محمد معيض القحطاني

الصناديق المغلقة

الاحد - 03 نوفمبر 2019

Sun - 03 Nov 2019

أهدي سلامي وتحياتي لذلك الطالب الجامعي المستجد الشجاع الذي ذهب للبنك واثق الخطى، مشيرا لهم بأصابع الاتهام بأنهم سرقوه عشرة ريالات حسمت من مكافأته الجامعية الشهرية، وحينها أتاه الرد ساخنا من موظف البنك مع تلك التكشيرة التي يعرفها الجميع «عود لجامعتك الله يصلحك»، كما أهدي سلامي وتحياتي للملايين من الطلاب والطالبات الذين التحقوا بمؤسسات التعليم العالي وتخرجوا فيها ولم يعلموا حتى هذه اللحظة لماذا حسمت تلك العشرة الريالات؟ وأين ذهبت وفيما صرفت؟ وفي مقدمتهم غالبية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات.

1,385,650 طالبا مقيدا لعام 1439 ضرب 10 ريالات شهريا ضرب 12 شهرا يساوي 166,278,000 ريال سنويا.

مئات الملايين المتراكمة سنويا تحسم من مكافأة الطلاب والطالبات لصالح الصناديق الطلابية بالجامعات الحكومية، والتي لطالما أبعدت تنظيميا عن أصحاب القرار ووضعت في نهاية الهيكل التنظيمي لكل الجامعات، إلا عند الحاجة لتوفير سيولة نقدية طارئة أو زيارة شرفية عاجلة حتى تفرج الأمور! كما قبعت مقراتها لعقود في الأقبية وفي الزوايا المظلمة يسودها البؤس ويتخفى الطالب عند دخولها لارتباطها الخاطئ بالعوز والحاجة، ويصرف لها الرجيع من الأثاث، ويعين بها المغلوب على أمرهم من الموظفين كما هو حال الطلاب والطالبات في الجامعات!

على مدى يومين كاملين وبصحبة العم قوقل تنقلت بين المواقع الالكترونية للجامعات السعودية الـ 28 مبتدئا بأعرقها وهي جامعة أم القرى، ومختتما بأحدثها وهي جامعة حفر الباطن، للبحث في المحتوى المنشور على صفحات الصناديق الطلابية بتلك المواقع، وبالتحديد عن خمس نقاط، أولاها وضوح الرسالة والرؤية والأهداف، وثانيتها إعلانها للوائح التنفيذية، وثالثتها نشرها للقوائم المالية، ورابعتها تقديمها للإحصاءات الدورية، وخامستها نشاطها الاستثماري وفكرها التطويري، وإليكم النتائج:

• 18 جامعة حافظت على تلك الصفحات خالية من أي محتوى يذكر لتتسع لصور وأسماء مسؤوليها واستقبالاتهم واحتفالاتهم.

• 10 جامعات نشرت محتوى ضعيفا جدا غلب عليه التكرار وبدا عليه النسخ واللصق جليا واضحا وافتقر إلى الإبداع والتجديد.

• جامعة واحدة أوردت بعض الإحصاءات وقدمت برامج توعوية لطلاب السنة التحضيرية، وهي جامعة الملك سعود.

• جامعة واحدة دشنت الخدمات الالكترونية لتقديم على خدمات صندوق الطالب، وهي جامعة المجمعة.

• جامعة واحدة نشرت اللائحة التنفيذية لصندوق الطالب، وهي جامعة طيبة.

• جامعة واحدة أعلنت بوضوح عن المورد الرئيس لصندوق الطالب (العشرة ريالات)، وهي جامعة الأمير سطام.

• جامعتا الملك فهد والباحة ذكرتا أن المكافئة الشهرية 990 للعلمي و840 للأدبي، في تجاهل واضح لمساهمة الطالب.

• فشل الجميع في إطلاع الطالب والطالبة على القوائم المالية السنوية لصندوقهم.

• فشل الجميع في طرح برامج وفعاليات طلابية تواكب رؤية المملكة 2030 وتساهم في التعريف بها.

• فشل الجميع في استثمار الأموال وتنميتها بشكل نوعي واحترافي سوى ما ورد في تقرير صندوق الطلاب بجامعة الملك سعود عن استثماره بمجمع ورش سيارات بحي السفارات! وحديث بعض الجامعات عن بعض الاستثمارات في مراكز التصوير والقرطاسية!

إقرار النظام الجديد للجامعات السعودية يعد نقلة نوعية وحدثا تاريخيا، حيث سيمكنها من الاستقلالية المنضبطة ويوفر لها المرونة الكافية للاستثمار وتنمية مواردها المالية بشكل عام، وسينعكس ذلك إيجابا على أداء الصناديق الطلابية بشكل خاص بحول الله تعالى. مقالي القادم يطرح بعض الحلول والمقترحات لتطوير صناديق الطلاب بالجامعات السعودية.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال