صفقة شيطانية تجمع خامنئي والحرس
بنادق قاسم سليماني ورفاقه تنقذ المرشد الأعلى من بطش الإيرانيين
المرشد يحرض الحوثيين وحزب الله على توسيع عملياتهم الإرهابية
طهران تضغط على أوروبا: التفاوض أو الاستمرار في الفساد والتهور
روحاني يشكك في شرعية النظام ويهاجم صلاحيات خامنئي بشكل مبطن
ماذا حدث عندما تساءل رئيس إيران: ماذا تريدون من شخص عاجز؟
كبار مسؤولي الحرس متورطون في فضائح سياسية وقضايا فساد
بنادق قاسم سليماني ورفاقه تنقذ المرشد الأعلى من بطش الإيرانيين
المرشد يحرض الحوثيين وحزب الله على توسيع عملياتهم الإرهابية
طهران تضغط على أوروبا: التفاوض أو الاستمرار في الفساد والتهور
روحاني يشكك في شرعية النظام ويهاجم صلاحيات خامنئي بشكل مبطن
ماذا حدث عندما تساءل رئيس إيران: ماذا تريدون من شخص عاجز؟
كبار مسؤولي الحرس متورطون في فضائح سياسية وقضايا فساد
الأحد - 17 نوفمبر 2019
Sun - 17 Nov 2019
في خطاب ألقاه المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أمام كبار قادة الحرس الثوري، طلب أن يكونوا مستعدين لـ «الأحداث الكبرى»، وبلغة غامضة حذر خامنئي خصومه المحليين وعلى رأسهم روحاني، وأعداء البلاد الأجانب.
لم يكن كلام الرجل الذي يصنف على أنه أكبر راع للإرهاب في العالم مع رؤساء الحرس الثوري الإيراني صدفة، فبحسب تقرير حديث صادر عن مجلة فورين بوليسي، يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لتسلم خامنئي أعلى منصب في البلاد، والذي كان أول عهده يواجه عددا من المشاكل، ولكنه عقد صفقة مع الحرس الثوري الإيراني، الذي نظر إليه بعين الريبة وقتها.
يبحث خامنئي البالغ من العمر 80 عاما عن الجيل الثاني من الحرس الثوري الإيراني لحماية النظام بعد رحيله، لكن إطلاق يد الجنرالات المجازفين بطبيعتهم والمنخرطين هذه الأيام في الحروب بالوكالة في المنطقة قد يأتي برد فعل عكسي.
اتفاقية مع الشيطان
في إيران هناك من يقول إن خامنئي أخذ العصا من مؤسس النظام آية الله روح الله الخميني في 1989، لكن الواقع يؤكد أن شيوخ النظام اختاروا حماية أنفسهم فوق كل شيء آخر، ووجدوا في خامنئي، وهو رجل دين متوسط الرتبة ورئيس سابق، مرشحا يمكن أن تدعمه الأغلبية باعتباره زعيما انتقاليا موقتا في بلد يثير الفتنة والمؤامرات في المنطقة.
وحتى تنجح خطتهم تعين إسقاط شرط أن يحمل المرشد الأعلى لقب «آية الله»، أُجري التعديل الدستوري بسرعة، وأُقر بعد الاستفتاء في 28 يوليو 1989، بعد أسابيع عدة من وفاة الخميني، وأيد 97.6% من الناخبين المبادرة، لكن المهمة الحقيقية كانت السيطرة على الشوارع وإقناع الجمهور الإيراني بأن الزعيم الجديد الشاب محل ثقة، ولهذا السبب لجأ خامنئي إلى الحرس الثوري الإيراني طلبا للمساعدة، عارضا عليهم معاهدة وصفت بأنها اتفاقية مع الشيطان.
