كاتب فرنسي: رياضيون انسحبوا من بطولة العالم حتى لا تحولهم قطر إلى فئران تجارب

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2019

Tue - 01 Oct 2019

أفرد الكاتب داميان بوغونيه مساحة واسعة بصحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية تحدث خلالها في مقال مطول أمس الأول عن استغلال قطر لبطولة العالم لألعاب القوى الحالية على أنها بروفة لكأس العالم 2022، مؤكدا انسحاب عدد كبير من المشاركين.  

وكتب تحت عنوان "الرياضيون المشاركون في بطولة العالم لألعاب القوى سيكونون بمثابة حقل تجارب من أجل لاعبي كرة القدم".

وشبه قطر بالإمارة وقال إنها تعتبر ألعاب القوى العالمية الحالية بمثابة البروفة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022.

ونقل الكاتب على لسان المدير التقني باتريس جيرجيس "صدمة حرارة لا نهاية لها، تشعر وكأنك بيتزا تخبز في فرن"، قبل أن تشعر بالبرودة بمجرد وصولك إلى السيارة والفنادق واستاد خليفة.

وأضاف الكاتب" منذ يوم الجمعة، انخرط ممثلو ألعاب القوى في العالم في تجربة جديدة. وفد أطباء على أهبة الاستعداد، خصوصا على المتسابقين الهالكين الذين انخفض عددهم بسبب حرارة الليل (حيث بلغ عدد المنسحبين 28 من أصل 68). ويخشى كثيرون اضطرابات والتهابات الأنف والأذن والحنجرة بسبب الانتقال بين الجو الحار والبارد المستمرـ سيكون المشاركون في هذه البطولة بمثابة البروفة للاعبي كرة القدم قبل المونديال، ذلك يشعرك بأنك فأر تجربة، فعلى المستوى الطبي فإن درجات الحرارة ستكون أكثر اعتدالا في نوفمبر وديسمبر، وأكثر من ذلك على الجوانب البيئية والثقافية".

الرياضة كأداة للتأثير

في قطر ليس هناك مطر باستثناء أمطار النقد والأسئلة، حيث يحاول منظمو مونديال 2022، الذي يتوقعون مليون زائر، طمأنة الجميع. نعم، الملاعب المفتوحة والمكيفة ستثبت توافقها مع البيئة. نعم، الناس المثليون "سيكونون موضع ترحيب"، حتى لو كان الشذوذ الجنسي غير قانوني. لا، للإسراف في القبلات وعلامات المودة المرفوضة. نعم، يمكن للمشجعين الأجانب شرب الكحول في المناطق المخصصة. بغض النظر عن عدد النوادي وفنادق الدوحة القليلة الحائزة على ترخيص أو امتياز سينعكس ذلك على أسعار الفائدة.

البقاء على المسار، التحدي الأكبر في عاصمة ولاية الغاز الصغيرة، أن تمشي دون رؤية رافعة، أمر مستحيل. آفاق كأس العالم قد سارعت وتيرة البناء. المشروع الأكثر أهمية يقع على بعد 20 كلم إلى الشمال، وهو استاد لوسيل الأيقوني الذي سيستضيف المباراة الافتتاحية والنهائية للمونديال.

لا تود الإمارة، التي تستخدم الرياضة من أجل زيادة نفوذها، إعطاء انطباع سلبي. إلا إن كان سيتم ربط جميع الملاعب بواسطة مترو جديد. وبالتالي، لن يستغرق الأمر "أكثر من ساعة واحدة للتنقل من استاد لآخر"، كما تقول اللجنة المنظمة، في أوائل عام 2017، تم الكشف عن فاتورة البنية التحتية الإجمالية من قبل وزير المالية، والتي بلغت 200 مليار دولار، ما يعادل "500 مليون دولار في الأسبوع". قبل أربعة أشهر من الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الجيران الذين كانوا مصدر الكثير من مواد البناء.

عمل متواصل وراتب ضعيف

ما زالت منطقة استاد لوسيل خاوية. بعد الظهر تصل درجة الحرارة إلى 37 درجة، حيث يهلك مرتدو القبعات الزرقاء، يجلسون على الرصيف، عمال من شبه القارة الهندية ينتظرون في تجمعات الحافلة الصغيرة التي ستعيدهم إلى مقر سكنهم. هنا نحاور نيبالي، يبلغ من العمر ثلاثين عاما ونحيل للغاية. مضى عام على وصوله إلى قطر، وعلى عمله في هذا الموقع، حيث يعمل 6 أيام من أصل 7 "نبدأ العمل في السادسة صباحا، وننتهي الخامسة مساء، وساعة واحدة للراحة، يبلغ عددنا نحو 6000، الراتب 1100 ريال شهريا (280 يورو).

منذ زمن والمنظمات غير الحكومية تنتقد الإمارة لظروف العمل التي تعد "كالعبودية"، وتتفاخر سلطات البلاد، التي يعد نصيب الفرد فيها من إجمالي الناتج المحلي من الأعلى في العالم، بتقدمها في هذا المجال، وبالدور المحدد الذي يلعبه منظم كأس العالم. وصلت الحافلة، وهو الوقت المناسب فقط لسؤال رجلنا عن مشاعره في هذا اليوم. "يوم قاس، لكن لا بأس". هذه هي قطر التي تتعب الناس. فلا مكيف، ولا كلمة شكر.