العراق والبعث الجديد
الاثنين - 14 أكتوبر 2019
Mon - 14 Oct 2019
جاءت الاحتجاجات العراقية الأخيرة على خلفية سوء الخدمات المقدمة للشعب العراقي، وارتفاع مستوى الفساد إلى الحد الذي حرم الناس فيه العيش السوي الذي يضمن لهم حياة كريمة، تتوافق وتتماهى مع خيرات بلد عظيم كالعراق الخصيب بخيراته وطاقاته وتنوعه، وثرائه وثرواته.
المشهد ينبئ بتحولات سياسية واجتماعية تذهب باتجاه رفض الوصاية الإيرانية الشمولية التي باتت تتحكم في القرار السيادي لشيعة العراق قبل سنته، وهذا ما جعل الثورة الأخيرة ثورة شيعية عربية خالصة، والمفارقة أن هؤلاء الثوار يسترجعون ماضي العراق مع صدام وكيف كانت أحوالهم أفضل، بالرغم من أنهم قد سارعوا إلى إسقاط تمثاله في ساحة الفردوس عام 2003 لحظة دخول القوات الأمريكية بغداد الرشيد، في مشهد كانوا يمنون أنفسهم أنه نهاية تلك الحقبة البائسة.
نحن أمام حالة من التطور السياسي لشعب كان يرى في الخلاص من نظام البعث أملا يرتجى، وحين أصبح الحلم حقيقة كانت الطائفية وخطاباتها وصورها هي من أوصلته إلى حالة البؤس والتردي والشقاء.
تثبت الأحداث التاريخية المتلاحقة أن أي نوع من المحاصصات الطائفية التي تبنى عليها أي عملية سياسية مآلها الفشل، ولبنان مثال على ذلك، فما بالك والعملية السياسية تقوم على بعد طائفي وحيد يستمد شرعيته وأدوات خطابه من نفي الآخرين وإقصائهم ومصادرة حقوقهم السياسية والاجتماعية والدينية.
الحالة العراقية زمن صدام مقارنة بما يحصل اليوم أصبحت تستحضر في المناسبات الاحتجاجية، وربما يكون هذا انعكاسا لما تؤمن به النخب وتردده ويؤمن به العامة من الشعب.
العراق كبلد متنوع ومتعدد الأعراف والأعراق قاده البعث فترة من الزمن بعد أن وحد الفكرة السياسية وجعلها عروبية خالصة، تمحور الجميع حولها وآمنوا بها في مشهد وحد السني والشيعي تحت مظلتها، بل وجعلهما في خندق واحد لقتال عدو مشترك لا يختلف إلا في قوميته التي كانت شعارا وشرعية أججت الصراع العراقي الإيراني في تلك الحقبة، ومن المضحكات المبكيات في المشهد العراقي السابق أن صدام البعثي بخلفيته السنية، قاتل شيعة إيران بقيادات شيعية عربية، وفي النهاية انتصر العراق العروبي وانصهر المجتمع تماما تحت لواء العروبة ومفاهيمها الثورية بصبغتها العراقية.
اليوم العراق تحت الوصاية الإيرانية، وهذه الوصاية تكمن خطورتها في تلك الشرعية الدينية التي تسبغ على إيران بعدا عقائديا لتكون المحرك والمتحرك الوحيد في العراق، ولتغدو سياساتها وأذرعها الثابت الوحيد هناك، وهو ما جعل الشعب العراقي العظيم ينتفض ويشعر بالنقص والتنقص الذي تمارسه إيران تجاه الإنسان العراقي وقيمه العروبية والإنسانية.
الحالة العراقية تثبت أن إيران وإن هيمنت طائفيا وعسكريا على العراق إلا أنها عاجزة عن بناء دولة عصرية، يتحقق فيها أبسط قيم العدالة والمساواة، فالواقع العراقي يثبت أن هذا البلد المستعمر إيرانيا قد جعل حديقة خلفية لممارسة كل أنواع النزق الفارسي والإقصاء الأعجمي تجاه العراقيين، شيعتهم قبل سنتهم، وهذا يؤكد أن البعد الشيعي المذهبي في الحالة الإيرانية ما هو إلا غطاء يستر الفوقية الفارسية التي لا ترى في العرب بسنتهم وشيعتهم سوى اتباع ومستضعفين تستصغرهم وتسخرهم لحاجاتها ومطامعها التوسعية تحت شرعية المذهب وقداسة رموزه وأدواته في العراق وخارج حدوده.
