"بوكلين" يمحو الذكريات

السبت - 07 سبتمبر 2019

Sat - 07 Sep 2019

تزامنا مع بدء أعمال الهدم والإزالة الحالية لمبنى الإذاعة والتلفزيون بجدة، ظهرت ردود فعل واسعة بين أوساط السعوديين عامة والمثقفين والإعلاميين خاصة، متسائلين: هل مصير معلم ومبنى ثقافي عمره 59 عاما يكون الهدم بدلا من التخليد؟

ذكرى افتتاحه في عهد الملك فيصل:

مبنى الإذاعة والتلفزيون بجنوب جدة، والذي افتتحه الملك فيصل، رحمه الله، عام 1960 يتكون من 12 طابقا، وجرى إخلاؤه منذ سنوات عدة لدواعي السلامة.

5 وزراء إعلام عاصروا المبنى

من جهته أكد لـ»مكة» مدير عام فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة وليد بافقيه، أن الذكريات الجميلة يكنها كل رمز إعلامي ومسؤول تجاه المبنى الواقع على شارع الميناء، كمعلم حضاري وعلامة بارزة في قلب عروس البحر الأحمر، والذي وضع حجر أساسه في عهد الملك فيصل -رحمه الله- وظل شامخا لنحو خمسة عقود، كأحد المعالم المهمة.

وقال «تتجسد ذكرياتي في العمل داخل المبنى بعد انتقالي من المركز الرئيس بالوزارة بالرياض عام 1416 عقب أن عملت بها 10 سنوات، وكان المسؤول عن المبنى حينها وكيل الوزارة المساعد إسماعيل مهلهل، وخلفه عدنان فالودة - رحمه الله - ومن ثم نقلنا إلى المبنى الجديد بفرع بشارع الأمانة، والذي ضم جميع قطاعات الوزارة ما عدا الإذاعة والتلفزيون اللذين تم إنشاء مبنين جديدين منفصلين لهما في الموقع نفسه».

وأضاف: تتواصل ذكرياتي عن «المبنى القديم»، حيث عملت به خمس سنوات، وكان يضم جميع قطاعات الوزارة ما عدا مركز تلفزيون جدة الذي كان خارج المبنى، وكان تصميمه جميلا جدا، وتمنى بافقيه بناء مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون حاليا بمواصفات التصميم السابق، مع إضافات جميلة.

لا جدوى من الترميمات

من جهتها أوضحت هيئة الإذاعة والتلفزيون أنها اتخذت قرار إخلاء المبنى ونقل العاملين إلى مبنى آخر بناء على نتائج الزيارة الميدانية للدفاع المدني، والتي أوضحت أن المبنى غير آمن إنشائيا، وأن بقاءه يمثل خطورة على العاملين والمواطنين،

كما أكدت الدراسات الهندسية والإنشائية عدم جدوى عمل أي ترميمات له.

وقالت «خلصت لجنة المباني الآيلة للسقوط في تقريرها بتاريخ 20 /‏ 2 /‏ 1440، والمحضر المشترك لأمانة مدينة جدة بالمشاركة مع شركة الكهرباء، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والإدارة العامة للدفاع المدني، وإدارة مرور محافظة جدة، وأمانة محافظة جدة، إلى التوجيه بإزالة المبنى، وعدم جدوى ترميمه».

وأكدت الهيئة أنها أخذت مسألة حفظ وتأصيل الإرث الوطني، المتمثل بالمبنى المذكور، بجدية بالغة وفق عمل مؤسسي طوال الفترة الماضية، سواء فيما يتصل بالمبنى نفسه، أو بما تم إنجازه فيه من أعمال إعلامية خلال سنوات استخدامه، مطمئنة الجميع على أنه في مأمن ضمن الأرشيف بالمبنى الجديد، ويجري العمل على استثماره من خلال مبادرات برامج رؤية 2030.

يذكر أن المبنى يقع في حي النزلة بجدة، ووضع حجر أساسه الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله، وشهد افتتاحه أول وزير للإعلام، جميل الحجيلان، وظل طيلة العقود الماضية علامة تاريخية تميز مسيرة الإعلام السعودي.

5 وزراء إعلام عاصروا مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون القديم بجدة:

  • جميل الحجيلان

  • إبراهيم العنقري

  • الدكتور محمد عبده يماني

  • علي الشاعر

  • الدكتور فؤاد فارسي