الإهانات تلاحق إردوغان في أمريكا

الخميس - 14 نوفمبر 2019

Thu - 14 Nov 2019

تعرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى مهانة واضحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس الأول، حين تداخل صحفي في قناة فوكس نيوز ووصفه بـ «الأحمق».. على خلفية الرسالة التي وجهها له ترمب إبان بداية الهجوم التركي على شمال سوريا، والتي نشر البيت الأبيض صورة منها على موقعه.

وكشف المؤتمر الصحفي عن كذبة تركية جديدة، حيث علق مصدر دبلوماسي تركي عقب رسالة ترمب التي قال فيها «لا تكن متعنتا، لا تكن أحمق» إن إردوغان «ألقى برسالة نظيره الأمريكي حول عملية «نبع السلام» في سوريا بسلة القمامة»، لكن إردوغان نفسه قال عكس ذلك في المؤتمر، وقال إنه أعادها لترمب خلال زيارته لواشنطن أمس الأول.

السؤال الصادم

وخلال المؤتمر الصحفي سأل جون روبرتس ممثل شبكة فوكس نيوز إردوغان قائلا «الرئيس ترمب بعث إليك رسالة في 11 أكتوبر الماضي، يحثك على عدم شن عمل عسكري في الشمال السوري، وقال لك لا تكن متعنتا لا تكن أحمق، لكنك بدأت عملا عسكريا هناك، فهل لك أن تشرح لماذا تجاهلت صوته»؟

لم يتوقع إردوغان السؤال الصادم، لما فيه من تذكير بما سببته عبارة «لا تكن متعنتا لا تكن أحمق» من مهانة أتت على خبرها معظم وسائل الإعلام بمعظم اللغات، لاذ الرئيس التركي بصمت زادت مدته عن ترجمة السؤال إليه من الإنجليزية إلى التركية، ومرر جوابه بشأن الرسالة سريعا، وقال «أعدتها بعد ظهر هذا اليوم إلى الرئيس».

وأجاب على السؤال الذي كان قبل الأخير في المؤتمر، بدءا من أنه يشعر بالحزن «من دعوة (واشنطن) الإرهابي فرهاد عبدي لزيارة الولايات المتحدة» في إشارة منه إلى قائد «قسد» أو قوات سوريا الديمقراطية، الموضع منذ 2015 في لائحة المطلوبين للاعتقال بتركيا.

زيارة مشبوهة

من جهتها، أبرزت محللة الشؤون الدولية في شبكة CNN بيانا غولودريغا، علامات استفهام وأسئلة مطروحة على الطاولة حول توقيت وأسباب الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاء الرئيس دونالد ترمب، وقالت «لماذا دعوة إردوغان في الوقت الذي رأينا فيه ماذا حدث في سوريا ودخول الجيش التركي وتوجيه اتهامات لهم بارتكاب جرائم حرب، بما فيها هجمات كيماوية ضد السوريين؟».

وتابعت «هناك سؤال كبير يستدعي الإجابة عليه، وهو إن كان الأتراك على علم مسبق بمكان وجود البغدادي زعيم تنظيم داعش لأنه كان قريبا جدا من الحدود التركية؟ وإن كنا بالفعل متقاربين مع تركيا وهم حلفاء في الناتو، لماذا اضطرت أمريكا للطيران من العراق للقيام بتلك العملية، عوضا عن التحرك من الباب المجاور الأراضي التركية؟».

وأردفت محللة الشؤون الدولية قائلة «هناك الكثير على الطاولة، كان هناك عقوبات على الطاولة، هناك انقطاع كبير بين مكان وقوف الجيش الأمريكي، ووزير الدفاع قال إنه سيتم تحميل تركيا المسؤولية، كيف يتم تحميلهم المسؤولية؟ هو «إردوغان» يكافأ بزيارة هنا في أمريكا».

