عملية سيبرانية سرية تدمر محطة نووية إيرانية

تفاصيل مثيرة تكشف عن دور المخابرات الأمريكية في تعطيل منشأة نطنز
تفاصيل مثيرة تكشف عن دور المخابرات الأمريكية في تعطيل منشأة نطنز

الخميس - 05 سبتمبر 2019

Thu - 05 Sep 2019

كشفت تفاصيل جديدة مثيرة عن عملية سيبرانية سرية أسهمت في تدمير محطة "نطنز" النووية الإيرانية، في واحدة من أكثر المعارك الالكترونية الناجحة التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب معاقل الإرهاب لنظام الملالي.

نشر موقع ياهو الشهير تقريرا مفصلا عن العملية التي جرت عام 2007، وعن كيفية تنسيق المخابرات الغربية مع بعضها لشن الهجوم الالكتروني، عبر فيروس "ستاكس نت" الذي استخدم للمرة الأولى، وصمم خصيصا لتخريب البرنامج النووي الإيراني، بعدما بدأت طهران بتثبيت أول مجموعة من أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان وسط إيران.

جاسوس إيراني

قال ياهو إنه استند إلى 4 مصادر استخباراتية مطلعة، كشفت أن جاسوسا إيرانيا كان وراء العملية، بعد أن جندته المخابرات الهولندية AIVD، بناء على طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، مشيرة إلى أنه مهندس إيراني كان يعمل ميكانيكيا لدى شركة تعمل في نطنز، وزود الجهات المعنية بمعلومات ذات أهمية وحاسمة، ساعدت مبرمجين من الولايات المتحدة على ابتكار فيروس مكنهم من توجيه السلاح الرقمي إلى الأنظمة المستهدفة، ووفر هذا العميل الوصول إلى أنظمة المحطة النووية عندما حان الوقت لإدخال "ستاكس نت" فيها باستخدام وحدة تخزين بيانات (فلاشة).

وأكد أن فيروس ستاكس نت خرب برنامج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في إنتاج اليورانيوم المخصب في نطنز، حيث غير برمجة أجهزة التحكم، مما أسفر عن دوران أجهزة الطرد المركزي بسرعة كبيرة جدا ولفترة طويلة، مما تسبب في تدميرها.

الألعاب الأولمبية

وأشار إلى أن العملية السيبرانية السرية الناجحة أطلق عليها اسم "الألعاب الأولمبية"، وهدفت إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني لفترة، وكسب مزيد من الوقت حتى يتسنى فرض العقوبات وإعطاء الدبلوماسية ثمارها، مما أدى في نهاية المطاف إلى جلب إيران إلى طاولة المفاوضات وإبرام صفقة نووية عام 2015، ولفتت إلى أن أمريكا حصلت على مساعدة 3 دول، هي هولندا وألمانيا وفرنسا، ومن هنا جاء الاسم الرمزي الذي يشير إلى الشعار الخماسي للأولمبياد.

وقدمت برلين المواصفات التقنية والمعلومات حول أنظمة التحكم الصناعية التي صنعتها شركة سيمنز الألمانية، واستخدمت في أجهزة الطرد المركزي بنطنز، في حين قدمت فرنسا معلومات استخباراتية من النوع نفسه، بينما لعبت هولندا دورا مهما ومميزا في العملية منذ 2004، وهي من قدمت المعلومات الأساسية حول أنشطة إيران لشراء معدات أوروبية لبرنامجها النووي.

تصميمات مسروقة

كانت أجهزة الطرد المركزي في المحطة تستند إلى تصاميم سرقها العالم الباكستاني عبدالقادر خان من شركة هولندية في السبعينات، وسرق خان التصاميم بهدف استخدامها في تطوير البرنامج النووي الباكستاني، ثم شرع في بيعها إلى دول أخرى، من بينها إيران وليبيا.

وأطلقت إيران برنامجها النووي عام 1996، عندما اشترت سرا مجموعة من المخططات ومكونات أجهزة الطرد المركزي من خان، وفي 2000 بدأت طهران في إنشاء محطة نطنز لتضم 50 ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.