هذه النقاشات، أنت هناك لكي تستفيد وليس لكي تنتصر في أي نقاش جانبي، شاهد أفلاما تحكي عن ثقافة البلد التي تدرس فيه وعادات الناس وتقاليدهم، تعلم حكمهم وأمثالهم اليومية، شجع فريقهم المحلي في أي رياضة أردت، تذكر أن تتحدث على الدوام بلباقة، كل هذه الأشياء تكسبك الثقة في نفسك، حاول أن تتعلم شيئا واحدا من كل نشاط غير صفي تحضره. خصص محاضرة في وقت فراغك للتعريف ببلدنا ورؤيتنا الطموحة كي تتمرن على مهارات الإلقاء، تذكر أن "الناس لا يمكنهم سماع الأشياء التي لا تقولها لهم". مهارات الاتصال التي تتعلمها في رحلة الابتعاث ستميزك كثيرا أثناء إجراء المقابلات الشخصية مستقبلا.
العمل الجماعي
يعد من أبرز صفات القيادة وأكثرها شهرة. العمل الجماعي يعطيك فرصة مشاركة الآخرين في عقولهم وأفكارهم ويكسر جمود الأحكام المسبقة عن الناس ويعزز من روح الفريق الواحد. العمل الجماعي أكبر من مجرد إيجاد حلول لواجب دراسي أو الاستعداد للاختبار النهائي أو مشاركة في تنظيم فعاليات طلابية داخل الجامعة فأنت تتشارك مع أعضاء الفريق في مهارات مختلفة، هذا التنوع سيزيد من إنتاجيتكم وتتعرفون على مكامن القوة والضعف عند جميع الأعضاء. يقول مايكل جوردان وهو أحد أعظم لاعبي كرة السلة الذين عرفهم التاريخ إن الموهبة مكنته من الفوز بكثير من المباريات ولكن العمل الجماعي وحده مكنه من الفوز بالبطولات. سوق العمل السعودي أصبح يعتمد كثيرا على العمل التشاركي لأنه يحقق الأهداف المشتركة للمنظومة ويزيد من الكفاءة والإنتاجية.
المرونة والقدرة على التكيف
الحياة في بلد الابتعاث عادة ما تحمل معها صعوبات وعقبات تؤثر على مستوى المبتعثين الدراسي، خاصة خلال أول فصل دراسي أو خلال السنة الأولى بشكل عام. قد تكون نوعية الصعوبات في اللغة، أو القدرة على تكوين أصدقاء، أو حتى صعوبة في المذاكرة. كيفية التعاطي مع هذه الصعوبات يحدد كثيرا مدى استمراريتك في التحصيل العلمي أو تعثرك. تحديد أهداف قصيرة المدى والنجاح في تحقيقها سيقود بلا شك لتحقيق الأهداف بعيدة المدى. لا تخجل أبدا من طلب المساعدة من مكتب الطلاب الأجانب في جامعتك، أو من مركز الاستشارات الطلابية، أو من الملحقية الثقافية السعودية في بلد الابتعاث. مرونتك مع تقلبات الحياة الجامعية، تعاملك مع طلاب من دول وثقافات مختلفة سيضمنان لك تجاوز أي أزمات مستقبلية في بيئة العمل عندما تعود للسعودية، والتي قد تشمل تغييرا إداريا مفاجئا، ومشاكل جديدة لم يمر بها فريق العمل، أو حتى التعاطي مع استراتيجية عمل جديدة.
حياة الابتعاث مليئة بالتفاصيل الصغيرة لتطوير شخصيتك القيادية، تذكر أن تعود لأرض الوطن بأكثر من مجرد شهادة جامعية.
@magiedalsqoor
وقبل أن أسرد عليكم أهم خمس صفات قيادية من وجهة نظري، يمكن للمبتعثين والمبتعثات اكتسابها وتطويرها مع الوقت، أريد أن أخبركم أن هذه الصفات لا تكتسب بمجرد القراءة عنها فقط، بل يجب ممارستها بشكل دائم وتنميتها وتعزيزها بصفات أخرى بمجرد دخول سوق العمل السعودي.
الالتزام والشغف
يؤمن كثير من القادة بأن الالتزام يبدأ من الصباح الباكر بمجرد ترتيبك لمكان نومك عندما تستيقظ، ويطلقون عليه مصطلح "قوة العادة"، فمجرد استقطاع دقيقة من وقتك الصباحي لترتيب مكان نومك يعطي انطباعا كبيرا أنك ستلتزم بالأمور الأكثر أهمية خلال يومك. كمبتعث من الضروري التزامك بأوقات المحاضرات، ومواعيد تسليم الأبحاث والواجبات المطلوبة، التزامك يعني شغفك وولعك بما تفعله ورغبتك الكبيرة في زيادة تحصيلك العلمي، حضورك على الموعد يعكس أهمية الانضباط في شخصيتك، ويعطي انطباعا باهتمامك وحرصك الشديدين حتى لو كنت الوحيد الملتزم بين أقرانك. يقول عالم الفيزياء نايمان "لا تخف من تفردك"، التزامك أثناء الفترة الجامعية والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة سيريحك كثيرا في بيئة العمل بعد تخرجك وسيميزك عن غيرك.
