من يحكم إيران بعد انهيار نظام خامنئي؟

مجاهدو خلق الأبرز.. الشاه يخطط للعودة.. والأقليات تبحث عن مكان محامي ترمب يعتبر رجوي وجماعتها البديل الحقيقي صفوي: نظام الملالي يضخ مبالغ كبيرة لتشويه المعارضة رضا بهلوي يدعو الإيرانيين للتوحد تحت قيادته
مجاهدو خلق الأبرز.. الشاه يخطط للعودة.. والأقليات تبحث عن مكان محامي ترمب يعتبر رجوي وجماعتها البديل الحقيقي صفوي: نظام الملالي يضخ مبالغ كبيرة لتشويه المعارضة رضا بهلوي يدعو الإيرانيين للتوحد تحت قيادته

الجمعة - 06 سبتمبر 2019

Fri - 06 Sep 2019

من يحكم إيران بعد انهيار نظام المرشد الأعلى آية الله خامنئي وسقوط الملالي؟

سؤال مهم يطرحه كثيرون بعد الوهن والضعف الذي أصاب النظام الإيراني الحالي، ومع تزايد الاحتجاجات في أغلب المدن الإيرانية وتضاعف الأزمات الاقتصادية، وتصاعد التوتر بين طهران ودول العالم، بعد أن تفرغ نظامها لدعم الإرهاب ورعاية الميليشيات المسلحة التي تثير القلق والفتنة في المنطقة.

وفيما يشير البعض إلى أن منظمة مجاهدي خلق التي تعيش في ريف ألبانيا بزعامة مريم رجوي رئيسة جمهورية الظل هي الأقرب إلى خلافة نظام ولاية الفقيه، يرى البعض الآخر أن رضا بهلوي ابن الشاه الإيراني السابق يعد مرشحا بارزا، في ظل وجود عدد من الجماعات المعارضة الأخرى.

1 منظمة خلق.. متأهبة

استعرضت مجلة النيوزويك في الأيام الماضية تقريرا مطولا عن المعارضة الإيرانية مجاهدي خلق وحظها في تغيير الحكم في طهران، نقلت «العربية نت» تفاصيله.

ذكر التقرير أن المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب رودي جولياني، ذهب إلى جماعة مجاهدي خلق في مقرها الخاضع لحراسة مشددة في ريف ألبانيا، حيث يتأهب نحو 3400 عضو للإطاحة بنظام ولاية الفقيه في طهران.

ووصف جولياني مجاهدي خلق بأنهم «حكومة في المنفى»، وقال إن إدارة ترمب تعتبر الجماعة بديلا مقبولا للنظام الحالي، وقال عمدة مدينة نيويورك الأسبق مخاطبا جمهوره المتحمس «يحدونا اليقين بأننا لن ننقذ الأرواح فحسب إذا بذلنا الجهود للإطاحة بهذا النظام الرهيب، عاجلا وليس آجلا، بل سنكون قادرين على إناطة مجموعة من أكثر الناس تحملا للمسؤولية بالمرحلة الانتقالية لإيران».

وتعد حركة مجاهدي خلق، الحركة الأقدم والأفضل تنظيما والأكثر شهرة بين عدد من حركات المعارضة الإيرانية التي تنتظر دورها.

وقالت إدارة ترمب بداية العام الحالي إنها لن تستبعد منظمة مجاهدي خلق كبديل صالح للنظام الحالي، بينما أكد كبار المسؤولين في الوقت نفسه أن ترمب لا يسعى لتغيير النظام، ويقول هؤلاء المسؤولون إن الإدارة تركز بدلا من ذلك على حملة ترمب للعقوبات الاقتصادية ضد إيران.

دعم أمريكي رفيع

شملت قائمة الداعمين لمنظمة مجاهدي خلق في احتفالاتها جون بولتون ورودي جولياني، ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق أندرو كارد، ومستشار الأمن القومي السابق الجنرال جيمس جونز، ومستشارة البيت الأبيض السابقة لشؤون الإرهاب فران تاونسيند والنائب العام السابق مايكل موكاسي ووزير الأمن الداخلي السابق توم ريدج، وكذلك مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق لويس فريه ومدير وكالة المخابرات المركزية السابق بورتر غوس، والنائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية جون سانو ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال ريتشارد مايرز، بالإضافة إلى الجنرال ويسلي كلارك والجنرال أنتوني زيني وحاكم ولاية فيرمونت السابق هوارد دين وحاكم ولاية بنسلفانيا السابق إد رينديل والسيناتور السابق روبرت توريسيللي والسيناتور السابق إيفان بايه والنائبين جون لويس وباتريك كينيدي، وآخرين غيرهم.

وقالت باربرا سلافين مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث سياسي في واشنطن ومتعاطفة مع نظام إيران: «يفعل بعض الناس ذلك لأنهم يكرهون إيران»، وأكملت: «إنهم يعتنقون القول المأثور الذي يقول إن عدو عدوي هو صديقي، كما يعلمون بأن هذه الجماعة تغيظ إيران».

