صلاح صالح معمار

ميكانيزم العقل وتوسيع الإدراك!

الاحد - 27 أكتوبر 2019

Sun - 27 Oct 2019

استنتج العالم Edward De Bono في كتابه ميكانيزم العقل أن الدماغ عبارة عن نظام ذاتي التنظيم، وأضاف ماكلين أن أدمغتنا تتكون من ثلاثة أدمغة، وهي الدماغ السفلي أو التكرار (Reptilian Brain) الذي يتحكم في الوظائف الحسية الحركية الأساسية، والدماغ الطرفي اللمبي (Limbic Brain) الذي يتحكم بالعواطف والذاكرة والوظائف الحيوية للإنسان (Biorhythms)، وأخيرا القشرة الدماغية (Neocortex) أو دماغ التفكير (Thinking Brain) الذي يتحكم بالمعرفة والاستدلال (Reasoning) واللغة والذكاء العالي.

والغرض من ذكر هذه المقدمة التعرف على أن هناك حاجة إلى آليات (مكاينيزمات) يجب ابتكارها حتى تتيح لنا استخدام أدمغتنا بطرائق غير معتادة كل يوم، لأن نحو 95% من نشاطاتنا اليومية هي مجرد أنماط سلوكية متكررة Pattered behavior.

وقد أشارت نتائج دراستي وودز وفيرنون إلى أن معظم الأفراد يغلب على تفكيرهم التفكير الآلي الروتيني الذي لا يذهب بعيدا وراء الأشياء الموجودة، وإنما هو تفكير ينسب معطيات الموقف لأقرب موقف مشابه، ويطبق عليه ما طبق في الموقف السابق. لذا من الضروري العمل على إيجاد طرق لتوسيع مجال الإدراك، وبالتالي الخروج من دائرة التفكير الروتيني، وقد ذكر ديبونو عدد من المهارات التي تساعدنا على ذلك، نلخصها في خماسية نطلق عليها خماسية توسيع مجال الإدراك.

1 دراسة الإيجابيات والسلبيات:

الخطوة الأساسية نحو تفكير أفضل هي أن ترى الأشياء من كل جوانبها، وألا تحد رؤيتك أو تقصرها على جانب أو موضوع واحد فقط! ويشرح دي بونو هذه الخطوة قائلا: عندما تحاول التفكير بحل أو رأي ما، عليك أن تفكر مرة ثانية، ومن ثم تمضي 3 دقائق في كتابة كل سلبيات الفكرة والإيجابيات كافة، والهدف من هذه الخطوة تحقيق وإيجاد تفكير شامل ومتكامل، بدلا من أن نكون عبيدا لأحكامنا المسبقة على الأمور.

2 دراسة العوامل كافة:

هذه الخطوة هي محاولة واعية للتأكد من أنك قد فكرت بكل شيء يمكن أن تكون له علاقة بقرارك! فمثلا عندما تفكر في شراء منزل عليك تطبيق هذه الخطوة لتتأكد من أنك قد فكرت في كل الأمور التي يمكن نسيانها، لأنك بالطبع لن تنسى عامل المساحة والثمن والموقع، ولكن قد تنسى جودة المدارس في المنطقة ونوع الجيران وقوة إرسال الشبكة!

3 دراسة النتائج والعواقب:

واحدة من المهارات التي تميزنا عن الحيوانات هي قدرتنا على تصور نتائج أعمالنا، ويمكننا تحسين هذه المهارة من خلال تصور النتائج المتوقعة لقراراتنا خلال أربعة أزمنة مستقبلية، على المدى الحالي والمدى القصير من سنة إلى خمسة سنوات، والمدى المتوسط من 5 - 20 سنة، والمدى البعيد أكثر من 20 سنة.

4 دراسة الأولويات والبدائل:

تساعدنا هذه الخطوة على تحديد الأهم قبل المهم من بين البدائل والاحتمالات والخيارات المتاحة لنا، بل حتى توسيع مجال هذه الخيارات والاحتمالات من خلال البحث عن بدائل أخرى خارج إطار تفكيرك العادي!

5 دراسة وجهات النظر الأخرى: يمكنك التوصل إلى حل أفضل إذا حاولت رؤية الموقف من وجهة نظر الطرف الآخر، ولكي تقوم بهذه الخطوة على أكمل وجه اكتب آراء الطرف الآخر، ومن ثم ادرسها كلا على حدة، فيصبح بإمكانك مناقشته فيها بشكل أفضل وإقناعه بالحجج بهدوء أو قد تجدها جيدة وتقتنع بها وتأخذ بها.

S_Meemar@