التعلم من الأخطاء
أنت تعيش في بلد غير بلدك وثقافة غير ثقافتك وعادات وتقاليد تختلف عن مجتمعك الذي نشأت فيه، مهما كنت حريصا سترتكب بعض الأخطاء البسيطة، لا بأس في ذلك ما دمت لن تكرر الخطأ نفسه مرتين والمهم أن تتعلم من أخطائك. ارتكاب الأخطاء سيعلمك كيف تتغلب على مشاكلك المستقبلية وكيف تتعلم من عثراتك. يقول المؤلف الأيرلندي الشهير بيرنارد شو "إن الحياة التي تقضيها وأنت ترتكب الأخطاء أفضل من الحياة التي لا تفعل فيها شيئا أبدا". وفي منتدى مسك لهذا العام قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي "ما يشكل شخصيتك وما يصنعك هي الأخطاء، أنت تتعلم أكثر من أخطائك وليس من نجاحاتك، إن كنت تخجل من أخطائك فابق في المنزل واجعل عجلة الحياة تمر من أمامك بدون أن تشارك فيها". مجرد تخرجك في الجامعة لا يعني أن الأخطاء ستتوقف، بل ستصادفك في سنواتك الأولى في سوق العمل، لا بأس لا تعتبرها إخفاقات اعتبرها دروسا تتعلم منها للمستقبل.
تنمية مهارات الاتصال
أحرص كل الحرص على استغلال الأنشطة غير الصفية في جامعتك وحضورها باستمرار، اذهب للاستماع فقط، وإذا قررت أن تتحدث مع الحضور ناقشهم، سيرحبون بذلك، وتذكر أن لا رابح في هذه النقاشات، أنت هناك لكي تستفيد وليس لكي تنتصر في أي نقاش جانبي، شاهد أفلاما تحكي عن ثقافة البلد التي تدرس فيه وعادات الناس وتقاليدهم، تعلم حكمهم وأمثالهم اليومية، شجع فريقهم المحلي في أي رياضة أردت، تذكر أن تتحدث على الدوام بلباقة، كل هذه الأشياء تكسبك الثقة في نفسك، حاول أن تتعلم شيئا واحدا من كل نشاط غير صفي تحضره. خصص محاضرة في وقت فراغك للتعريف ببلدنا ورؤيتنا الطموحة كي تتمرن على مهارات الإلقاء، تذكر أن "الناس لا يمكنهم سماع الأشياء التي لا تقولها لهم". مهارات الاتصال التي تتعلمها في رحلة الابتعاث ستميزك كثيرا أثناء إجراء المقابلات الشخصية مستقبلا.
العمل الجماعي
يعد من أبرز صفات القيادة وأكثرها شهرة. العمل الجماعي يعطيك فرصة مشاركة الآخرين في عقولهم وأفكارهم ويكسر جمود الأحكام المسبقة عن الناس ويعزز من روح الفريق الواحد. العمل الجماعي أكبر من مجرد إيجاد حلول لواجب دراسي أو الاستعداد للاختبار النهائي أو مشاركة في تنظيم فعاليات طلابية داخل الجامعة فأنت تتشارك مع أعضاء الفريق في مهارات مختلفة، هذا التنوع سيزيد من إنتاجيتكم وتتعرفون على مكامن القوة والضعف عند جميع الأعضاء. يقول مايكل جوردان وهو أحد أعظم لاعبي كرة السلة الذين عرفهم التاريخ إن الموهبة مكنته من الفوز بكثير من المباريات ولكن العمل الجماعي وحده مكنه من الفوز بالبطولات. سوق العمل السعودي أصبح يعتمد كثيرا على العمل التشاركي لأنه يحقق الأهداف المشتركة للمنظومة ويزيد من الكفاءة والإنتاجية.
المرونة والقدرة على التكيف
الحياة في بلد الابتعاث عادة ما تحمل معها صعوبات وعقبات تؤثر على مستوى المبتعثين الدراسي، خاصة خلال أول فصل دراسي أو خلال السنة الأولى بشكل عام. قد تكون نوعية الصعوبات في اللغة، أو القدرة على تكوين أصدقاء، أو حتى صعوبة في المذاكرة. كيفية التعاطي مع هذه الصعوبات يحدد كثيرا مدى استمراريتك في التحصيل العلمي أو تعثرك. تحديد أهداف قصيرة المدى والنجاح في تحقيقها سيقود بلا شك لتحقيق الأهداف بعيدة المدى. لا تخجل أبدا من طلب المساعدة من مكتب الطلاب الأجانب في جامعتك، أو من مركز الاستشارات الطلابية، أو من الملحقية الثقافية السعودية في بلد الابتعاث. مرونتك مع تقلبات الحياة الجامعية، تعاملك مع طلاب من دول وثقافات مختلفة سيضمنان لك تجاوز أي أزمات مستقبلية في بيئة العمل عندما تعود للسعودية، والتي قد تشمل تغييرا إداريا مفاجئا، ومشاكل جديدة لم يمر بها فريق العمل، أو حتى التعاطي مع استراتيجية عمل جديدة.
حياة الابتعاث مليئة بالتفاصيل الصغيرة لتطوير شخصيتك القيادية، تذكر أن تعود لأرض الوطن بأكثر من مجرد شهادة جامعية.
@magiedalsqoor