فرنسي يروي قصصا مأساوية في قطر

كاتب ورجل أعمال فرنسي يروي لنادي الصحافة السويسري مأساته في الدوحة: قضيت 6 سنوات من الاعتقال التعسفي مع القتلة والمجرمين حوار تلفزيوني دفعهم لطرد أسرتي خلال أسبوع وملاحقتي التسلط والقمع جعلاني أشعر بأنني أعيش في دولة من العصور الوسطى 2000 أجنبي يتعرضون لظروف قاسية داخل السجون القطرية أدعو وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية إلى فضح ممارسات الدوحة
كاتب ورجل أعمال فرنسي يروي لنادي الصحافة السويسري مأساته في الدوحة: قضيت 6 سنوات من الاعتقال التعسفي مع القتلة والمجرمين حوار تلفزيوني دفعهم لطرد أسرتي خلال أسبوع وملاحقتي التسلط والقمع جعلاني أشعر بأنني أعيش في دولة من العصور الوسطى 2000 أجنبي يتعرضون لظروف قاسية داخل السجون القطرية أدعو وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية إلى فضح ممارسات الدوحة

الأربعاء - 18 سبتمبر 2019

Wed - 18 Sep 2019

"استولوا على شركته وأمواله، ثم اعتقلوه تعسفيا، ووضعوه في السجن 6 سنوات مع المجرمين والقتلة دون حكم قضائي". هكذا فعل النظام القطري مع الكاتب ورجل الأعمال الفرنسي جون بيير مارونجو الذي يعيش مأساة كبيرة أصر أن تصل إلى العالم كله، حتى يفضح نظام الدوحة الداعم للإرهاب.

سرد المواطن الفرنسي قصته كاملة خلال مؤتمر صحفي بنادي الصحافة السويسري في جنيف، وتحدث عن الظروف القاسية والمعاناة الهائلة التي واجهها في السجون القطرية، بعد أن تعمدت السلطات وضعه مع المجرمين والقتلة والمحكومين في جرائم الإرهاب من المتشددين، وتحريض النظام للموجودين في السجن على مهاجمته والاعتداء عليه طوال الوقت.

استدراج ومأساة

يقول جون بيير مارونجو إنه كان يمتلك شركة لإدارة المشروعات، ويركز على العمل في القارة الأفريقية، حتى نجح القطريون في استدراجه من خلال أحاديث مسؤولي "قطر للبترول" في مناسبات عدة في لندن وروما، وبالفعل عقد مارونجو شراكة مع أحد القطريين من عائلة آل ثاني، والذي كانت نسبته في الشركة 51%.

وأشار مارونجو إلى أن الفترة الأولى لعمله في قطر كانت جيدة، يقول: عملت الشركة مع قطر للبترول وغيرها، وحققت الشركة نجاحات دفعت بعض قنوات التلفزيون العالمية لإجراء حوارات معي، ولكن ودون مقدمات وجدت نفسي وعائلتي التي انتقلت للعيش في قطر أمام مأساة.

طرد واستيلاء على الأموال

قال مارونجو: إن القطريين وبعد أحد حواراته التلفزيونية لم يرتاحوا إلى كلامه عن الوضع في قطر، إضافة إلى غيرتهم ربما من النجاحات التى حققها هناك، وأشار في حديثه إلى الصحفيين في جنيف إلى أنه بعد ذلك وجد نفسه في أحد الأيام وقد دخل مكتبه بالشركة فريق من وزارة الداخلية والعدل والبوليس المحلي، حيث أبلغ بأن عليه ترك الشركة ومغادرة قطر خلال أسبوع.

وأضاف مارونجو أنه بعد ذلك تلقى خطابا من البنك بأن نحو 6 ملايين ريال قطري غير مغطاة، وهو ما يمثل دينا، واكتشف أن الشريك القطري سحب كل الأموال السائلة من حساب الشركة وتركه دون أي أموال حتى يلقى مصيره.

اعتقال تعسفي

الفرنسى جون بيير مارونجو الذي أصدر كتابين عن معاناته في قطر وسجونها، وسلط الضوء على ما يجري مع الأجانب هناك، أشار إلى أنه بعد وضعه في هذا الموقف الصعب، تم ترحيل أسرته، لكن قرر هو البقاء من أجل الدفاع عن حقوقه من خلال النظام القضائي القطري رغم أنهم استولوا على كل شيء، ولم يتركوا له أي مصدر للدخل.

وأشار إلى أنه حين وجد نفسه حبيسا داخل قطر، فضل أن يقوم بمحاولة للهرب بقارب إلى أي دولة مجاورة ولكن فشلت محاولته وقُبض عليه، حيث بدأت المأساة مع السجن في قطر بدعوى أنه مدان بشيكات بمبلغ 3 ملايين ريال قطري.

وأكد المواطن الفرنسي أنه عرض على المحكمة مرتين فقط، ومنعت عنه السلطات في قطر توكيل محام للدفاع عنه، وأنه اعتقل وسجن تعسفيا دون أي مبررات قانونية، خاصة أن الشراكة بينه وبين القطري من آل ثاني كانت موثقة في الدولة.

2000 سجين أجنبي

عن الوضع الذي عاناه في السجن قال جون بيير مارونجو، "إنه إضافة إلى تحريض المجرمين الذين وضع معهم للاعتداء عليه، كانت الاعتداءات عليه من قبل حراس السجن لا تتوقف لمدة 6 سنوات حتى الإفراج عنه، كما لم تتوقف وسائل التعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من النوم، وكذلك تقديم أسوأ الطعام إليه"، ونوه إلى أنهم أوصلوه في السجن بقطر إلى مرحلة أنه فقد الأمل بشكل كامل في الخروج إلى النور يوما، كما أكد أنه وقف في السجن على حالات لأكثر من أجنبي محبوس هناك، ويواجهون ظروفا قاسية للغاية داخل السجن في قطر، ومنهم حالات كثيرة سجنت تعسفيا وفي غياب كامل للمحاكمات النزيهة أو النظام القضائي المستقل.

قمع وتسلط

ويرى جون بيير مارونجو أن النظام القطري وسلطاته وضعوا الشعب والعاملين هناك في دولة من العصور الوسطى، حيث التسلط والقمع وغياب العدالة، وأعرب المواطن الفرنسي عن استنكاره لغياب صوت وسائل الإعلام الفرنسية فيما يخص الأهوال التى تحدث في قطر.

واتهم مارونجو وسائل الإعلام بالتواطؤ مع قطر بفعل الأموال التي تدفعها لهذه المؤسسات، وأشار إلى أنه قام بمحاولات عدة للإفراج عنه بعفو في رمضان، كما يفعل أمير قطر كل عام، ولكن دون جدوى، وفي العام الماضى وبعد رسالته أبلغوه فجأة أنه سيفرج عنه ولكن بشرط أن يدفع ديونه على الرغم من أنهم استولوا على كل ما يملك وليس لديه أي شيء.

وأشار إلى أن التدخل الرسمي الفرنسي بعد ذلك كان وراء خروجه من قطر، حيث ظل رهن الشك حتى مغادرته مطار الدوحة بعد اصطحاب القنصل الفرنسي له من أجل ضمان مغادرته بسلام.

افضحوا النظام

ودعا مارونجو وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية إلى عدم الصمت، وفضح ممارسات النظام القطري التي لم تترك أحدا هناك إلا وطالته بالقمع والظلم والقسوة، كما أكد أنه لن يقبل بأي تسوية مالية أو غيرها مع النظام القطري، ولن يقبل إلا بتحقيق عادل له ولأسرته.

الأكثر قراءة