التحالف والنهاية
لم يكن تحالفهم قويا فطوال الثمانينات كان الحرس يشك في خامنئي، الذي كان يشغل منصب رئيس إيران في ذلك الوقت، واعتبره الحرس مسوقا حرا فيما يتعلق بشؤون الاقتصاد وليس من بين أكثر رجال النظام جدارة بالثقة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وفي مرحلة ما خلال الحرب مع العراق، منع الحرس الثوري الإيراني الرئيس من زيارة خط المواجهة، وفي مناسبة أخرى عندما وصل خامنئي الثاني «مجبتني»، إلى فوج الحرس الثوري الإيراني، سمع إساءات شديدة عن والده دفعته إلى طلب النقل.
حرمت الحرب مع العراق الحرس الثوري من تحقيق أهدافهم، لقد انضموا إلى الثورة قبل عقد من الزمان بالضبط، وضحوا كثيرا في الحرب ضد صدام حسين، ولكن بعد الحرب وموت الخميني، أراد الحرس أن يحصلوا على نفوذ قوي، فعرض عليهم خامنئي دورا قياديا، حيث إنه في مقابل تحكمه في المسار الذي ستتخذه الثورة، سيضمن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ أفكاره، وكان عرضا من المستحيل رفضه.
الاستفادة من قوى الشيطان
فيما أراد خامنئي أن يساعده الحراس في بناء المؤسسات التي خلفها الخميني، عقد أول ظهور علني له قائدا أعلى في تجمع لضباط الحرس الثوري، وفي حضور معظمه من الشباب الذين يتوقون إلى سماع ما يمكن أن يحمله المستقبل، لم يكن لدى خامنئي الشكوك نفسها التي كانت لديه قبل أيام قليلة في مجلس الخبراء، الهيئة الدينية التي عينته وكان لديها شكوك عميقة حوله، وتعتقد أنه يفتقر إلى المؤهلات الدينية.
خلال خطابه أمام الضباط في 1989، قال «بدون الحرس الثوري، لا يمكن الدفاع عن الثورة»، وكان هذا صحيحا، فخلال أكبر موجتين احتجاجيتين في إيران انتفاضة الطلاب في 1999 ضد النظام، وفي 2009 عندما حشدت الحركة الخضراء المعارضة ملايين الإيرانيين ضد حكم خامنئي كانت بنادق الحرس الثوري الإيراني هي التي أنقذت خامنئي.
إطلاق اليد والتحذيرات
في خطابه أمام جنرالات الحرس، أشار خامنئي إلى أن فيلق القدس وحلفاءه التابعين، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، يجب ألا يقتصروا في عملياتهم على حدود إقليمية محددة.
ولا شك أن هذا تحذير موجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط، حذر بشكل أساسي من أن موجة من العمليات المسلحة التي ترعاها إيران في أماكن ربما لم تتأثر من قبل قد تخدم مصالح إيران.
وقال لرؤساء الحرس الثوري الإيراني: «لا تبني الجدران من حولك وتبقى داخلها»، مثل هذا الدعم العلني لمزيد من التشدد الإقليمي هو جزء من استراتيجية الردع لخامنئي، وتبحث إيران عن طرق جديدة لإقناع الغرب بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران أفضل بكثير من دفعها إلى الزاوية، إذ لن يظل بديل أمامها سوى أن تصبح مفسدة ومتهورة.
ومع ذلك كان هناك جمهور محلي لتصريحات خامنئي، الذي يمكن القول إنه الهدف الأكبر، يراقب خامنئي وحلفاؤه روحاني ومعسكره المعتدل المزعوم وهم يقدمون أنفسهم بوصفهم دعاة للتغيير السياسي التدريجي في إيران، ويخوضون معركة ضد تحالف خامنئي والحرس الثوري الإيراني.
أمثلة الضرب والهجوم
في هجوم صارخ أخيرا على ممارسات النظام، وصف روحاني أول برلمان في الجمهورية الإسلامية (1980 - 1984) بأنه الأكثر تمثيلا لرغبات الشعب.