@alaseery2
المشهد ينبئ بتحولات سياسية واجتماعية تذهب باتجاه رفض الوصاية الإيرانية الشمولية التي باتت تتحكم في القرار السيادي لشيعة العراق قبل سنته، وهذا ما جعل الثورة الأخيرة ثورة شيعية عربية خالصة، والمفارقة أن هؤلاء الثوار يسترجعون ماضي العراق مع صدام وكيف كانت أحوالهم أفضل، بالرغم من أنهم قد سارعوا إلى إسقاط تمثاله في ساحة الفردوس عام 2003 لحظة دخول القوات الأمريكية بغداد الرشيد، في مشهد كانوا يمنون أنفسهم أنه نهاية تلك الحقبة البائسة.
نحن أمام حالة من التطور السياسي لشعب كان يرى في الخلاص من نظام البعث أملا يرتجى، وحين أصبح الحلم حقيقة كانت الطائفية وخطاباتها وصورها هي من أوصلته إلى حالة البؤس والتردي والشقاء.
تثبت الأحداث التاريخية المتلاحقة أن أي نوع من المحاصصات الطائفية التي تبنى عليها أي عملية سياسية مآلها الفشل، ولبنان مثال على ذلك، فما بالك والعملية السياسية تقوم على بعد طائفي وحيد يستمد شرعيته وأدوات خطابه من نفي الآخرين وإقصائهم ومصادرة حقوقهم السياسية والاجتماعية والدينية.
الحالة العراقية زمن صدام مقارنة بما يحصل اليوم أصبحت تستحضر في المناسبات الاحتجاجية، وربما يكون هذا انعكاسا لما تؤمن به النخب وتردده ويؤمن به العامة من الشعب.
العراق كبلد متنوع ومتعدد الأعراف والأعراق قاده البعث فترة من الزمن بعد أن وحد الفكرة السياسية وجعلها عروبية خالصة، تمحور الجميع حولها وآمنوا بها في مشهد وحد السني والشيعي تحت مظلتها، بل وجعلهما في خندق واحد لقتال عدو مشترك لا يختلف إلا في قوميته التي كانت شعارا وشرعية أججت الصراع العراقي الإيراني في تلك الحقبة، ومن المضحكات المبكيات في المشهد العراقي السابق أن صدام البعثي بخلفيته السنية، قاتل شيعة إيران بقيادات شيعية عربية، وفي النهاية انتصر العراق العروبي وانصهر المجتمع تماما تحت لواء العروبة ومفاهيمها الثورية بصبغتها العراقية.
اليوم العراق تحت الوصاية الإيرانية، وهذه الوصاية تكمن خطورتها في تلك الشرعية الدينية التي تسبغ على إيران بعدا عقائديا لتكون المحرك والمتحرك الوحيد في العراق، ولتغدو سياساتها وأذرعها الثابت الوحيد هناك، وهو ما جعل الشعب العراقي العظيم ينتفض ويشعر بالنقص والتنقص الذي تمارسه إيران تجاه الإنسان العراقي وقيمه العروبية والإنسانية.
الحالة العراقية تثبت أن إيران وإن هيمنت طائفيا وعسكريا على العراق إلا أنها عاجزة عن بناء دولة عصرية، يتحقق فيها أبسط قيم العدالة والمساواة، فالواقع العراقي يثبت أن هذا البلد المستعمر إيرانيا قد جعل حديقة خلفية لممارسة كل أنواع النزق الفارسي والإقصاء الأعجمي تجاه العراقيين، شيعتهم قبل سنتهم، وهذا يؤكد أن البعد الشيعي المذهبي في الحالة الإيرانية ما هو إلا غطاء يستر الفوقية الفارسية التي لا ترى في العرب بسنتهم وشيعتهم سوى اتباع ومستضعفين تستصغرهم وتسخرهم لحاجاتها ومطامعها التوسعية تحت شرعية المذهب وقداسة رموزه وأدواته في العراق وخارج حدوده.
@alaseery2