الفتاة الزرقاء تصيب خامنئي بالرعب
سحر خداياري تودع الحياة بعد أسبوع من محاولة الانتحار أمام محكمة الثورة
والد الضحية: جريمة ابنتي الوحيدة أنها تحب كرة القدم
ذهبت للمحكمة لاسترجاع هاتفها فأبلغوها بالسجن 6 أشهر لمؤازرة الاستقلال
سحر خداياري تودع الحياة بعد أسبوع من محاولة الانتحار أمام محكمة الثورة
والد الضحية: جريمة ابنتي الوحيدة أنها تحب كرة القدم
ذهبت للمحكمة لاسترجاع هاتفها فأبلغوها بالسجن 6 أشهر لمؤازرة الاستقلال
الثلاثاء - 10 سبتمبر 2019
Tue - 10 Sep 2019
انفجرت نيران الغضب في وجه النظام الإيراني، عقب وفاة مشجعة كرة القدم سحر خداياري « 29 عاما» في مستشفى مطهري، بعد أسبوع واحد من إضرام النار في نفسها أمام محكمة الثورة في طهران.
وأفادت مصادر إعلامية إيرانية بأن مشجعة الاستقلال التي اعتقلت أثناء محاولتها دخول استاد آزادي، وحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر، توفيت أمس الأول متأثرة بجراحها، وقال مصدر مطلع إن الفتاة نقلت إلى سجن قرشك في ورامين بعد احتجازها أثناء محاولتها دخول استاد آزادي، وتم اعتقالها لبعض الوقت بعد إحالة قضيتها إلى محكمة الثورة في طهران.
وراجعت هذه المشجعة محكمة الثورة في الثالث من سبتمبر الحالي، لاسترجاع هاتفها المحمول ومتعلقاتها الشخصية التي استولى عليها رجال الأمن في استاد آزادي، لكن المحكمة أبلغتها بالحكم عليها بالسجن لمدة 6 أشهر، ووفقا لشهود عيان، خرجت هذه المشجعة من المحكمة وهي تصرخ وتحتج، وقد أضرمت النار في نفسها.
الزيارة ممنوعة
ورفض رجال الأمن السماح للصحافيين بزيارة المشجعة في المستشفى، وقالوا لهم إن «قضية سحر خداياري» أمنية، فيما قال والدها، لصحيفة «شهروند» إن ابنته «کانت تحب كرة القدم وفريق الاستقلال وتم اعتقالها في أول محاولة لها للذهاب إلى استاد آزادي».
وذكرت شقيقة سحر خداياري، أن أختها كانت ترتدي باروكة زرقاء ومعطفا طويلا في أول محاولة لدخول استاد آزادي لمشاهدة مباراة الاستقلال والعين الإماراتي، يوم الثلاثاء 12 مارس الماضي، ولكن عندما حاول الضباط تفتيشها قالت إنها فتاة، وتم القبض عليها.
وكانت شقيقة المشجعة قالت لصحيفة «شهروند» إن حالة سحر ليست جيدة ولديها حروق بنسبة 90%، ولقد تضررت رئتاها أيضا من الداخل.
كلهم تخلوا عنها
يشار إلى أن إشعال هذه الفتاة النار في نفسها أثار ردود فعل واسعة النطاق على شبكات التواصل الاجتماعي وبين لاعبي کرة القدم والرأي العام. وقد أعلن بعض المسؤولين الحكوميين والنواب عن متابعة هذا الأمر. لكن قبل يومين من إعلان نبأ وفاة هذه المشجعة قال والدها في مقابلة مع صحيفة «شهروند»: «لم يأت أحد إلي. لم أر أي لاعب يتابع قضية ابنتي».
وذكرت مصادر قريبة من الأحداث أن دفن جثة سحر خداياري تم وسط إجراءات أمنية مشددة ودون وجود أقاربها في قم، قبل إعلان خبر وفاتها.
وقال مصدر مطلع إن قوات الأمن دفنت جثة سحر خداياري في «بهشت معصومة» في قم أمس، وأنه لم يسمح لأقاربها بحضور الجنازة، كما أفادت بعض المصادر أيضا بأن مراسم دفن سحر خداياري تمت قبل ثلاثة أيام، لكن الصحافيين الذين کانوا على اتصال بعائلتها أكدوا أن أسرة المشجعة ومدير المستشفى قالوا إنها توفيت أمس الأول.