وفي ذلك البرلمان تمكن حتى الشيوعيون وغيرهم من غير الخمينيين من الحصول على مقاعد في الانتخابات، وكان هذا هجوما مباشرا على مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه خامنئي، والذي يتمتع اليوم بسلطة الموافقة على أي مرشح يرغب في الترشح في الانتخابات.
وحينها جاء الرد سريعا، إذ سرعان ما انتُقد روحاني بسبب ترديده كلام أعداء إيران المزعومين عبر التشكيك في شرعية النظام.
التحدي المبطن لروحاني
إن خطيئة روحاني هي أنه يذكر الإيرانيين بأن سلطة خامنئي لا تأتي من خلال صناديق الاقتراع بل من خلال بنادق الحرس الثوري الإيراني، لم يستجب خامنئي بشكل مباشر، لكن صحيفة كيهان التي يسيطر عليها ذكرت أن روحاني يزداد إصلاحية في المجتمع، وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها روحاني صلاحيات خامنئي، لكنه عادة ما يشعر بالقلق بشأن شرعية النظام فقط في وقت الانتخابات، ومن المقرر أن تجري البلاد انتخابات برلمانية في أوائل 2020، وربما تشهد مقاطعة الناخبين وستكون بمثابة إحراج كبير للنظام.
في الواقع لا يمكن لروحاني أن يقرر ما إذا كان يريد أن يكون رئيسا منتخبا انتقاليا أو مجرد وكيل تابع لخامنئي غير المنتخب، حيث احتل روحاني عناوين الصحف في الأسبوع الأول من سبتمبر بإعلانه أنه لا ينبغي أن يكون لدى الناس توقعات منه لأنه «ليس لديه سلطة».
وقال في خطاب آخر «ماذا تريدون من شخص عاجز؟ لا يمكن إجراء أي تغيير في إيران حتى يجري تغيير توزيع السلطة»، ويمثل هذا التصريح بالتأكيد ضربة قاضية لخامنئي والحرس الثوري، وكما يوضح أن روحاني لا يزال يبحث عن خلق مسافة من القائد.
تصريحات الرئيس العاجز
تمثل تصريحات روحاني أو «الرئيس العاجز» تحديا للحرس وسلطتهم، ولعل هذا هو السبب في أن خامنئي يطلب من الحرس الثوري أن يفكر خارج الصندوق وأن يكون مستعدا لـ «الأحداث الكبرى»، وهذه بلا شك دعوة عامة للتيقظ ضد أولئك الذين يطالبون بالإصلاح السياسي، والذين قد يتطلعون إلى الاقتتال الداخلي في النظام باعتباره لحظة مناسبة لتحدي نموذج خامنئي الحرس الثوري للحكم.
على أي حال فإن التفسير بين الجمهور الإيراني هو أن خامنئي يكلف جنرالات الحرس الثوري الإيراني بأن يكونوا طليعة الثورة وأن يتصرفوا بما يرونه مناسبا. هذا يعني أن أي شخص يقف في طريقه يمكن وصفه بأنه معاد للثورة.
لكن إطلاق يد الحرس الثوري الإيراني لمواجهة أعدائهم المشتركين لا يخلو من المخاطرة، ويشير التصعيد المستمر بين حكومة روحاني والحرس إلى أن هذه منافسة قد تخرج عن السيطرة.
فضائح وفساد
ينظر للحرس الثوري على أنه العامل الرئيسي للقمع في إيران، ويتورط كبار أعضاء المنظمة في فضائح سياسية وفساد مختلفة، مما يزيد من تركيز الغضب العام على الطبيعة المفترسة للهيئة ودورها باعتبارها العقبة الرئيسية أمام الإصلاح السياسي. وقد يطلب خامنئي بشدة من الحرس الثوري الإيراني شن الهجوم في الداخل والخارج.
