نبيل حاتم زارع

> محاضرات المولات

السبت - 26 أكتوبر 2019

Sat - 26 Oct 2019

تخرج أحيانا بعض المؤسسات الثقافية من مقراتها متجهة إلى المجمعات التجارية لإقامة فعالية منبرية، وهو أمر أكاد أراه يتكرر بين حين وآخر، وإذا كنا نؤيد الخروج (أحيانا) كنوع من التسويق الثقافي، فمن الممكن أن يكون من منطلق إقامة معرض تشكيلي أو فوتوجرافي أو عرض بعض الإصدارات التي تطبعها، أما أن تقام فعالية داخل المول فهذا أمر أراه غير مقبول، لأن من يصعد على المنبر الثقافي يحتاج إلى جمهور يستمع إليه وينصت لما يقول، وبالتالي يترتب عليه النقاش والمداخلات والتي عادة ما تصحبها اختلافات في وجهات النظر والآراء، فلا أتخيل أنه يمكن أن تنجح فعالية منبرية وبمحاضر له قيمة أدبية وفكرية يجلس داخل (سوق) تجاري يحتوي على محلات لبيع العطور ولوازم منزلية ومطاعم وملاهي أطفال ومقاه، فلا يليق بتاريخه الثقافي أن يرتضي أن يجلس في مول، وحتى لو كان شاعرا فلا أعلم من الذي سيستمع إليه وهو يردد أبياتا شعرية بالفصحى ولها جماليات، وهناك من يرغب بالتعليق على القصائد وهو وسط أهازيج المول!

لذلك أتمنى من المؤسسات الثقافية ألا تلجأ لهذا النهج إلا على نطاق ما ذكرته مسبقا، لأن من يذهب إلى المول يريد قضاء احتياج معين أو للترفيه. والقائمون على المؤسسات يدركون ويعلمون، بل ويستطيعون عمل الفعاليات الجاذبة، وهناك مؤسسات عدة نجحت بتفوق في جذب الأنظار لها، ويمكن متابعة أخبارهم عبر منصة تويتر لكل مؤسسة ومشاهدة فعالياتها الرائعة.