ضرب بالهراوة
ولا تعد قضية المشجعة سحر الأولى من نوعها، فقد تحدث نشطاء حقوقيون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، على تعرض العديد ممن يذهبن للملاعب للضرب والإهانة، وقالوا إن عددا من النساء اللائي ذهبن إلى ملعب آزادي لمشاهدة مباراة كرة القدم بين إيران وسوريا، في يونيو الماضي، تعرضن للضرب على أيدي الشرطة، وتم القبض على اثنتين منهن ونقلهما إلى مرکز اعتقال «وزراء».
وتحدثت النساء اللائي تعرضن للضرب في ملعب آزادي، في مقاطع فيديو تم بثها في شبكات التواصل الاجتماعي، عن تعامل رجال الأمن الخشن والعنيف معهن، وقالت واحدة من النساء اللاتي ضربن بالهراوة «كنا فقط واقفات ولم نفعل أي شيء، وحتى لم يكن في أيدينا العلم الإيراني، لكن قوات الشرطة هاجمتنا وضربتنا بالهراوات. وأخذت اثنتين منا».
وقالت شاهدة عيان أخرى «هاجمتنا قوات الشرطة.. أهانونا، وضربونا، وجروا إحدى صديقاتنا على الأرض وأخذوا هاتفها.. يبدو أنهم کانوا يظنون أنها قامت بتصوير الحدث».
يذكر أنه تم تقييد حضور النساء الإيرانيات في الملاعب في السنوات التي تلت ثورة 1979، ثم بعد ذلك تم منع النساء من الحضور تماما، ولم يعد يسمح لهن بدخول الملاعب منذ سنوات طويلة، غير أنه في حالات قليلة من البطولات الدولية لكرة القدم، سمح لعدد محدود من النساء بالدخول إلى الملعب، وذلك لتفادي ملاحظات المنظمات الدولية الرياضية مثل الفيفا.
وتسعى النساء في إيران منذ سنوات عديدة للحصول على حقوقهن الطبيعية في الجلوس على كراسي الجمهور في الملاعب الرياضية، لكنهن يواجهن في كثير من الأحيان تصديا عنيفا من الشرطة.
100 ألف حالة انتحار
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، في تقرير صادر أخيرا، تسجيل نحو 100 ألف محاولة للانتحار داخل البلاد، التي تضم 31 محافظة، خلال الفترة من مارس 2018 إلى مارس 2019.
وقالت مريم نجاد، المسؤولة عن برنامج «الوقاية من الانتحار» بالوزارة الإيرانية، إن أعلى معدل لحالات وفاة ناجمة عن انتحار حدث في نطاق 18 إقليما إيرانيا أبرزها العاصمة طهران وفارس وكردستان وإيلام.
وأضافت نجاد، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، فإن هناك زيادة ملحوظة داخل بلادها خلال السنوات الأخيرة تجاه محاولات الانتحار.ورصدت بيانات الصحة الإيرانية أن الفئة العمرية بين سن 15 و34 عاما هي الأعلى ضمن محاولات الانتحار في إيران بنسبة 75%، فيما كان 50% منهم متزوجين، ولم تفلح الأرقام الهاتفية المخصصة لمكافحة الانتحار- على ما يبدو- في تقليص أغلب المحاولات في هذا الصدد.
انتحار جماعي
وشهدت إحدى القرى الإيرانية واقعة انتحار جماعي بمحافظة أذربيجان الشرقية في مايو الماضي؛ جراء انعدام فرص العمل اللائقة، وسط فشل واضح لحكومة طهران على مستوى تحسين ظروف قطاع التوظيف المحلي المتدهور للغاية. وذكرت وكالة أنباء العمال الإيرانية «إيلنا» شبه الرسمية، نقلا عن نائب برلماني أن 7 أشخاص من قرية واحدة انتحروا حينها بمقاطعة هريس مركز محافظة أذربيجان الشرقية بسبب البطالة. وأقدم إيرانيون طوال الأشهر الأخيرة على إضرام النيران بأجسادهم؛ احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية أمام مبان حكومية أبرزها برلمان طهران والرئاسة الإيرانية.