لكن السؤال المطروح على الحراس ومصالحهم طويلة الأمد، هو ما إذا كان ينبغي عليهم مضاعفة حكومة روحاني والجمهور الإيراني أو ربما البدء في التفكير في صيغة جديدة للحفاظ على مصالحهم السياسية والاقتصادية بينما تنظر الجمهورية إلى ما هو أبعد من عهد خامنئي.
ماذا يقدم الحرس للمرشد؟
ماذا يقدم المرشد للحرس الثوري؟
ماذا يريد روحاني؟
يمكن أن يكون هناك سببان وراء رغبته تلك، وهي:
لم يكن كلام الرجل الذي يصنف على أنه أكبر راع للإرهاب في العالم مع رؤساء الحرس الثوري الإيراني صدفة، فبحسب تقرير حديث صادر عن مجلة فورين بوليسي، يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لتسلم خامنئي أعلى منصب في البلاد، والذي كان أول عهده يواجه عددا من المشاكل، ولكنه عقد صفقة مع الحرس الثوري الإيراني، الذي نظر إليه بعين الريبة وقتها.
يبحث خامنئي البالغ من العمر 80 عاما عن الجيل الثاني من الحرس الثوري الإيراني لحماية النظام بعد رحيله، لكن إطلاق يد الجنرالات المجازفين بطبيعتهم والمنخرطين هذه الأيام في الحروب بالوكالة في المنطقة قد يأتي برد فعل عكسي.
اتفاقية مع الشيطان
في إيران هناك من يقول إن خامنئي أخذ العصا من مؤسس النظام آية الله روح الله الخميني في 1989، لكن الواقع يؤكد أن شيوخ النظام اختاروا حماية أنفسهم فوق كل شيء آخر، ووجدوا في خامنئي، وهو رجل دين متوسط الرتبة ورئيس سابق، مرشحا يمكن أن تدعمه الأغلبية باعتباره زعيما انتقاليا موقتا في بلد يثير الفتنة والمؤامرات في المنطقة.
وحتى تنجح خطتهم تعين إسقاط شرط أن يحمل المرشد الأعلى لقب «آية الله»، أُجري التعديل الدستوري بسرعة، وأُقر بعد الاستفتاء في 28 يوليو 1989، بعد أسابيع عدة من وفاة الخميني، وأيد 97.6% من الناخبين المبادرة، لكن المهمة الحقيقية كانت السيطرة على الشوارع وإقناع الجمهور الإيراني بأن الزعيم الجديد الشاب محل ثقة، ولهذا السبب لجأ خامنئي إلى الحرس الثوري الإيراني طلبا للمساعدة، عارضا عليهم معاهدة وصفت بأنها اتفاقية مع الشيطان.
التحالف والنهاية
لم يكن تحالفهم قويا فطوال الثمانينات كان الحرس يشك في خامنئي، الذي كان يشغل منصب رئيس إيران في ذلك الوقت، واعتبره الحرس مسوقا حرا فيما يتعلق بشؤون الاقتصاد وليس من بين أكثر رجال النظام جدارة بالثقة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وفي مرحلة ما خلال الحرب مع العراق، منع الحرس الثوري الإيراني الرئيس من زيارة خط المواجهة، وفي مناسبة أخرى عندما وصل خامنئي الثاني «مجبتني»، إلى فوج الحرس الثوري الإيراني، سمع إساءات شديدة عن والده دفعته إلى طلب النقل.
حرمت الحرب مع العراق الحرس الثوري من تحقيق أهدافهم، لقد انضموا إلى الثورة قبل عقد من الزمان بالضبط، وضحوا كثيرا في الحرب ضد صدام حسين، ولكن بعد الحرب وموت الخميني، أراد الحرس أن يحصلوا على نفوذ قوي، فعرض عليهم خامنئي دورا قياديا، حيث إنه في مقابل تحكمه في المسار الذي ستتخذه الثورة، سيضمن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ أفكاره، وكان عرضا من المستحيل رفضه.