مصادر استخباراتية

ـ أصبح مجاهدو خلق معروفين كمصادر استخباراتية قيمة.

ـ في 2002 كان الفضل يرجع لمنظمة مجاهدي خلق في فضح محطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية السرية آنذاك في نطنز، مما أدى إلى قيام الأمم المتحدة بعمليات تفتيش.

ـ على مدى 5 سنوات منذ 2007م، اتهم مجاهدو خلق باغتيال 6 من العلماء النوويين الإيرانيين.

ـ في 2011، قتلت الميليشيات الموالية لإيران في العراق حوالي 140 من أعضاء مجاهدي خلق، وأحرجت بشدة الجيش الأمريكي الذي كان مسؤولا عن حمايتهم.

ـ مهد قرار هيلاري كلينتون بإزالة الجماعة من قائمة الإرهاب في 2012، إجلاء أعضاء مجاهدي خلق في معسكر أشرف إلى ألبانيا.

تشويه المعارضة الإيرانية

ينكر مسؤولو منظمة مجاهدي خلق وذراعها السياسي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشدة جوانب كبيرة من تاريخ الجماعة، ويؤكدون عدم مسؤوليتهم عن اغتيال بعض الأمريكيين خلال فترة حكم الشاه.

ويقول مدير مكتب الجماعة في واشنطن علي صفوي لمجلة نيوزويك «لقد شارك النظام الإيراني في هذه الحملة الخاطئة على مدى 4 عقود»، وأردف «لقد استثمروا مبالغ ضخمة من المال في ذلك، وطوروا شبكة متطورة من المتحدثين وجماعات الضغط في الولايات المتحدة وأوروبا لتشويه صورة المعارضة الإيرانية على أنها لا تتمتع بأي دعم داخل إيران وأنها ليست ديمقراطية».

وأشار إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية «يجمع عددا من المجموعات المختلفة وحوالي 500 شخصية معارضة معروفة ممن يلتزمون بإقامة جمهورية ديمقراطية علمانية وغير نووية»، ويقول إن تمويلها يأتي فقط من أفراد أثرياء من جاليات الشتات الإيراني.

خلق.. رمز المقاومة

ـ تأسست حركة مجاهدي خلق في 1965 على يد طلاب إيرانيين عارضوا نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي أقامته الولايات المتحدة.

ـ تبنى مجاهدو خلق خلطا غريبا بين الإسلام والماركسية.

ـ كانت أول جماعة معارضة تحمل السلاح ضد الشاه وأنصاره في الغرب.

ـ وفقا للمخابرات الأمريكية قامت منظمة مجاهدي خلق في السبعينات من القرن الماضي باغتيال 3 من ضباط الجيش الأمريكي، وقتلت 3 متعاقدين أمريكيين وقصفت منشآت عدد من الشركات الأمريكية، مما جعلها تنال مكانا في قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

ـ دعمت منظمة مجاهدي خلق آية الله روح الله الخميني، الذي قاد الثورة الإيرانية في 1979 وأيدت الاستيلاء على السفارة الأمريكية.

ـ انفصلت عن الخميني بسبب قراره بالإفراج عن الرهائن الأمريكيين.

ـ في 1981 بعد انتفاضة فاشلة ضد نظام الخميني، أجبر مجاهدو خلق على الاختفاء عن الأنظار في حين فر كبار قادتهم «الزوجين مسعود ومريم رجوي» إلى باريس لتجنب الاعتقال.

ـ منحت الحرب العراقية التي بدأت 1980 مجاهدي خلق فرصة أخرى لمحاربة النظام، حيث تحالفت الجماعة مع صدام حسين وأرسلت حوالي 7000 من أعضائها للتدريب العسكري.

ـ خاض مجاهدو خلق معارك عدة ضد القوات الإيرانية خلال الحرب.

ـ في 1988 شنت الجماعة غزوا مسلحا لإسقاط النظام الإيراني، لكنها منيت بهزيمة كبيرة، وفقدت أكثر من 3000 جندي.

ـ دفع الغزو إيران إلى إعدام آلاف السجناء السياسيين من مجاهدي خلق.

ـ مع انتهاء الحرب في العام نفسه، منع صدام الجماعة من شن المزيد من الهجمات عبر الحدود.

ـ بعد الإطاحة بصدام في 2003.. نزعت أمريكا سلاح مجاهدي خلق ووضعت أعضاءها البالغ عددهم 3400 تحت حماية الولايات المتحدة.

ـ في العام نفسه اختفى مسعود رجوي في ظروف غامضة، وتولت مريم قيادة الجماعة بمفردها.

ـ أطلقت حملة بملايين الدولارات من مقرها في باريس في 2009 لإزالة مجاهدي خلق من قائمة واشنطن للإرهاب.

ـ عملت منظمة مجاهدي خلق بشكل علني في واشنطن من مكاتب في نادي الصحافة الوطني.

ـ في 2012 أزالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب.

2 عودة بهلوي

وفيما تشدد إدارة ترمب الخناق الاقتصادي على إيران، كان ولي العهد محمد رضا بهلوي يتحدث ضد النظام في طهران ويدعو المعارضين إلى التوحد تحت قيادته ورؤيته نحو إيران ديمقراطية.