وتحولت حالات الانتحار بين المراهقين الإيرانيين على وجه الخصوص إلى ظاهرة اجتماعية مثيرة للقلق أخيرا، إثر الضغوط الناجمة عن تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي من أبرزها ارتفاع معدلات البطالة والطلاق.
أرقام مفزعة
100 ألف محاولة انتحار خلال عام
05 % من المنتحرين متزوجون
75 % من المنتحرين في الفئة العمرية من 15 إلى 34 عاما
53 % من الساعين للانتحار حاصلون على تعليم أدنى من الجامعي
73 % منهم يسكنون مناطق حضرية
82 % من المنتحرين يستخدمون العقاقير والحبوب
وأفادت مصادر إعلامية إيرانية بأن مشجعة الاستقلال التي اعتقلت أثناء محاولتها دخول استاد آزادي، وحكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر، توفيت أمس الأول متأثرة بجراحها، وقال مصدر مطلع إن الفتاة نقلت إلى سجن قرشك في ورامين بعد احتجازها أثناء محاولتها دخول استاد آزادي، وتم اعتقالها لبعض الوقت بعد إحالة قضيتها إلى محكمة الثورة في طهران.
وراجعت هذه المشجعة محكمة الثورة في الثالث من سبتمبر الحالي، لاسترجاع هاتفها المحمول ومتعلقاتها الشخصية التي استولى عليها رجال الأمن في استاد آزادي، لكن المحكمة أبلغتها بالحكم عليها بالسجن لمدة 6 أشهر، ووفقا لشهود عيان، خرجت هذه المشجعة من المحكمة وهي تصرخ وتحتج، وقد أضرمت النار في نفسها.
الزيارة ممنوعة
ورفض رجال الأمن السماح للصحافيين بزيارة المشجعة في المستشفى، وقالوا لهم إن «قضية سحر خداياري» أمنية، فيما قال والدها، لصحيفة «شهروند» إن ابنته «کانت تحب كرة القدم وفريق الاستقلال وتم اعتقالها في أول محاولة لها للذهاب إلى استاد آزادي».
وذكرت شقيقة سحر خداياري، أن أختها كانت ترتدي باروكة زرقاء ومعطفا طويلا في أول محاولة لدخول استاد آزادي لمشاهدة مباراة الاستقلال والعين الإماراتي، يوم الثلاثاء 12 مارس الماضي، ولكن عندما حاول الضباط تفتيشها قالت إنها فتاة، وتم القبض عليها.
وكانت شقيقة المشجعة قالت لصحيفة «شهروند» إن حالة سحر ليست جيدة ولديها حروق بنسبة 90%، ولقد تضررت رئتاها أيضا من الداخل.
كلهم تخلوا عنها
يشار إلى أن إشعال هذه الفتاة النار في نفسها أثار ردود فعل واسعة النطاق على شبكات التواصل الاجتماعي وبين لاعبي کرة القدم والرأي العام. وقد أعلن بعض المسؤولين الحكوميين والنواب عن متابعة هذا الأمر. لكن قبل يومين من إعلان نبأ وفاة هذه المشجعة قال والدها في مقابلة مع صحيفة «شهروند»: «لم يأت أحد إلي. لم أر أي لاعب يتابع قضية ابنتي».
وذكرت مصادر قريبة من الأحداث أن دفن جثة سحر خداياري تم وسط إجراءات أمنية مشددة ودون وجود أقاربها في قم، قبل إعلان خبر وفاتها.
وقال مصدر مطلع إن قوات الأمن دفنت جثة سحر خداياري في «بهشت معصومة» في قم أمس، وأنه لم يسمح لأقاربها بحضور الجنازة، كما أفادت بعض المصادر أيضا بأن مراسم دفن سحر خداياري تمت قبل ثلاثة أيام، لكن الصحافيين الذين کانوا على اتصال بعائلتها أكدوا أن أسرة المشجعة ومدير المستشفى قالوا إنها توفيت أمس الأول.
ضرب بالهراوة
ولا تعد قضية المشجعة سحر الأولى من نوعها، فقد تحدث نشطاء حقوقيون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، على تعرض العديد ممن يذهبن للملاعب للضرب والإهانة، وقالوا إن عددا من النساء اللائي ذهبن إلى ملعب آزادي لمشاهدة مباراة كرة القدم بين إيران وسوريا، في يونيو الماضي، تعرضن للضرب على أيدي الشرطة، وتم القبض على اثنتين منهن ونقلهما إلى مرکز اعتقال «وزراء».
