السعودية وروسيا.. علاقات ترتقي على أسس ومبادئ ثابتة

الاثنين - 14 أكتوبر 2019

Mon - 14 Oct 2019

شهدت العلاقات السعودية الروسية منذ 1926م تطورا ملحوظا جعلها تسير في تناسب طردي عبر عنه حجم الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار المسؤولين في البلدين، التي كانت ذات أثر إيجابي في دفع العلاقات إلى المزيد من التعاون المشترك في المجالات: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية، وغيرها.

وأعطت الزيارات المتبادلة دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن تجدد عهدها في 17 سبتمبر 1990 عبر صدور بيان مشترك أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما على أسس ومبادئ ثابتة.

يأتي ذلك فيما يتواصل التفاهم المشترك بين السعودية وروسيا ويتطور إلى مراحل متقدمة دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم؛ إذ حرص البلدان على استثمارها في إجراء المزيد من التشاور نحو الارتقاء بالعلاقات المتبادلة، مثلما جرى في قمة مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا التركية 2015، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستعرضا مجالات التعاون بين البلدين وما يتعلق بتطورات الأحداث في المنطقة.

وحاز ملف الإرهاب والتطرف على اهتمام قيادتي البلدين، واتفقا سويا على الوقوف ضد الإرهاب وتجفيف منابعه بسبب خطورته على الأمن العالمي واقتصاده، في الوقت الذي كانت فيه المملكة أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي في شهر مايو 2000، وكانت سباقة في حض المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب، ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العديد من المحافل الإقليمية والدولية أهمية التصدي لآفة الإرهاب، ومن ذلك دعوته في إحدى خطاباته الدولية إلى ضرورة مضاعفة المجتمعِ الدولي لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة ولتخليص العالم من شرورها التي تهدد السلم والأمن العالميينِ وتعوق الجهود في تعزيزِ النموِ الاقتصادي العالمي واستدامته.

وتؤمن روسيا بأهمية الدور السعودي في تحقيق الأمن في المنطقة بحسب ما قالت رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية الروسية فلينتينا ماتفييكو التي استقبلها الملك سلمان في الرياض 16 أبريل 2017؛ إذ ثمنت ماتفييكو في سياق حديث صحفي دور المملكة في تعزيز الأمن والسلم الدولي، والجهود الحثيثة التي تبذلها لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته.

وفي كل الأحداث تتبادل المملكة وروسيا الموقف الموحد في التصدي للإرهاب بمختلف صوره، كما بادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في برقية بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر 2016، حيث أدان فيها الاعتداء الإرهابي الذي أودى بحياة السفير الروسي في أنقرة، وجدد موقف المملكة الثابت في رفض الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأهمية العمل على مواجهته والتصدي له.

وفي موقف آخر، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في برقية عزاء بعث بها في 3 أبريل 2017م إلى الرئيس الروسي عن استنكاره لحادث التفجير الإجرامي الذي وقع في مترو سان بطرسبورج في شهر أبريل 2017م ، كما عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين لحادث الطعن الإرهابي الذي وقع في مدينة سورجوت الروسية.

واستمرارا للتشاور بين البلدين، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في 13 يونيو 2017م اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جرى خلاله تناول العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وفرص تطويرها في جميع المجالات، وبحث الأوضاع في المنطقة والتعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، سعيا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

واستطاع البلدان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقريب وجهات النظر تجاه العديد من قضايا المنطقة من خلال تفهم ظروف كل قضية، وموقف كل بلد تجاهها.

يذكر أن متانة العلاقات السياسية بين المملكة وروسيا تجسدت منذ قديم الأزل، وعبرت عن هذه المتانة الزيارات والاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين على مر السنين من أجل دعم العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وقد رصد التاريخ أول زيارة سعودية رسمية إلى روسيا 1932م للملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي زارها بتوجيه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - حينما كان نائبا له في الحجاز.

كما زارها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - في سبتمبر عام 2003 عندما كان وليا للعهد، وأسفرت زيارته - رحمه الله - عن التوقيع على اتفاقية تعاون في قطاع النفط والغاز، ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وعدد من الاتفاقيات الأخرى.

وزار روسيا كذلك الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بتاريخ 21 نوفمبر 2007، وأثمرت عن زيادة التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وزيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل.

زيارات متبادلة

4 أكتوبر 2017: الملك سلمان

في روسيا

- بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة لروسيا استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

- استقبل بوتين في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو خادم الحرمين الشريفين حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمية.

- عقد خادم الحرمين الشريفين ورئيس روسيا لقاء ثنائيا بحثا خلاله العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية.

- شهدت مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج التعاون الموقعة بين حكومتي المملكة وروسيا.

- تسلم خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، وذلك خلال تشريفه حفل جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية بهذه المناسبة.

فبراير 2007: بوتين في السعودية

- التقى بوتين خلال زيارته للمملكة الملك سلمان بن عبدالعزيز «عندما كان أميرا للرياض» عشية جولته في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، بحضور الأمير محمد بن سلمان.

- خرجت الزيارة بتوطيد أكثر للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أن أثمر عنها توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادية، وثقافية، وإعلامية، وفي مجال خدمات النقل الجوي.

18 يونيو 2015: الأمير محمد بن سلمان في روسيا

- زاد التقارب السعودي الروسي خلال عهد خادم الحرمين الشريفين تحقيقا لمصلحة البلدين المشتركة وأمن المنطقة، فبناء على توجيهه واستجابة لدعوة الحكومة الروسية زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان روسيا.

- التقى الأمير محمد بن سلمان في مقر إقامته بسان بطرسبيرج بعدد من المسؤولين الروس وبحث معهم آفاق التعاون بين المملكة وروسيا في مختلف المجالات.

- جرى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين المملكة وروسيا تختص بالمجالات العسكرية المختلفة، وإعداد برنامج تنفيذي لتنفيذ اتفاقية التعاون البترولي، والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان، ومذكرة النوايا المشتركة في مجال الفضاء.

30 مايو 2017: ولي العهد في روسيا

- زار الأمير محمد بن سلمان روسيا استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين لبحث العلاقات الثنائية، وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

- التقى الأمير محمد بن سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث الجانبان تعزيز التوافق السعودي الروسي حول الاتفاق النفطي الذي قادته المملكة، إذ يضمن لأول مرة في تاريخ المنظمة تعاون الدول المنتجة للنفط من خارج «أوبك»، وعلى رأسها روسيا، كما بحثا فرص تحفيز هذا الاتفاق وتفعيله لتحقيق عوائد إيجابية لتحقيق الاستقرار في أسواق البترول.