زيارة الأعداء

وعلقت صحيفة «نيسافيسيميا جازيتا» الروسية على زيارة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، نظيره الأمريكي، دونالد ترمب، قائلة «هبط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الولايات المتحدة كزائر خاص، من الناحية العملية، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار أن المؤسسة الحاكمة في واشنطن قد بذلت كل ما بوسعها أخيرا في سبيل تقليل شأن أنقرة على الصعيد الدولي، مما جعل إردوغان يجد نفسه، مرة أخرى، في وسط عدواني».

وذهبت الصحيفة إلى أن المخاوف على الجانب التركي كبيرة في ضوء خطر فرض عقوبات جديدة من جانب الولايات المتحدة وفي ضوء مستقبل التعاون التقني العسكري للبلدين.

ورأت الصحيفة أنه من الممكن إيجاد حلول لهذه المشكلة حسبما يعتقد خبراء أتراك، «ولكن ربما لم تعجب كل هذه الحلول روسيا، حيث إن تركيا ربما تخلت عن تشغيل S400- (نظام الدفاع الصاروخي الذي تقدمه روسيا لتركيا)».

قضية جولن

ولم ينس إردوغان المتهم بسجن أكثر من 30 ألف شخص في العام الماضي، أن يطلب من الولايات المتحدة أن تسلمه الداعية «فتح الله جولن» الذي يتهمه بأنه كان وراء الانقلاب الذي تعرض له قبل عدة أعوام، وأشار إلى أن جولن، الذي يعيش في المنفى الاختياري بولاية بنسلفانيا، «إرهابي كبير».

قال إردوغان خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب «أتمنى أن يعيدوا هذا الإرهابي إلينا كما نعيد الإرهابيين إليهم عندما يطلبون».

وتطالب أنقرة منذ فترة طويلة بتسليم جولن، لكنها فشلت حتى الآن في الحصول على الضوء الأخضر من واشنطن.

وقال إردوغان إنه بإمكان تركيا والولايات المتحدة التغلب على مشاكلهما بشأن شراء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية (إس - 400)، بعدما تم تعليق مشاركة تركيا في برنامج الطائرات المقاتلة (إف35-) بقيادة الولايات المتحدة بعد شرائها المنظومة الروسية هذا العام، وأشار إلى أنه أبلغ ترمب بإمكان تركيا شراء منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية «إذا عرضت بالشروط المطلوبة»، في إشارة إلى السعر.

قرار الكونجرس

وقال الرئيس التركي إن قرار مجلس النواب الأمريكي بشأن الأرمن «يلقي بظلاله على العلاقات» بين بلاده والولايات المتحدة.

واتهم من أسماهم بـ«المتعاطفين مع الإرهاب» بمحاولة الإضرار بالعلاقات بين الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) عبر «التضليل».

وقال «أخبرت الرئيس ترمب أن القرارات التي اتخذها مجلس النواب في 29 أكتوبر خدمت هذا الغرض، وأساءت إلى شعبنا وألقت بظلالها على علاقاتنا».

وكان مجلس النواب الأمريكي صوت بأغلبية 405 أصوات مقابل 11 صوتا على قرار غير ملزم بالاعتراف بأن أعمال القتل الجماعي التي تعرض لها الأرمن قبل أكثر من قرن تعد إبادة جماعية. وترفض تركيا استخدام مصطلح الإبادة الجماعية في هذا السياق.

وأضاف إردوغان إن ما جرى للأرمن «قبل نحو 104 سنوات في ظل ظروف الحرب يجب أن يناقشه المؤرخون، لا الساسة»، مضيفا أن تركيا مستعدة لفتح أرشيفها في هذا الشأن.

  • جازيتا الروسية: تركيا تشعر بخوف كبير من فرض عقوبات أمريكية

  • اعتقل 30 ألف شخص في عام واحد ووصف جولن بـ«إرهابي كبير»

  • أكد أن قرار الكونجرس بشأن الأرمن «يلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين»

  • محللة CNN: كيف يكافئون رجلا ارتكب جرائم حرب بزيارة واشنطن؟