ماجد الصقور

الابتعاث ما بعد 25 أبريل 2016

الأربعاء - 20 نوفمبر 2019

Wed - 20 Nov 2019

لا أحد ينكر ما أضافه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لجيل كامل من شباب وشابات الوطن منذ بدايته عام 2005 ، ومدى مساهمة هذا البرنامج الرائد في تطوير المهارات القيادية والاعتماد على الذات لجميع المبتعثين والمبتعثات في شتى دول الابتعاث، غير فوائده الاقتصادية على أسر المبتعثين والاقتصاد السعودي بشكل عام.

ومع إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرؤية المملكة 2030 في 25 أبريل 2016 دخل برنامج الابتعاث مرحلة جديدة، حيث بدأت الهيئات الجديدة كهيئة الترفيه، القدية، نيوم، الهيئة الملكية لمحافظة العلا، مشروع البحر الأحمر، مشروع أمالا في استشراف المستقبل واعتماد تخصصات توافق توجهاتها الاستراتيجية، بعد ذلك التاريخ بدأت مرحلة مليئة بألوان الفنون الجميلة بأنامل سعودية، ورائحة الطهي السعودي اللذيذ، وعبق التاريخ وفنون إدارة الفعاليات، وإدارة مدن الألعاب والأنشطة الترفيهية، والإنتاج السينمائي السعودي، وإدارة المتاحف والضيافة، وعلوم الآثار.

كانت أغلب هذه التخصصات إلى وقت قريب مغيبة في بعثات وزارة التعليم، ويفتقد دارسوها إلى التشجيع ال الزم من الأهل والمجتمع الذي يعتبر مستقبلها غامضا، في حين عدها كثيرون في وقت مضى مجرد هوايات جانبية لا تسمن ولا تغني

من جوع، وأنه يجب على دارسيها الحصول على درجة جامعية في تخصص آخر كإدارة الأعمال أو الهندسة تضمن لقمة العيش، حتى جاء عراب الرؤية ليقلب الموازين ويعزز مكامن القوة الناعمة معتمدا على شباب سعودي طموح.

اليوم جميع هذه التخصصات النوعية وأكثر أصبحت من الروافد التي ستعزز من جودة الحياة بمجرد تخرج المبتعثين والمبتعثات وعودتهم لأرض الوطن، غدا سيدير متاحف العلا أبناء وبنات محافظة العلا، غدا سيدير المدن الترفيهية في القدية أبناء وبنات الوطن، غدا سيدير شركات الرحلات السياحة لمدائن صالح وقلعة أجياد وأخدود نجران وحي الطريف وقلعة تاروت أبناء وبنات الوطن، غدا سيشرف السعوديون والسعوديات على فعاليات هيئة الترفيه والهيئة العامة للرياضة إشرافا كاملا، غدا ستعج جنبات وزارة الثقافة بالمخرجين السينمائيين السعوديين من الجنسين، وتقام معارض سعودية فنية خالصة في كبريات عواصم العالم، غدا سيستقبل مطار نيوم خريجي وخريجات التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي للمساهمة في بناء مدينة المستقبل.

سنوات قليلة ويصبح أبناؤنا وبناتنا من المبتعثين في جميع دول العالم محركا كبيرا لاقتصادنا السعودي. سيعملون جميعا في الهيئات الجديدة وسيساهمون في تعزيز قطاع السياحة والترفيه بسواعد سعودية تشارك في البناء.

وفي الختام على كل مبتعث ومبتعثة ضمن برامج الهيئات الجديدة أن يتذكر مقولة الأمير محمد بن سلمان «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة هي شعب طموح معظمه من الشباب هو فخر لبلادنا وضمان لمستقبلها بعون الله .

@magiedalsqoor