الاستفادة من قوى الشيطان
فيما أراد خامنئي أن يساعده الحراس في بناء المؤسسات التي خلفها الخميني، عقد أول ظهور علني له قائدا أعلى في تجمع لضباط الحرس الثوري، وفي حضور معظمه من الشباب الذين يتوقون إلى سماع ما يمكن أن يحمله المستقبل، لم يكن لدى خامنئي الشكوك نفسها التي كانت لديه قبل أيام قليلة في مجلس الخبراء، الهيئة الدينية التي عينته وكان لديها شكوك عميقة حوله، وتعتقد أنه يفتقر إلى المؤهلات الدينية.
خلال خطابه أمام الضباط في 1989، قال «بدون الحرس الثوري، لا يمكن الدفاع عن الثورة»، وكان هذا صحيحا، فخلال أكبر موجتين احتجاجيتين في إيران انتفاضة الطلاب في 1999 ضد النظام، وفي 2009 عندما حشدت الحركة الخضراء المعارضة ملايين الإيرانيين ضد حكم خامنئي كانت بنادق الحرس الثوري الإيراني هي التي أنقذت خامنئي.
إطلاق اليد والتحذيرات
في خطابه أمام جنرالات الحرس، أشار خامنئي إلى أن فيلق القدس وحلفاءه التابعين، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، يجب ألا يقتصروا في عملياتهم على حدود إقليمية محددة.
ولا شك أن هذا تحذير موجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط، حذر بشكل أساسي من أن موجة من العمليات المسلحة التي ترعاها إيران في أماكن ربما لم تتأثر من قبل قد تخدم مصالح إيران.
وقال لرؤساء الحرس الثوري الإيراني: «لا تبني الجدران من حولك وتبقى داخلها»، مثل هذا الدعم العلني لمزيد من التشدد الإقليمي هو جزء من استراتيجية الردع لخامنئي، وتبحث إيران عن طرق جديدة لإقناع الغرب بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران أفضل بكثير من دفعها إلى الزاوية، إذ لن يظل بديل أمامها سوى أن تصبح مفسدة ومتهورة.
ومع ذلك كان هناك جمهور محلي لتصريحات خامنئي، الذي يمكن القول إنه الهدف الأكبر، يراقب خامنئي وحلفاؤه روحاني ومعسكره المعتدل المزعوم وهم يقدمون أنفسهم بوصفهم دعاة للتغيير السياسي التدريجي في إيران، ويخوضون معركة ضد تحالف خامنئي والحرس الثوري الإيراني.
أمثلة الضرب والهجوم
في هجوم صارخ أخيرا على ممارسات النظام، وصف روحاني أول برلمان في الجمهورية الإسلامية (1980 - 1984) بأنه الأكثر تمثيلا لرغبات الشعب.
وفي ذلك البرلمان تمكن حتى الشيوعيون وغيرهم من غير الخمينيين من الحصول على مقاعد في الانتخابات، وكان هذا هجوما مباشرا على مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه خامنئي، والذي يتمتع اليوم بسلطة الموافقة على أي مرشح يرغب في الترشح في الانتخابات.
وحينها جاء الرد سريعا، إذ سرعان ما انتُقد روحاني بسبب ترديده كلام أعداء إيران المزعومين عبر التشكيك في شرعية النظام.
التحدي المبطن لروحاني
إن خطيئة روحاني هي أنه يذكر الإيرانيين بأن سلطة خامنئي لا تأتي من خلال صناديق الاقتراع بل من خلال بنادق الحرس الثوري الإيراني، لم يستجب خامنئي بشكل مباشر، لكن صحيفة كيهان التي يسيطر عليها ذكرت أن روحاني يزداد إصلاحية في المجتمع، وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها روحاني صلاحيات خامنئي، لكنه عادة ما يشعر بالقلق بشأن شرعية النظام فقط في وقت الانتخابات، ومن المقرر أن تجري البلاد انتخابات برلمانية في أوائل 2020، وربما تشهد مقاطعة الناخبين وستكون بمثابة إحراج كبير للنظام.