لقد كان بهلوي - البالغ من العمر 58 عاما - بعمر 17 عاما فقط عندما دفعت الثورة الإيرانية عائلته إلى المنفى، لكنه راقب عن كثب التطورات في إيران على مدار العقود الأربعة الماضية، حيث يقول إن الاستياء من الفساد الحكومي وسوء الإدارة الاقتصادية قد أوصل النظام إلى حافة الانهيار. وقال لإذاعة فاردا خدمة البث الإذاعي باللغة الفارسية التابعة للحكومة الأمريكية في فبراير «يبدو أن الجو في إيران يقترب من نقطة الانفجار».

ورغم أن بهلوي يعيش قرب واشنطن، إلا أنه يعد شخصية غير مألوفة في دوائر السياسة الخارجية، حيث قال النقاد إنه يفتقر إلى الجاذبية والعزيمة.

في 1980 أصدر بيانا يعلن فيه أنه شاه، لكنه تراجع عنه لاحقا. يذكر أن المخابرات الأمريكية وجهت لبهلوي في ثمانينات القرن الماضي عرضا بفرض نظام ملكي في جزيرة كيش الإيرانية الواقعة في الخليج العربي، وذلك بدعم بحري وجوي أمريكي. ويزعم أن أول سؤال لبهلوي ركز على استراتيجية الانسحاب.

نظام ملكي

منذ أواخر العام الماضي بدأ بهلوي في رفع مكانته من خلال الاجتماع مع مراكز الفكر لشرح الدور الذي يمكن أن يقوم به، في الوقت الذي تستعد فيه جماعات المعارضة المختلفة لسقوط النظام، ويقول بهلوي إنه يعتبر نفسه شخصية بارزة يمكنها توجيه تلك الجماعات لوضع خطة مشتركة للانتقال السياسي. لقد اتخذ بالفعل خطوة في هذا الاتجاه من خلال مشروع العنقاء، وهو محاولة لجمع العلماء والأكاديميين والخبراء الإيرانيين المنفيين من أجل التصدي للمشكلات التي ستواجهها أي حكومة ديمقراطية تخلف في إيران. هذا وقد قال إنه لا يطمح شخصيا لحكم إيران.

يشمل أنصار بهلوي عددا من الجماعات الملكية التي تتكون من الإيرانيين المنفيين في الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى عدد غير معروف في إيران، حيث دعا بعضهم إلى عودة النظام الملكي خلال المظاهرات المناهضة للحكومة في 2017.

وخلال السنوات القليلة الماضية، بثت محطات تلفزيونية عدة مقرها أوروبا برامج مؤيدة للنظام الملكي في إيران، في محاولة لخلق جو من الحنين إلى ما قبل الثورة.

ويرى باتريك كلاوسون مدير الأبحاث في معهد واشنطن، أن بهلوي يفضل أن يتولى دور الملك الرسمي دون مسؤولية عن الحكم على غرار الملكية الدستورية البريطانية، حيث قال كلاوسون لسلافين في المجلس الأطلسي «إنه يريد أن يصبح الملكة إليزابيث».

3 الأقليات العرقية

ومن جماعات المعارضة التي تخوض المعارك الفعلية ضد النظام تلك الجماعات التي تمثل الأقليات العرقية والدينية في البلاد: الأكراد والأذربيجانيون في الشمال الغربي، والعرب في الجنوب الغربي، والبلوش في الجنوب الشرقي، وجميعهم يطالبون بالحكم الذاتي لمناطقهم.

ووفقا لنيسان رأفت خبير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، فإن هذه الجماعات تشن هجمات متكررة ولكنها صغيرة على أهداف حكومية منذ الثورة، بينما تصورهم الحكومة على أنهم إرهابيون، يدعمهم الخصوم الإقليميون.

وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، تولى حزب كومالا في كردستان الإيرانية زمام المبادرة في محاولة لتوحيد هذه المجموعات المختلفة خلف فكرة استبدال النظام الديني الإيراني بحكومة فيدرالية لا مركزية، والتي يحمي دستورها حقوق الأقليات العرقية في البلاد.

وقال عبدالله مهتدي من حزب كومالا «من المؤكد أن هذا النظام سينهار عاجلا أم آجلا، ما نريده هو تجنب الاحتمال في أن يؤدي هذا الانهيار إلى تقسيم البلاد إلى مناطق عرقية مختلفة».

ويحث مهتدي إدارة ترمب على إجراء اتصالات مع جماعات المعارضة للتخطيط لما سيأتي بعد ذلك، حيث حذر من أنه دون اتخاذ مثل هذه الاستعدادات، فإن انهيار النظام يمكن أن يتبعه استيلاء الحرس الثوري الإيراني على السلطة، أو تفكك البلاد في حالة من الفوضى. وقال مهتدي «لقد ضغطت إدارة ترمب على النظام الإيراني اقتصاديا وسياسيا، لكنها لم تتخذ خطوة جدية فيما يتعلق بالتواصل مع المعارضة الإيرانية».

الأكثر قراءة