وتحدثت النساء اللائي تعرضن للضرب في ملعب آزادي، في مقاطع فيديو تم بثها في شبكات التواصل الاجتماعي، عن تعامل رجال الأمن الخشن والعنيف معهن، وقالت واحدة من النساء اللاتي ضربن بالهراوة «كنا فقط واقفات ولم نفعل أي شيء، وحتى لم يكن في أيدينا العلم الإيراني، لكن قوات الشرطة هاجمتنا وضربتنا بالهراوات. وأخذت اثنتين منا».
وقالت شاهدة عيان أخرى «هاجمتنا قوات الشرطة.. أهانونا، وضربونا، وجروا إحدى صديقاتنا على الأرض وأخذوا هاتفها.. يبدو أنهم کانوا يظنون أنها قامت بتصوير الحدث».
يذكر أنه تم تقييد حضور النساء الإيرانيات في الملاعب في السنوات التي تلت ثورة 1979، ثم بعد ذلك تم منع النساء من الحضور تماما، ولم يعد يسمح لهن بدخول الملاعب منذ سنوات طويلة، غير أنه في حالات قليلة من البطولات الدولية لكرة القدم، سمح لعدد محدود من النساء بالدخول إلى الملعب، وذلك لتفادي ملاحظات المنظمات الدولية الرياضية مثل الفيفا.
وتسعى النساء في إيران منذ سنوات عديدة للحصول على حقوقهن الطبيعية في الجلوس على كراسي الجمهور في الملاعب الرياضية، لكنهن يواجهن في كثير من الأحيان تصديا عنيفا من الشرطة.
100 ألف حالة انتحار
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، في تقرير صادر أخيرا، تسجيل نحو 100 ألف محاولة للانتحار داخل البلاد، التي تضم 31 محافظة، خلال الفترة من مارس 2018 إلى مارس 2019.
وقالت مريم نجاد، المسؤولة عن برنامج «الوقاية من الانتحار» بالوزارة الإيرانية، إن أعلى معدل لحالات وفاة ناجمة عن انتحار حدث في نطاق 18 إقليما إيرانيا أبرزها العاصمة طهران وفارس وكردستان وإيلام.
وأضافت نجاد، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، فإن هناك زيادة ملحوظة داخل بلادها خلال السنوات الأخيرة تجاه محاولات الانتحار.ورصدت بيانات الصحة الإيرانية أن الفئة العمرية بين سن 15 و34 عاما هي الأعلى ضمن محاولات الانتحار في إيران بنسبة 75%، فيما كان 50% منهم متزوجين، ولم تفلح الأرقام الهاتفية المخصصة لمكافحة الانتحار- على ما يبدو- في تقليص أغلب المحاولات في هذا الصدد.
انتحار جماعي
وشهدت إحدى القرى الإيرانية واقعة انتحار جماعي بمحافظة أذربيجان الشرقية في مايو الماضي؛ جراء انعدام فرص العمل اللائقة، وسط فشل واضح لحكومة طهران على مستوى تحسين ظروف قطاع التوظيف المحلي المتدهور للغاية. وذكرت وكالة أنباء العمال الإيرانية «إيلنا» شبه الرسمية، نقلا عن نائب برلماني أن 7 أشخاص من قرية واحدة انتحروا حينها بمقاطعة هريس مركز محافظة أذربيجان الشرقية بسبب البطالة. وأقدم إيرانيون طوال الأشهر الأخيرة على إضرام النيران بأجسادهم؛ احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية أمام مبان حكومية أبرزها برلمان طهران والرئاسة الإيرانية.
وتحولت حالات الانتحار بين المراهقين الإيرانيين على وجه الخصوص إلى ظاهرة اجتماعية مثيرة للقلق أخيرا، إثر الضغوط الناجمة عن تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي من أبرزها ارتفاع معدلات البطالة والطلاق.
أرقام مفزعة
100 ألف محاولة انتحار خلال عام
05 % من المنتحرين متزوجون
75 % من المنتحرين في الفئة العمرية من 15 إلى 34 عاما
53 % من الساعين للانتحار حاصلون على تعليم أدنى من الجامعي
73 % منهم يسكنون مناطق حضرية
82 % من المنتحرين يستخدمون العقاقير والحبوب