الابتكار التكنولوجي في التعليم الجامعي

الخميس - 14 نوفمبر 2019

Thu - 14 Nov 2019

أصبح كل من الابتكار والتكنولوجيا من أهم مرتكزات التطور في شتى المجالات الحياتية، ويعتبر التعليم من أبرز المجالات التي يفترض أن تستثمر الابتكار والتكنولوجيا إلى آفاق تتجاوز كل التوقعات، فالجيل اليوم يعيش في ثنايا العصر الرقمي المليء بالإبداعات والابتكارات التي سهلت تيسير ثقافة الإبداع والابتكار التي أسهمت التكنولوجيا الحديثة في سرعة إيصالها واستخدامها وعدم الاستغناء عنها، بل الاعتماد عليها في كل شؤون الحياة.

ولأن الابتكار والتكنولوجيا من الأمور المهمة في الجوانب التعليمية، يمكن لأعضاء هيئة التدريس توظيف الابتكار التكنولوجي الذي يعتمد على وضع المعارف العلمية والتكنولوجية موضعا أمثل للحصول على نتيجة أفضل من خلال توظيف المعرفة العلمية المتوفرة في العمل الأكاديمي؛ لزيادة قدرات الطلاب واستثمار طاقاتهم نحو الابتكار والاستفادة من إمكانات التكنولوجيا المتاحة بين أيديهم من خلال تعزيز الابتكار التكنولوجي في التعليم.

ويمكن إجمال ذلك بوسائل عدة، منها: الابتكار من خلال التصميم الجرافيكي، حيث يمكن لأعضاء هيئة التدريس استخدام القدرات الابتكارية للطلاب وتشجيعهم وتعزيزهم على استخدام الوسائط الرقمية في المشاريع التعليمية وشرح المادة العلمية وتقريبها بصورة أفضل بحيث يمكن الاشتراك في أعمال إبداعية باستثمار البرامج المخصصة للفيديو والصور والمونتاج لعمل مشاريع تعليمية داخل القاعة وخارجها، كما تسهم الملصقات العلمية بتوظيف الصور المعلوماتية (الأنفوجرافيك) في منح فرصة أكثر إبداعا على تقديم المادة العلمية ذات الثراء المعرفي بصورة مبتكرة، وتسهم في عرضها للطلاب بصورة مشوقة وجذابة.

كما يتطلب الأمر مزيدا من التكامل بين التكنولوجيا وبعض المجالات الأخرى في التدريس، بحيث تشمل طريقة التدريس من خلال منحى التكامل بين استخدام التكنولوجيا والمجالات الأخرى، والتي منها منحى ستيم التكاملي Science ,Technology ,Engneering and Math (STEM) الذي يمنح فرصة للطلاب ليكونوا اكثر إبداعا من خلال توظيف التكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم وربطها بإيجاد حلول لمشكلات مجتمعية، ويساعد عضو هيئة التدريس على تقديم المواد في صورتها التكاملية بين مجالات عدة، سعيا لبناء معرفة متكاملة لدى الطلاب، بدلا من المادة المجزأة المنفصلة التي قد لا ترتبط بواقع الطلاب واحتياجاتهم.

ومن الوسائل أيضا التصنيع الرقمي ودوره في تعزيز الابتكار، حيث يسهم التصنيع الرقمي من خلال أدوات تكنولوجية حديثة كقطع الأردوينو والروبوتات المتنوعة والطابعة الثلاثية الأبعاد على انتشار الابتكار التكنولوجي من خلال البرمجة والتصميم الهندسي، فقد شهد العالم اتجاه كثير من الهواة في تخصصات مختلفة كالمبرمجين والمهندسين والمهتمين بالالكترونيات نحو استخدام هذه الأدوات.

ومما يسهم في دفع عجلة الابتكار التكنولوجي الذي يسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي إتاحة الفرصة للطلاب في التعليم الجامعي للتدرب على هذا النوع من الأعمال التطبيقية التي توجه الطالب لسوق العمل ويستطيع معه التدرب على ريادة الأعمال وتقديم مشروعات متنوعة تعليمية أو تجارية، وتهيئه لوظائف المستقبل التي تعتمد على المهارات التكنولوجية التي أبرزها البرمجة التي أصبحت من الأساسيات في العصر الرقمي.

كما لا يمكن إغفال دور التواصل الاجتماعي ودمج التكنولوجيا وتعزيز الإبداع، حيث تسهم منصات التواصل الاجتماعي التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والوسائط الرقمية المبتكرة في تعزيز القدرات الإبداعية لدى الطلاب، كما تسهم وسائل الإعلام الاجتماعية في بناء مجتمع معرفي يدعم المحتوى الالكتروني الهادف والذي يعتبر فرصة لتبادل المعلومات على نطاق واسع وعرضه على أساتذة والمشاركة معهم من مختلف الجامعات.

فالابتكار والتكنولوجيا صنوان يعملان كمحركات أساسية للتنمية المستدامة والشاملة، والقوة الاقتصادية التي تقود المجتمع هي القوة المعرفية والمهارية للأفراد، والتي تمثل رأس المال البشري، وعملية المنافسة الاقتصادية المستقبلية التي تعد الجامعات جزءا كبيرا منها تتطلب أفرادا ذوي قدرات عالية يستطيعون المنافسة في السوق العالمية، فمن الجامعات ومحاضن الإبداع ينطلق الابتكار التكنولوجي، وإلى تعزيز الاقتصاد الرقمي يشع نوره ويظهر جوهره.

@shghadah1

الأكثر قراءة