في الواقع لا يمكن لروحاني أن يقرر ما إذا كان يريد أن يكون رئيسا منتخبا انتقاليا أو مجرد وكيل تابع لخامنئي غير المنتخب، حيث احتل روحاني عناوين الصحف في الأسبوع الأول من سبتمبر بإعلانه أنه لا ينبغي أن يكون لدى الناس توقعات منه لأنه «ليس لديه سلطة».
وقال في خطاب آخر «ماذا تريدون من شخص عاجز؟ لا يمكن إجراء أي تغيير في إيران حتى يجري تغيير توزيع السلطة»، ويمثل هذا التصريح بالتأكيد ضربة قاضية لخامنئي والحرس الثوري، وكما يوضح أن روحاني لا يزال يبحث عن خلق مسافة من القائد.
تصريحات الرئيس العاجز
تمثل تصريحات روحاني أو «الرئيس العاجز» تحديا للحرس وسلطتهم، ولعل هذا هو السبب في أن خامنئي يطلب من الحرس الثوري أن يفكر خارج الصندوق وأن يكون مستعدا لـ «الأحداث الكبرى»، وهذه بلا شك دعوة عامة للتيقظ ضد أولئك الذين يطالبون بالإصلاح السياسي، والذين قد يتطلعون إلى الاقتتال الداخلي في النظام باعتباره لحظة مناسبة لتحدي نموذج خامنئي الحرس الثوري للحكم.
على أي حال فإن التفسير بين الجمهور الإيراني هو أن خامنئي يكلف جنرالات الحرس الثوري الإيراني بأن يكونوا طليعة الثورة وأن يتصرفوا بما يرونه مناسبا. هذا يعني أن أي شخص يقف في طريقه يمكن وصفه بأنه معاد للثورة.
لكن إطلاق يد الحرس الثوري الإيراني لمواجهة أعدائهم المشتركين لا يخلو من المخاطرة، ويشير التصعيد المستمر بين حكومة روحاني والحرس إلى أن هذه منافسة قد تخرج عن السيطرة.
فضائح وفساد
ينظر للحرس الثوري على أنه العامل الرئيسي للقمع في إيران، ويتورط كبار أعضاء المنظمة في فضائح سياسية وفساد مختلفة، مما يزيد من تركيز الغضب العام على الطبيعة المفترسة للهيئة ودورها باعتبارها العقبة الرئيسية أمام الإصلاح السياسي. وقد يطلب خامنئي بشدة من الحرس الثوري الإيراني شن الهجوم في الداخل والخارج.
لكن السؤال المطروح على الحراس ومصالحهم طويلة الأمد، هو ما إذا كان ينبغي عليهم مضاعفة حكومة روحاني والجمهور الإيراني أو ربما البدء في التفكير في صيغة جديدة للحفاظ على مصالحهم السياسية والاقتصادية بينما تنظر الجمهورية إلى ما هو أبعد من عهد خامنئي.
ماذا يقدم الحرس للمرشد؟
- الولاء والطاعة
- تنفيذ أوامره
- حماية القيادة العليا
- البطش بكل من يحاول إهانة المرشد
ماذا يقدم المرشد للحرس الثوري؟
- غطاء سياسيا لمصالحه
- الأولوية في الحصول على أموال من الميزانية
- حصة كبيرة في الاقتصاد الإيراني
- فرع استخباراتي قوي ومنفصل لمنافسة وزارة الاستخبارات
- حق النقض في مسائل السياسة الخارجية الرئيسية
ماذا يريد روحاني؟
يمكن أن يكون هناك سببان وراء رغبته تلك، وهي:
- أولا، لا يريد روحاني أن يتحمل كل اللوم على أزمات بلاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
- ثانيا، ربما يحاول روحاني أن يبدأ في بناء سمعته باعتباره «معتدلا»، وأنه سيكون نوعا مختلفا من القائد الأعلى في حال تمكنه من خلافة خامنئي.